الجيش الصومالي يحرر 6 مدن استراتيجية من قبضة “حركة الشباب الإرهابية”

بعد حملة عسكرية واسعة ومتواصلة خاضها الجيش الصومالي ضد حركة الشباب الإرهابية خلال الأسبوعين الماضيين، تمكن خلالها من تحرير 6 مدن استراتيجية في 3 محافظات جنوب ووسط البلاد، الأمر الذي يبشر بـ”أفول للإرهاب” في الصومال الذي اكتوى بنيرانه على مدار سنوات.

ويأتي استعادة العمليات العسكرية لزخمها في ظل عزم سياسي متجدد للقضاء على الإرهاب في البلاد.

وكانت محافظة جلجدود، وسط الصومال التابعة بولاية غلمدغ، لها الحظ الأوفر من الانتصارات العسكرية، حيث نجح الجيش بانتزاع خمس مدن هي مسجواي، وعيل هور، وحررطيري، وعيل طير، وجلعد، من قبضة التنظيم الإرهابي.

أما في محافظة شبيلي الوسطى، فقد حجزت “عيل بعد” موقعها بين المواقع التي لفظت الإرهاب.

وتعتبر تلك المناطق مفاتيح نجاح مطلوبة لمستقبل العملية العسكرية التي بدأت قبل 7 أشهر.

ومثلت استعادة مدن ساحلية كـ”حررطيري”، وأخرى قديمة مثل “عيل طير”، ومراكز دينية تاريخية مثل مسجواي، ضربة قوية قصمت ظهر الإرهابيين.

وكانت “حررطيري” منفذا بحريا مطلا على المحيط الهندي، وتعد بمثابة نقطة استقبال للمسلحين الأجانب والسلاح وتصدير الفحم واستغلال الموارد البحرية، وتمثل خسارة الحركة لها بعد سيطرتها عليها لأكثر من عقد كامل بمثابة “ضرب لأكثر من عصفور بحجر واحد”.

وأكدت تصريحات من الرئيس الصومالي والحكومة، أن “عاصفة التحرير” من حركة الشباب يجب أن تصل إلى نقطتها الأخيرة خلال العام الجاري.

هذا الإصرار الحكومي يحظى بدعم محلي وعربي ودولي ما يشعل فتيل النار ضد الإرهابيين، وكلها عوامل حاسمة، لكن الثورة الشعبية ضد الحركة هي العامل الأكثر حسما نظرا لطبيعة العمل الميداني.

ويعد الاتفاق الأمني والعسكري مع دولة الإمارات، والمساعدات العسكرية الأمريكية إضافة إلى جهود الحكومة لجلب الفكر الديني المعتدل بالتعاون مع الأزهر الشريف عبر اتفاقيات مع الجانب المصري، مؤشرات إيجابية لبداية فعلية في الدعم العربي والدولي للصومال

مؤشر إيجابي

ويقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، إن “المواقع التي فقدتها حركة الشباب بداية انهيار تام للجناح العسكري للتنظيم الإرهابي، سيسهل نهايتها عسكريا ويكسر شوكتها”.

ويشير المحلل الأمني الصومالي، أن المدن التي سيطرت القوات المشتركة هي مؤشر إيجابي لنجاح الخطة العسكرية التي تثبت يوما بعد يوم واقعيتها وتعجل الى سيطرة المناطق المتبقية وثانيا تفقد جزئيًا كبيرا من قوة التنظيم في المجال العسكري والاقتصادي والاستراتيجي.

ويعتبر حاشي تكتيكات المليشيات المتطرفة غير مجدية حيث تلجأ أولا إلى الانسحاب الميداني ومن ثم المحاولة من العودة المستحيلة بحسب الحسابات العسكرية والخطط التي تنتهجها الحكومة حيث لا تخرج في أي مدينة تدخلها.

ويرى حاشي أن “مليشيات الشباب تعاني حاليا من الانهزام الداخلي الذي يعمق الانقسامات ويزيد مستوى الشكوك بالتآمر مع بعضها على بعض وفقدان القيادات الميدانية ثقتها في بعضها البعض”.

وبحسب المراقبين فإن “النتائج الإيجابية للعملية ستشعل حماس العشائر في التنافس من التحرر عن التنظيم المتطرف، وتزيد تدفق الدعم الدولي والعربي المادي إضافة الى ارتفاع مستويات الزخم للعملية”.

ويعتقد حاشي أن “الضربات الجوية عبر المسيرات التي تستهدف تجمعات الإرهابيين هي القشة الذي قصمت ظهر البعير، ومكنت الجيش الصومالي من تحرير مناطق شاسعة بالتعاون مع القوات المحلية”.

ويؤكد الخبراء أن “فرض الأمن والاستقرار، وتمكين مؤسسات الدولة في إنفاذ القانون، وبسط الخدمات الأساسية من التعليم والصحة ستزيد التلاحم بين سكان المناطق المحررة، وهي متطلبات مرحلة ما بعد التحرير لاستدامة نتائج الانتصار العسكري الباهر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى