الرئيس الفلسطيني يغامر بالعلاقة مع العرب

ويطلب من أردوغان الإشراف على ملف المصالحة الفلسطينية

رغم ما بذلته مصر وعدد من البلدان العربية من جهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية على مدار سنوات الإنقسام الفلسطيني، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذاهب بحسب مراقبين سياسيين، إلى المغامرة بوضع خياراته السياسية في حضن النظامين التركي والقطري، ليزيد بذلك حالة التوتر القائمة بين السلطة والدول العربية.

وذكرت وكالة وفا التابعة للسلطة الفلسطينية، أن رئيس السلطة محمود عباس، أجرى اتصالاً هاتفياً، مساء الإثنين، مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، ووضعه في صورة الحوارات التي تجري حاليا بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية، وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وإصرار الجميع على وحدة الموقف، بهدف تحقيق المصالحة والذهاب للانتخابات.

وطالب عباس من أردوغان الإشراف على ملف المصالحة الفلسطينية، بما يحقق الذهاب للانتخابات، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

كما طالب عباس بدعم أنقرة لهذا الاتجاه، كذلك توفير مراقبين من تركيا في إطار المراقبين الدوليين، للمراقبة على الانتخابات.

كما أطلع عباس رئيس النظام التركي على آخر المستجدات السياسية، وما وصفه بالضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول، وضرورة مواجهة هذه الضغوط والالتزام بمبادرة السلام العربية.

وشكر رئيس السلطة الفلسطينية نظيره التركي على ما وصفه بمواقف تركيا الداعمة لفلسطين وقضيتها العادلة، والاتصالات التي أجراها  أردوغان مع رئيسي صربيا وكوسوفو لحثهما على عدم فتح سفارات أو مكاتب لهما في القدس.

وتأتي محاولات الوساطة التركية للتقريب بين حركتي فتح وحماس من باب لعب دور تركي في المنطقة، وممارسة التحشيد الإعلامي ضد معاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل.

وكانت مصادر سياسية فلسطينية استبعدت أن يسفر اللقاء المرتقب هذا الأسبوع في تركيا بين قياديين من حركتي فتح وحماس عن مصالحة بين الفصيلين المتصارعين.

ويُنتظر أن يصل إلى تركيا هذا الأسبوع وفد من حركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، برئاسة جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لفتح.

وسيلتقي الرجوب بصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في إسطنبول منذ سنوات.

ويقيم العاروري في تركيا، بعد أن أجبرته إسرائيل ومصر على مغادرة الضفة الغربية بسبب أنشطته، واتهامه من قبل الولايات المتحدة بتمويل خلايا إرهابية في إسرائيل والضفة الغربية.

وتعيش الحركتان الفلسطينيتان أزمات جدية مع جمهورهما في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن أزمة ثقة تتسع يوما بعد يوم، فلم تستطع الحركتان حشد مظاهرة في محافظة الخليل التي يقطنها 800 ألف نسمة بعد توقيع الاتفاق الإماراتي البحريني مع إسرائيل، ولم يتجاوز الحضور ستين شخصا غالبيتهم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، كما ألغيت مظاهرة في رام الله الجمعة الماضية لأن الحضور لم يتجاوز عشرين شخصا.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى