انفجار تونس ظلال خطاب التكفير الذي تتبناه تيارات الإخوان في البلاد

 الانفجار الذي أودى بحياة شرطي وإصابة 4 آخرين لا يزالون تحت الملاحظة الطبية، لا يختلف كثيرا في جوهره عن الدعوة التكفيرية التي أطلقها نائب “ائتلاف الكرامة” ذراع إخوان تونس في البرلمان التونسي، ضد زعيمة المعارضة عبير موسى، بحسب المراقبين والخبراء.

واعتبر مراقبون في تونس أن دوي الانفجار الذي استهدف دورية أمنية بمحيط السفارة الأمريكية في العاصمة الجمعة، ما هو إلا صدى للخطاب التكفيري الإخونجي السائد في البلاد.

فالدعوة لاستهداف الخصوم تعكس في طياتها سياقا سياسيا وعقائديا مليئا بالتحريض وتمجيد الإرهاب واحتضانه فكرا وممارسة في كثير من الأحيان. الأمر الذي يرجعه المراقبون إلى خصوبة الأرضية السياسية والحزبية التي تحتضنه، وذلك ضمن جدلية تاريخية تقر بالعلاقة السببية بين جماعة الإخوان والعنف الديني.

ويقول الباحث في تاريخ الجماعات الإسلامية بلغيث بالرابح، إن عملية استهداف الدورية الأمنية نتيجة لعملية الإسناد السياسي والمعنوي الذي تقوم به الحركة الإسلامية في تونس للإرهابيين منذ سنة 2011.

فحركة النهضة الإخونجية توفر الحماية القانونية من خلال ترسانة من المحامين الذين يدافعون فقط على المتورطين في قضايا الإرهاب.

وكشف بالرابح أن النائب عن ائتلاف الكرامة سيف مخلوف كان محاميا للإرهابي خبيب لعقة أحد منفذي هجوم محيط السفارة الأمريكية الإرهابي، أمس الجمعة، مؤكدا أن كل الدلائل تضع الإخوان في موقع الاتهام المباشر.

وتابع بالرابح: “إن فلسفة التواطؤ والتساهل مع الإرهابيين، وتحصين بعض أئمة المساجد في دفاعهم عن التكفير وغرس المدارس القرآنية الخارجة عن القانون هي الأدوات الإخونجية لاختراق المجتمع وتحويل وجهة مئات من الشباب إلى قنابل موقوتة تهدد الأمن الوطني”.

من جانبها، علقت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى على العملية الإرهابية قائلة: “إن العملية هي عبارة عن فاجعة تعيد تونس إلى مربع العنف، داعية رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى دعوة مجلس الأمن القومي للانعقاد لتضييق الخناق على الخلايا النائمة المتغلغلة في مختلف المدن”.

وأضافت، أن درجة “الحقد الإخونجي” جعلها تعيش حالة من التهديد والتحريض ضد شخصها، محذرة من تزايد وتيرة العنف في ظل صمت رئاسة الجمهورية، متهمة راشد الغنوشي (زعيم حركة النهضة التونسية ورئيس البرلمان) برعاية التطرف منذ أكثر من 50 سنة من تاريخ البلاد.

ويرى معاذ الزعيري الناشط في حزب العمال اليساري، أنه لا يمكن فصل نوايا الإرهاب داخل تونس بالمتغيرات الإقليمية الحاصلة خصوصا في ليبيا، مضيفا أنه لا يمكن فصل نشاط الخلايا النائمة في البلاد بنشاط الخلايا الإرهابية في غرب ليبيا، والمدعومة من حكومة الوفاق وغطائها التركي الداعم للإرهاب.

 وتابع الزعيري، أن تفاعلات الإرهاب الإخونجي تتجاوز الحدود الجغرافية لتونس، وما كان لهذه الخلايا أن تستمر في نشاطها لولا الدعم التركي والقطري السخي، والتقاطعات العضوية بين مختلف فصائل الإسلام السياسي من سوريا إلى ليبيا مرورا بتونس ودول جنوب الصحراء في مالي وتشاد.

يشار إلى أن تونس عرفت تحت حكم الإخوان ضربات إرهابية قاسية راح ضحيتها العديد من رجال الجيش والشرطة، ففي سنة 2013 تم ذبح 8 جنود في كمين بجبل الشعابني غرب البلاد وعرفت سنة 2014 مقتل 14 عسكريا في جبل “هنشير التلة”، كما تم استهداف عناصر الأمن الرئاسي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

 وبعد هدوء نسبي في فترة رئاسة الراحل الباجي قائد السبسي، يرى متابعون أن صعود تيارات “الشعبوية الدينية” على غرار “ائتلاف الكرامة” سيعطي مجالا لانفجار الكراهية وصعود الخطاب العدواني ضد الدولة المدنية وسلمية العمل السياسي.

 

الأوبزرفر العربي – تونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى