المعتصمون قرب القصر الرئاسي يغلقون الطرق الحيوية وسط العاصمة السودانية

لليوم التاسع على التوالي، يشارك آلاف السودانيين في اعتصام قرب القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك.

وقاموا بإغلاق جميع الطرق الحيوية في منطقة وسط العاصمة، وأضرموا النار في الإطارات بالشوارع، كما أغلقوا جسر “المك نمر” الذي يربط العاصمة بمدينة بحري المجاورة.

وكان المشاركون في الاعتصام اقتحموا، السبت، مقر وكالة الأنباء الرسمية “سونا”، لمنع إجراء مؤتمر صحافي لقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي).

بدورها، دانت وزارة الإعلام السودانية محاولة إغلاق المدخل الجنوبي لمباني الوزارة لـ”الحيلولة دون أداء الوزارة لمهامها بعد أن تم اغلاق المدخلين الشمالي والشرقي للوزارة منذ بداية الأسبوع الماضي جراء تمدد اعتصام القصر الجمهوري”.

جهود لحل الأزمة

وتتواصل جهود حل الأزمة السياسية السودانية، إذ التقى المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، السبت، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم على تويتر، إن فيلتمان أكد دعم بلاده لانتقال ديمقراطي مدني، وفقاً للرغبات المعلنة للشعب السوداني، وحث جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معاً لتنفيذ الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام.

ووفق بيان لمجلس السيادة السوداني، أطلع البرهان المبعوث الأميركي على تطورات الوضع السياسي الراهن والجهود الجارية للخروج من الأزمة.

ودعا البرهان إلى ضرورة توسيع المشاركة السياسية لكل القوى الوطنية، ما عدا “المؤتمر الوطني”.

من جانبه أشاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بـ”حنكة” رئيس مجلس السيادة وقيادته للفترة الانتقالية، ووعد بالعمل سوياً معه لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، بحسب بيان مجلس السيادة السوداني.

الاجتماع الرباعي

وقالت مصادر سودانية مطلعة، إن الاجتماع الرباعي بين مبعوث واشنطن وقادة السودان، لم يتوصل لتفاهمات حول الأزمة بين شركاء الحكومة الانتقالية.

وأضافت أن المبعوث الأميركي طلب عقد اجتماع رباعي طارئ وغير مجدول مع البرهان وحميدتي وحمدوك، للاستماع لمواقف كافة الأطراف، وذلك بسبب سفر الأخير إلى السعودية الأحد.

مظاهرات داعمة للحكم المدني

وجددت قوى إعلان الحرية والتغيير دعمها لحمدوك، إذ قال عضو المجلس القيادي للقوى ياسر عرمان، السبت، إن “من يحاول حل الحكومة السودانية، سيواجه الشعب والحكومة”، متابعاً: “لن تُحل الحكومة بأي فرمان من أي جهة كانت”.

ونفت الحكومة السودانية، السبت أنباء عن موافقة حمدوك، على حل الحكومة، واصفاً تلك الأنباء بـ”غير الدقيقة” في نقل مواقف الأطراف المختلفة.

وكانت وكالة الأناضول التركية قد نقلت عن حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوي، قوله إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، توافق مع حمدوك على حل مجلس السيادة والحكومة الانتقالية.

وشهد السودان، الخميس، مظاهرات حاشدة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، رفعت شعارات داعمة للحكم المدني، مقابل استمرار اعتصام لمطالبين بحل الحكومة الانتقالية، قرب القصر الرئاسي وسط العاصمة.

وظلت الأزمة في السودان بين المكوّنين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية مكتومة منذ أشهر، قبل أن تتفجر في سبتمبر الماضي، علماً أنها بدأت بالتحديد عقب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

لكن الخلافات طفت إلى السطح عقب إعلان القوات المسلحة السودانية إحباط المحاولة الانقلابية الفاشلة التي اعترف 30 ضابطاً بالتورط فيها، وتبع ذلك خطابان للبرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، هاجما فيهما المكوّن المدني بالمجلس السيادي، وردّ عضو مجلس السيادة محمد الفكي وقوى الحرية والتغيير بوصف تصريحات البرهان بأنها “انقلاب وتراجع عن الانتقال والتحوّل الديمقراطي”.

بعد أن عصفت الأزمة بشركاء الحكومة الانتقالية في السودان، بدأ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تحركات حثيثة للوساطة بين الجميع لإنهاء الأزمة بين شركاء الحكومة الانتقالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى