الدفاع الروسية تتصدى لهجوم أوكراني واسع النطاق بالمسيّرات على عدة مطارات عسكرية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد، التصدي لهجوم أوكراني واسع النطاق بالطائرات المسيرة استهدف عدة مطارات عسكرية، فيما ذكرت مصادر أخرى أن القوات الأوكرانية شنت هجوماً واسعاً ومُنسقاً بالطائرات المسيَّرة استهدف 4 قواعد جوية عسكرية داخل العُمق الروسي.
وقالت الدفاع الروسية في بيان: “شن نظام كييف اليوم هجوما إرهابيا باستخدام طائرات مُسيرة مُوجهة من طراز (FPV) -منظور الشخص الأول- على مطارات في مناطق مورمانسك، وإيركوتسك، وإيفانوفو، وريازان، وأمور”.
وأكدت الوزارة أنه “تمّ صد جميع الهجمات الإرهابية في المطارات العسكرية في مناطق إيفانوفو، وريازان، وأمور”.
وأشار البيان إلى أنه “في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك، اشتعلت النيران في عدة وحدات من الطائرات نتيجة إطلاق طائرات مُسيرة مُوجهة من الأراضي الواقعة بالقرب من المطارات”.
ولفتت الوزارة إلى أنه “تم إخماد الحرائق، ولم تُسجل أي إصابات بين العسكريين أو المدنيين. كما تم اعتقال بعض المشاركين في الهجمات الإرهابية”.
رواية أوكرانية للهجوم
وكانت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية قد أفادت بأن القوات الأوكرانية شنت هجوماً واسعاً ومُنسقاً بالطائرات المسيَّرة استهدف 4 قواعد جوية عسكرية داخل العُمق الروسي، كانت تُستخدم لإطلاق القاذفات الاستراتيجية في الغارات الجوية، في واحدة من أكثر العمليات جرأة منذ بدء الحرب، حسبما .
وقال مسؤول حكومي أوكراني لـ”رويترز”، الأحد، إن أوكرانيا لم تخطر الولايات المتحدة مسبقاً بالهجمات، وهو ما أكدته مصادر بإدارة الرئيس دونالد ترامب، بقولها لشبكة CBS الأميركية إن البيت الأبيض لم يكن على علم بالهجوم.
وقالت الشبكة إن المتحدثين باسم البيت الأبيض رفضوا التعليق على الهجوم.
ونقلت “فاينانشيال تايمز” في تقرير نشرته، الأحد، عن مسؤول أوكراني قوله إن “أكثر من 40 طائرة تضررت حتى الآن”، مشيراً إلى أن الهجوم استهدف 4 قواعد جوية عسكرية روسية في “عملية منسّقة واحدة” على بُعد آلاف الكيلومترات من خط المواجهة.
وأضاف المسؤول أن “الطائرات اندلعت فيها النيران في قاعدة بيلايا الجوية، الواقعة في جنوب شرقي سيبيريا على بُعد نحو 5500 كيلومتر شرق الحدود الأوكرانية، وفي قاعدة أولينيا في شبه جزيرة كولا قرب مورمانسك، إضافة إلى قاعدة دياجيليفو الجوية على بُعد 200 كيلومتر جنوب شرقي موسكو، وقاعدة إيفانوفو الواقعة على بُعد 300 كيلومتر شمال شرقي العاصمة الروسية”.
وتابع: “أصاب الهجوم 34% من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية في المطارات الرئيسية لروسيا”.
القواعد الجوية الروسية تشتعل فيها النيران
وأظهر مقطع فيديو، التُقط بواسطة طائرة استطلاع أوكرانية ونشره المسؤول ذاته، إحدى القواعد الجوية الروسية تشتعل فيها النيران، بينما كانت طائرات مسيّرة تهاجم عدداً من الطائرات.
وفي مقطع آخر، سُمع صوت رئيس جهاز الأمن الأوكراني (SBU)، فاسيل ماليوك، وهو يعلن الموافقة على تنفيذ الهجمات، وفقاً للصحيفة.
وقالت الصحيفة إن “هذا الهجوم الضخم والمنسّق جاء في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عزمه إرسال وفد تفاوضي إلى إسطنبول لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام”.
العملية نفذتها أوكرانيا وحدها
وقال زيلينسكي: “قدّم رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، تقريراً بشأن العملية، كانت نتيجةً رائعةً بكل معنى الكلمة، نتيجةٌ حققتها أوكرانيا وحدها، عامٌ و6 أشهر و9 أيام من بدء التخطيط وحتى التنفيذ الفعلي”.
وأضاف: “انسحب أفرادنا المشاركون في إعداد العملية من الأراضي الروسية في الوقت المحدد، شكرتُ الجنرال ماليوك على هذا النجاح الذي حققته أوكرانيا”.
وكتب على تطبيق تليجرام: “نتيجة عبقرية للغاية.. نتيجة تسببت فيها أوكرانيا بشكل مستقل”، مشيراً إلى أن الإعداد لهذه العملية استغرق نحو عام ونصف العام، وقال: “تلك هي أطول عملياتنا مدى”.
وأشار زيلينسكي في خطاب مسجل بالفيديو نشره في المساء بعد ذلك بقليل، إلى أن 117 طائرة مسيرة استُخدمت في الهجوم على القواعد الروسية.
وأضاف: “تكبدت روسيا خسائر فادحة وملموسة.. وهو أمر مبرر”.
واعتبر زيلينسكي أن أوكرانيا تدافع عن نفسها، مؤكداً أن هذا حق لها، مشدداً على أنه يبذل قصارى جهده لجعل روسيا تشعر بالحاجة إلى إنهاء هذه الحرب، لافتاً إلى أن روسيا هي من بدأت هذه الحرب، ويجب على روسيا أن تُنهيها.
وذكر زيلينسكي بأنه وجه جهاز الأمن الأوكراني لإطلاع الجمهور على تفاصيل العملية ونتائجها التي يُمكن الكشف عنها، مشيراً إلى أنه لا يُمكن الكشف عن كل شيء في هذه اللحظة، واصفاً العملية بأنها أفعال أوكرانية ستُخلّد في كتب التاريخ دون شك.