الجيش الليبي يجرى مناورة عسكرية بالذخائر الحية

أجرى الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أول أمس، مناورة عسكرية تحاكي هجوماً عسكريا تركياً مفترضاً على مدينة بنغازي شرقي البلاد.

وقالت مصادر صحافية: إن تلك المناورة تأتي كأحدث “استعراض لقوات الجيش الليبي العسكرية من خلال مناورة بالذخيرة الحية، تم خلالها إهانة العلم التركي بوضعه تحت أقدام جنوده”، على حد وصف الصحيفة.

وأعلن بيان لشعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني الليبي أن “اللواء 106 مُجحفل نفّذ مساء أول من أمس مناورة عسكرية ميدانية موسعة بالذخائر الحية تحت اسم مناورة الشهيد الفريق ونيس بوخمادة، القائد الراحل للقوات الخاصة”.

وتابع البيان: “المناورة التي نُفّذت من قبل نُخبٍ من أكفأ الفرق والجنود بكل دقة وحرفية؛ شمِلت ضرباتٍ جوية من قبل الطيران الحربي. إضافة لعملية إنزال جوي لفرق المشاة وتعاملهم بالذخائر الحية الدقيقة”.

واستند سيناريو المناورة، التي تعد الثانية من نوعها لقوات الجيش خلال الشهر الحالي، على التصدي لعملية إنزال جوي وبحري مفترض، نفذته قوات تركية معادية على ساحل بنغازي، بهدف التقدم إلى منطقة بنينا في محاولة لاحتلال مطارها، والسيطرة عليه بهدف استخدامه لنقل بقية قوات “العدو”.

من جهة أخرى، كشف مصدر عسكري ليبي عن قيام النظام التركي بإجراء تدريبات جديدة لإرهابيين بمليشيا حكومة السراج داخل معسكر السكت بمصراتة.

وأوضح المصدر أن قوات تركية تقوم بتدريب عناصر المليشيات على معدات وآليات حديثة ومتطورة وصلت إلى ليبيا من أنقرة.

وأشار إلى أن المعسكر يحتشد به الكثير من المرتزقة السوريين بالإضافة لمليشيات السراج.

بدورهم، أكد خبراء ليبيون أن أنقرة تسعي لإشعال فتيل الأزمة من جديد في بلادهم وقيادة المليشيات للتقدم باتجاه محور سرت الجفرة. 

وقال الخبراء: إن أنقرة تسعى للحرب من جديد هربا من استحقاقات الاتفاق اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) و الذي سيطال وجود قواتها.

ولفتوا إلى أن طائرات مسيرة تقلع بكثافة خلال اليومين الماضين من قاعدة مصراته للاستطلاع في محور بوقرين.

اصف الفرجاني المحلل السياسي الليبي أكد كذلكل أن تركيا تسعى لإشعال فتيل الحرب مرة أخرى، هربا من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيطول وجودها العسكري وكذلك المليشيات التابعة لها والمرتزقة.

 وأضاف الفرجاني، أن التعنت التركي يزداد بقوة ووضوح وتحدي لأهداف بعضها يتعلق بليبيا والبعض الآخر يرتبط بأوروبا والبحر المتوسط.

ونبه إلى أن المجتمع الدولي متقاعس عن إلزام تركيا باستحقاقات اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة ( 5+5).

وسجلت أنقرة عدة تجاوزات بعد توقيع اتفاق جنيف ومنها عمليات التدريب التي تعرضها بشكل متعمد في وسائل الإعلام التركية ومنها تدريب عناصر ليبية بحرية وتدريب مقاتلين في الوطية وفي المعسكر المجاور للقاعدة الجوية مصراته.

الدبلوماسي الليبي السابق رمضان البحباح أوضح بدوره أن تدريب المليشيات هي جزء من الخطة الاستعمارية لإجهاض أي مؤسسة عسكرية أو أمنية تحافظ على الشعب ومكتسباته.

وأضاف أن ذلك يعد عملا تخريبيا لتفتيت الدول بشكل ممنهج لاستنزاف ثروات الشعوب لأطول فترة زمنية ممكنة وخلق حالة من اليأس والخوف بين الناس وكذلك مناخ طارد للقدرات والكفاءات وتفريغ الدول من أهم عنصر من عناصر استمرارها حتى تنهار بشكل نهائي يصعب عودتها من جديد وهو ما عرف بحروب الجيل الرابع.

وأوضح أن الحرب في ليبيا لم تنته طالما أن الدولة ومصيرها في يد الخارج، وتنتظر التفاهم بين الدول الكبرى على نهاية الأزمة.

وشدد رضوان الفيتوري المحلل السياسي على أن تركيا تتمادى وتصول وتجول في ليبيا بسبب غض المجتمع الدولي عنها، مشيرًا إلى أن الإمدادات العسكرية التركية تدخل إلى العاصمة طرابلس لإشعال الحرب مرة أخرى وسط صمت مجلس الأمن والأمم المتحدة.

ولفت رضوان إلى أن تدفق السلاح والمرتزقة مستمر خلال الأيام الماضية إلى ليبيا، مشيرا إلى أنه يجب على المجتمع الدولي دعم الجيش الليبي لأنه الوحيد القادر على حل الأزمة.

وأوضح أن الجيش أعطى المبادرات الدولية الوقت الكافي لحل الأزمة وإيقاف الاستعمار التركي للبلاد ولكنه لم يحدث، مشيرا إلى أن الشعب الليبي الأن يعول على لجنة (5+5) في توحيد البلاد.

ورأي الفيتوري أن أنقرة تحرك ميليشياتها في مصراته وطرابلس وتعد العدة بغرف عمليات مركزية لشن هجوم على محور سرت الجفرة واحتلاله خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أن الجيش الوطني الليبي استفاد من الدروس السابقة وبدأ الاستعداد بمناورات عسكرية أخرها “مناورة ونيس بوخمادة” أمس.

وتستمر أنقرة في مساعيها لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الفرقاء الليبيين بجنيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن طريق خرقها بنود الاتفاق التي ترتكز على عدم تدريب العناصر الليبية على يد الأتراك، بالإضافة لسحب المرتزقة والضباط الأتراك من القواعد الليبية.

ويواصل النظام التركي دعم حكومة السراج المنتهية ولايتها في طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة لها بالمال والسلاح والمرتزقة السوريين، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن تركيا لديها طموح توسعي، لافتًا إلى أنها “أرسلت المرتزقة إلى ليبيا وقره باغ”، فضلًا عن “احتلال قسم من شمال العراق”، و”الاعتداء على سيادة قبرص واليونان” في شرق المتوسط.

وقال لودريان، في مقابلة مع قناة “إل سي آي” الفرنسية، يوم الأحد الماضي، “لدينا خلافات كثيرة مع تركيا التي لديها طموح توسعي؛ تركيا ترسل مرتزقة إلى ليبيا وتحتل قسم من شمال العراق وترسل مرتزقة سوريين إلى قرة باغ وتتعدى على سيادة قبرص واليونان في شرق المتوسط”.

وبالنسبة للخطر الذي يواجه الفرنسيين أشار لودريان، إن “مستوى التهديد الإرهابي الذي يحدق بالفرنسيين في الخارج مرتفع كما كان دائما الحال ولقد اتخذنا التدابير اللازمة لتأمين حماية مواطنينا”.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى