النظام التركي مستعد لفصل جديد من العلاقات مع مصر والخليج العربي

والحوار مع والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإزالة التوتر

أكد الناطق باسم رئاسة النظام التركي إبراهيم قالين، الإثنين، استعداد بلاده للحوار مع الولايات المتحدة، وبدء فصل جديد مع مصر ودول الخليج العربي، والتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، لإزالة الخلافات والتوترات.

وقال قالين: “يمكن فتح فصل جديد في علاقتنا مع مصر ودول الخليج للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين“.

وكرر موقفاً أنقرة أخيراً يفيد بأن “مصر دولة مهمة في الوطن العربي، وتبقى عقل العالم العربي، وهي قلب العالم العربي”، مضيفاً: “نحن مهتمون بالتحدث مع مصر حول القضايا البحرية في شرق البحر المتوسط، إضافة إلى قضايا أخرى في ليبيا، وعملية السلام والفلسطينيين”.

وتابع: “يمكننا معالجة عدد من هذه القضايا وخفض التوترات، ويمكن لهذا النوع من الشراكة أن يساعد في الاستقرار الإقليمي، من شمال إفريقيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط”.

وحول العلاقة مع الولايات المتحدة، قال قالين في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” الأميركية إن علاقة أنقرة مع واشنطن “يمكن أن تعمل بطريقة بنّاءة جداً، إذ يمكننا تقوية بعضنا بشكل متبادل ومعالجة القضايا أو الاهتمامات المشتركة معاً”.

واعتبر أن نجاح هذه العلاقة لكلا الجانبين “يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”، موضحاً أن “على الجانب الأميركي أن يتفهم مخاوف تركيا المرتبطة بالأمن القومي فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه أنقرة “جماعة إرهابية”.

وأبدى قالين انفتاح بلاده على “حل هذه القضايا (الخلافية) من خلال الحوار البنّاء والانفتاح والصراحة، لكن يجب أن يفهم صنّاع السياسة في الولايات المتحدة مدى جدية هذه القضايا بالنسبة إلينا”. وقال: “نريد أن نرى إجراءات ملموسة من قبل حلفائنا” في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

ويأتي كلام كالين وسط توترات مستمرة مع الولايات المتحدة بشأن شراء تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي “إس 400″، وما تبعه من رفض واشنطن تزويد أنقرة طائرات “إف-35″، لعدة اعتبارات، أبرزها أن تركيا اتجهت نحو خصم “الناتو” لشراء المنظومة الدفاعية، وأن الطائرة المقاتلة لا يمكن أن تتعايش مع نظام صاروخي أرض-جو مصمم لصدّها.

وفي ديسمبر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب امتلاكها نظام “إس 400”. وحضت واشنطن أنقرة على التخلص من نظام الصواريخ الروسي الموازي لنظام “باتريوت” الأميركي، معتبرة أن الصفقة “تعرّض المعلومات العسكرية الأميركية للخطر”.

وقال قالين: “نعتقد أنه يمكننا الحصول على صواريخ باتريوت. ويمكننا الحصول على (إس 400) الذي لن يتم دمجه في نظام الدفاع لحلف الناتو”.

وأضاف قالين أن الأميركيين “يقولون إن (إس 400) تشكل تهديداً للطائرات المقاتلة (إف 35)”، مشيراً إلى أن تركيا ردت بالدعوة إلى درس الأمر “من وجهة نظر فنية”، لكن الأميركيين “رفضوا ثم قالوا إنها ليست قضية فنية بل سياسية”.

وتساءل قالين في حواره مع “بلومبرغ”: “ما هي القضية السياسية؟ حقيقة أننا نشتري المنظومة من روسيا؟” داعياً إلى “التحدث عن ذلك ودرس كيفية معالجة هذه المشكلة معاً”. وقال: “مع روسيا، كان هناك بعض نقاط الخلاف لكننا تمكنا من إدارة كل هذه القضايا عبر حوار بنّاء، فلماذا لا يمكننا فعل الشيء نفسه مع الولايات المتحدة؟”.

واعتبر المتحدث باسم رئاسة النظام التركي أن قيام أي دولة باقتراح مواقف “متطرفة” واشتراط تنفيذ الأمور بطريقتها حصراً “يدفعك في اتجاهات أخرى”.

وكان وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو قال الأربعاء الماضي إن “تركيا ومصر قد تتفاوضان على ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط إذا سنحت الظروف”، وهو ما قابلته مصر بالانفتاح؛ إذ قال دبلوماسي مصري لـ”الشرق” إن القاهرة “منفتحة على  الجهود الرامية كافةلحلحلة الخلافات في شرق المتوسط”.

وبالنسبة إلى علاقة النظام التركي مع الاتحاد الأوروبي، قال كالين إنها تتسم بـ”زخم إيجابي الآن، ونريد رؤية المزيد من التقدم”، مشيراً إلى أن جدول أعمال الطرفين “أكبر بكثير من مجرد محادثات مع اليونان” بشأن الحدود البحرية وعمليات التنقيب عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط.

وأوضح أن جدول الأعمال يشمل أيضاً “تحديث صفقة الهجرة، ويعلم الجميع أنها بحاجة لتحديث”، خصوصاً بعد الأزمة التي نشبت العام الماضي إثر فتح أنقرة أبوابها أمام المهاجرين الراغبين في التوجه إلى الدول الأوروبية عبر اليونان المجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى