السودان ترفض منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي

رفضت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي منح إسرائيل صفة عضو مراقب دون التشاور مع الدول الأعضاء، فيما اعتبرت الجزائر  أن تصرفات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، وإصراره على قبول “إسرائيل” كعضو مراقب في المنظمة، “قد يؤدي إلى تقسيم الاتحاد الإفريقي”.

وخفّضت الخارجية السودانية مستوى المشاركة في أعمال الدورة العادية التاسعة والثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، التي انطلقت أعمالها، الخميس، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

واعتذرت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي عن المشاركة في اجتماعات الدورة، بسبب “موقفها من ملابسات الصلة بين إسرائيل، والاتحاد الإفريقي حالياً”،  بحسب ذكرت وسائل إعلام سودانية في وقت سابق.

وأوضحت الوزارة في بيان أنَّ المهدي “كلَّفت السفير محمد شريف عبد الله، وكيل وزارة الخارجية، لينوب عنها في الاجتماعات، لارتباطها بمهام داخلية تتعلق بقضايا وطنية ملحة ومهمة”.

علاقات مع 46 دولة إفريقية

وتعليقاً على عدم سفر المهدي لحضور الاجتماعات، قالت وزارة الخارجية السودانية إن موقفها واضح إزاء قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي (موسى فقي) منح صفة العضو المراقب لإسرائيل، قبل التشاور مع الدول الأعضاء، وهو “الاعتراض والرفض التام”.

وأشارت الوزارة إلى أنَّ هذا القرار “أحدث خلافاً حاداً بين المفوضية والعديد من الدول الأعضاء”، معتبرة أنه يمثل “نهجاً مرفوضاً ويتعارض مع جوهر مبادئ الاتحاد الافريقي، ويقدح في روح التعاون والاحترام المتبادل والتوافق”.

​ويأتي الموقف السوداني، عقب موقف مماثل للجزائر التي أكدت أن القرار “اتخذ من دون مشاورات مسبقة” مع الدول الأعضاء، وأنه “لا يحمل أي صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد، التي تتعارض تماماً مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي”.

واعتبر وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن تصرفات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، وإصراره على قبول “إسرائيل” كعضو مراقب في المنظمة، “قد يؤدي إلى تقسيم الاتحاد الإفريقي”.

وكان رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي، قال في يوليو الماضي، إن قرار منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد “يقع ضمن نطاق تخصصه الكامل”، مشيراً إلى أن هذا القرار “يأتي في ضوء اعتراف أغلبية الدول الأعضاء بالاتحاد بإسرائيل كدولة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها”.

ويعدُّ الاتحاد الإفريقي أكبر وأهم منظمة في القارة الإفريقية، ويضم جميع دولها الـ55، ويقع مقر أمانته العامة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وتقيم إسرائيل علاقات مع 46 دولة في إفريقيا، وفي السنوات الأخيرة، جدّدت علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد وغينيا.

تطبيع السودان

وعلى الرغم من إعلان السودان الموافقة على تطبيع علاقاته مع إسرائيل منذ أكتوبر الماضي، بعد ما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزم واشنطن على رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إلا أن المسألة لا تزال محل جدل في البلاد.

وقالت وكالة “بلومبرغ” الأميركية إن التطبيع أصبح مصدراً للتوترات بين الجناح العسكري في الإدارة الانتقالية، وبين المكون المدني الذي يرى أن المسألة من الأفضل تأجيل التعامل معها إلى حين تشكيل برلمان، أو انتخاب حكومة ديمقراطية.

والأسبوع الماضي، احتجَّت وزيرة الخارجية السودانية، رسمياً لدى رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان، على الزيارة السرية التي أجراها وفد أمني وعسكري إلى إسرائيل، وذلك بسبب عدم علمها بها.

وتنتمي وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي إلى “حزب الأمة” القومي، الذي يرفض إقامة علاقات مع إسرائيل، ويعتبرها تناقض المصلحة الوطنية العليا والموقف الشعبي.

والأربعاء، اجتمع وزير العدل السوداني نصر الدين عبدالباري في العاصمة الإماراتية أبو ظبي مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، في أرفع لقاء معلن بين مسؤولين من البلدين منذ إعلان السودان الموافقة على تطبيع العلاقات في أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى