الحملات الانتخابية البريطانية تدخل مراحلها الأخيرة

تدخل حملة الانتخابات العامة في بريطانيا مراحلها الأخيرة الاثنين مع سعي رئيس الوزراء بوريس جونسون الى حشد الأصوات قبل موعد الانتخابات الخميس لإنهاء سنوات من الشلل والمجادلات حول عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي.

ويأمل جونسون في استعادة الأغلبية المحافظة التي خسرتها تيريزا ماي في الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل عامين فقط، ليتمكن من تنفيذ بريكست وتسوية النقاشات حول مكانة بريطانيا في العالم.

ويواجه البرلمان البريطاني مأزقاً منذ آخر انتخابات تشريعية في عام 2017، حرمت المحافظين من غالبيتهم ومن قدرتهم على تنفيذ نتيجة استفتاء عام 2016 حول عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي.

ويهدف زعيم المعارضة جيريمي كوربن من جهته إلى تغيير الوضع الراهن وتحقيق الفوز لحزبه وتمكنيه من تشكيل أول حكومة يسارية في بريطانيا منذ تسع سنوات.

وتهيمن على الانتخابات مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي ستدخل في المجهول في حال فشل جونسون في الحصول على الأغلبية.

وتعهد زعيم حزب العمال جيريمي كوربن التفاوض على اتفاقه الخاص بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي في حال أصبح رئيسا للوزراء، ثم عرضه على الاستفتاء، والاختيار ما بينه وبين البقاء في الاتحاد الأوروبي. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم المحافظين بفارق جيد.

إلا أن جونسون يحتاج إلى الفوز بنصف مقاعد مجلس العموم على الأقل، لأن حزبه ليس لديه شركاء واضحين بين الأحزاب الأصغر حجما.

واشارت بعض الاستطلاعات إلى أن الانتخابات يمكن أن تثمر عن برلمان كبير آخر يؤدي إلى إطالة الشلل السياسي وزيادة مشاعر الاحباط لدى مجتمع الأعمال وبروكسل.

وصرح جونسون خلال زيارة إلى سوق للسمك في ميناء غريمسبي شمال شرق البلاد “نحن لا نأخذ أي شيء كأمر مسلم به… نحن نعمل بجد وجهد كبيرين في جميع أنحاء البلاد”.

تحملت مناطق شمال شرق انجلترا عبء زيادة المنافسة العالمية التي أضرت بقطاعاتها المحلية مثل التنقيب والصيد.

وغريمسبي هي جزء مما يسمى ب”الجدار الأحمر” الذي يدعم تقليديا حزب العمال بسبب دعمه نقابات العمال وتركيزه على الانفاق الاجتماعي.

والاثنين وعد جون ماكدونيل الذي سيصبح وزيرا للمالية في أية حكومة عمالية مقبلة، ب”إنهاء التقشف” ونقل الثروة من لندن إلى المناطق الأخرى خلال أول 100 يوم من تولي حكومة العمال السلطة.

وأدت المخاطر والانقسامات الايديولوجية بين جونسون وكوربن إلى حملة اتسمت بالمشاكسات والطابع الشخصي حيث واجه جونسون مرارا أسئلة حول مدى موثوقيته بينما وجهت انتقادات لكوربن تتعلق بمعاداة السامية.

وبحسب ماكدونيل فإن رئيس وزراء بريطانيا “هو ربما أقل سياسي يحظى بثقة الناس على الإطلاق”.

وبالنسبة لكوربن كان خط الهجوم الرئيسي هو اتهام جونسون بسوء تمويل نظام الرعاية الصحية الوطني.

وظهر كوربن على الصفحة الأولى لإحدى الصحف الاثنين خلال تجمع انتخابي وهو يحمل صورة طفل مريض يستلقي على الأرض في إحدى المستشفيات التي يبدو أن أسرتها كانت قد نفذت.

وقال كوربن لمناصري حزب العمال في مدينة بريستول في غرب بريطانيا “هذا عار، عليهم أن يستثمروا بالخدمات العامة”.

وبدا جونسون مرتبكاً عندما أراه أحد الصحافيين الصورة التي كانت موجودة على هاتفه. ووضع هاتف الصحافي في جيبه متعهداً بأنه سوف “ينظر بالأمر لاحقاً”.

وفي نهاية المقابلة مع المراسل، اعتذر جونسون وقد بدا عليه التعب، من الصحافي، وأعاد إليه هاتفه. وانتشر مقطع فيديو عن هذه المقابلة بشكل كثيف على مواقع التواصل.

تراجع كوربن في استطلاعات الرأي خلال الحملة الانتخابية، ولم تظهر بعد مؤشرات تحقيقه تأييدا يشبه ما حققه في انتخابات 2017 التي حرمت ماي من الأغلبية في البرلمان.

وأظهرت استطلاعات نشرت السبت أن حزب المحافظين يتقدم بمعدل 10%.

ويعتقد منظمو الاستطلاعات أن جونسون يحتاج إلى التقدم على حزب العمال بنسبة 6% على الأقل في انتخابات الخميس ليضمن الأغلبية في البرلمان.

ويرجع المحللون تراجع كوربن هذه المرة إلى رفضه المبدئي لدعم اجراء استفتاء ثان بشأن بريكست والذي كان يرغب به معظم ناخبي حزب العمال.

كما عانى الحزب الذي عمره نحو نصف قرن من خروج عدد من اعضائه الكبار الذي أعربوا عن قلقهم من فضائح معاداة السامية التي ظهرت في ظل زعامة كوربن.

لكن كوربن قال لمناصريه خلال التجمع الانتخابي في بريستول إن “الكثير من الناس يتخذون قرارهم في اللحظة الأخيرة”، مؤكداً أنه سيواصل حملته الانتخابية حتى الخميس ليلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى