المنفي يلغي قرارات للدبيبة والأخير يحشد الميليشيات في طرابلس

تنتهي غدًا الخميس المهلة التي منحها مدير المخابرات العسكرية السابق أسامة الجويلي لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة لتسليم السلطة.

وفيما لم تؤكد المصادر ما إذا كانت المليشيات المسلحة في مدينة الزنتان ستتجاوب مع الجويلي الذي أطيح به بعد محاولة فتحي باشاغا الدخول لطرابلس الأسبوع الماضي، في المهلة التي منحها للدبيبة، وقالت إن محيط مقر رئاسة الحكومة في طرابلس شهد خلال الساعات الماضية استنفارًا أمنيًا كبيرًا.

يأتي ذلك فيما يواصل الدبيبة، مناوراته لاغتصاب السلطة في البلاد، عبر حشد المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، رغم منح مجلس النواب الليبي الثقة لخلفه فتحي باشاغا.

وبحسب مصادر ليبية، فإن الدبيبة جمع قادة المليشيات المسلحة بطرابلس، في مقر قيادته التنفيذية بالعاصمة، بينهم محمد الحسن قائد مليشيات 166، ومختار الجحاوي قائد مليشيات “بركان الغضب”، للتشاور ووضع خطط للمرحلة المقبلة.

المنفي يلغي قرارات الدبيبة

من جهة ثانية، أعلن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، اليوم الأربعاء، رفضه وإلغاءه لقرار الدبيبة إقالة قائد ميليشيا “النواصي” مصطفى قدور من منصب نائب رئيس جهاز المخابرات، وقال إنه مستمر في منصبه، في خطوة تلقي الضوء على الخلافات بين الرئاسي والحكومة، وتخرج للعلن صراعا متجدّدا على الصلاحيات.

جاء هذا القرار خلال لقائه، بقائد مليشيا “النواصي” ونائب رئيس جهاز المخابرات للشؤون الأمنية مصطفى قدور، أكد فيه المنفي بأن مثل هذه القرارات من اختصاصات المجلس الرئاسي، مؤكدا أن نشر قرارات صادرة عن الجهاز عبر وسائل الإعلام يعتبر مخالفا، للوائح والقوانين المعمول بها.

وهذه الخطوة التي أقدم عليها “الرئاسي” تعكس كذلك غياب التنسيق بين أعضاء السلطة التنفيذية في ليبيا، في خصوص والإقالات والتعيينات.

تصعيد عسكري جديد

وبحسب مراقبون، فإن ذلك الاجتماع من المتوقع أن يقود العاصمة طرابلس إلى تصعيد عسكري جديد خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة أن الجويلي له ثقل في غرب ليبيا.

وتعليقا على التطورات، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، إن الدبيبة يحاول استعمال نفس السيناريو الذي استخدمه مع باشاغا لحمايه نفسه، خاصة أنه ما زال يستشعر نشوة الانتصار على رئيس حكومة الاستقرار ومنعه من دخول العاصمة.

وتوقع المهدوي، أن تقف مدينة الزنتان مع الجويلي خصوصا أنها استشعرت تهميش الدبيبة لها، محذرًا من تأثير التصعيد العسكري المتوقع على العاصمة التي شهدت الفترة السابقة صراعات بين المجموعات المسلحة، أدت إلى خسارة المواطنين بعض ممتلكاتهم ورُوع فيها أمنهم.

ويرى المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، أن الدبيبة كان يستعد للحرب منذ أكثر من شهرين، معتقدًا أنه اشترى أغلب قادة المليشيات بالمال للدفاع عن حكمه وسلطة الفوضى، إلا أن “قسمته غير المتساوية بين هذه المليشيات لم ترض بعضها، مما دفعها للتمرد عليه مؤخرا وتقرر مواجهته”، على حد قوله.

وقال المرعاش، إن الأوضاع في طرابلس تتجه إلى المواجهة العسكرية، مشيرًا إلى أن ما أعلنه أسامة الجويلي الذي طرده الدبيبة من الاستخبارات العسكرية يعد عنصرًا يدل على التصعيد العسكري.

الثنائي الأمريكي والأممي

إلا أن اندلاع المواجهة العسكرية من عدمها يعتمد على موقف الثنائي الأمريكي السفير ريتشارد نورلاند والمبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز، بحسب المرعاش، الذي قال إنهما “من يتحكمان بخيوط اللعبة”.

وقلل المحلل الليبي من أهمية وجود أطراف محلية قادرة على وقف أي تصعيد عسكري محتمل، مشيرًا إلى أن قواعد استمرار “لعبة الفوضى” هي التي ستكون لها اليد الطولى في بقاء الدبيبة أو حتى لجوئه للسلاح للتشبث بالسلطة.

ويشهد الغرب الليبي توترا أمنيا عقب تغييرات أجراها الدبيبة على مستويات عليا بجهاز الاستخبارات العسكرية، وأخرى بجهاز المخابرات العامة، إثر محاولة رئيس الحكومة فتحي باشاغا دخول طرابلس، لممارسة مهامه منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى