برلمانية فرنسية تحذر من خطورة نفوذ قطر وتنظيم الإخوان على بلادها

وتنتقد تراخي باريس في الحرب على الإرهاب

استنكرت البرلمانية الفرنسية، ناتالي جوليه، ما اعتبرته “تراخي باريس في الحرب على الإرهاب على الصعيد الداخلي”، مؤكدة ضرورة تشديد الرقابة على تدفق الأموال القطرية لتجفيف منابع التنظيمات الإرهابية.

دعت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي، إلى اتخاذ مواقف صارمة ضد تنظيم الإخوان والنفوذ القطري في بلادها، محذرة من خطورتهما على أمن بلادها.

كانت وسائل إعلام فرنسية مؤخرا تداولت نبأ اعتقال إرهابي يدعى “مجدي مصطفى نامة”، سوري الجنسية، في مارسيليا للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب، منددة بالثغرة في الإجراءات الأمنية التي سمحت بدخول الإرهابي بتأشيرة طالب.

واعتبرت جوليه أن ذلك الإرهابي دخل فرنسا نتيجة العيوب المستمرة في الحرب التي تخوضها فرنسا ضد الإرهاب داخلياً وتراخي البلاد في الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب والسماح لدول خارجية مثل قطر أن يكون لها نفوذ في فرنسا.

وجوليه عضو مجلس الشيوخ عن حزب الاتحاد الديمقراطي، كانت قد ترأست لجنة تحقيق بشأن التنظيم ووسائل الكفاح ضد الشبكات الإرهابية في فرنسا وأوروبا، بمجلس الشيوخ.
ودعت جولييه في مقال لصحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، إلى ضرورة تحلي السلطات الفرنسية باليقظة تجاه المنظمات الإخونجية التي تسهم في نشر التطرف في فرنسا، بدعم وتمويل من قطر.

وفي وقت سابق حذرت صحيفة ماريان الفرنسية، من تأثير قطر وتمويل موالين لها فى فرنسا، من حاملى الفكر الإخونجي  المتطرف، فى الانتخابات البلدية الفرنسية المقرر عقدها فى مارس المقبل، حيث أشارت الصحيفىة إلى أن قطر تتبنى خطة لتمويل الأحزاب والجمعيات التى تعمل لصالح جماعة الإخوان فى السر، وهو ما وصفته بالتحول الخطير.

وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاوف من فوز أو ظهور الأحزاب التى تمولها قطر وتتنبنى إيديولوجيات الإخوان، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا.

وفى مقالتها التى تحمل عنوان، “خلف قوائم المرشحين فى المحليات: تأثير نفوذ قطر و الإخوان المسلمين”، قالت الصحيفة إن قطر والإخوان يعملان على دعم القوائم المجتمعية التى تعمد على عرق أو ديانة في الانتخابات البلدية المبقلة وهى ما تمثل لها الحصان الفائز.

ونقلت المجلة الفرنسية، عن رجل الأعمال الفرنسي جون بيير مارونجي، السجين السابق لدى الدوحة، الذي احتجز 7 سنوات دون محاكمة، قوله: “نشعر بالقلق إزاء انتشار القوائم المجتمعية للانتخابات البلدية في مارس المقبل في ظل تقاعس الحكومة الفرنسية عن اتخاذ إجراء لمنع التدخل الخارجي وقوائم الإخوان في فرنسا“.

وسبق لرجل الأعمال الفرنسي أن سرد قصته مع النظام القطري في كتابين “الرحلة إلى نهاية الجحيم القطري” و”فرنسي رهينة قطر“.

وأشار مارونجي إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبق وأعلن أمام مؤتمر رؤساء البلديات في فرنسا مؤخرا عزمه فرض حظر على “القوائم المجتمعية” في السياسة وخاصة في الانتخابات البلدية المقبلة.

وفي ديسمبر الماضي، دعا أحد الموالين لقطر في مؤتمر لمؤسسة تمولها الدوحة وهي “المركز العربي للبحث والدراسات السياسية في باريس” (كاريب) إلى استخدام المسلمين المقيمين كميزان قوى انتخابي في صناديق الاقتراع، قائلا: “هناك 6 ملايين صوت في متناول أيدينا في القوائم المجتمعية للانتخابات البلدية.

وقالت مجلة “ماريان” إن إحدى القوائم المجتمعية المعنية هي قوائم “الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا” (UDMF) المحسوبة على تنظيم الإخوان، ويصفها مؤسسها نجيب أزرقي بأنها حركة غير طائفية وعلمانية وجمهورية بعمق، ولكنها في حقيقة الأمر إحدى أذرع الجماعة في فرنسا.

وأضافت المجلة الفرنسية أن (UDMF) وضعت لافتات الدعاية على جدران عدد قليل من المدن المستهدفة: مارسيليا، أميان، وليون، وأفينيون، وهي المدن التي يتركز فيها عناصر إخوان فرنسا من بين 50 بلدية في جميع أنحاء البلاد.

ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن معركة النفوذ بدأتها قطر عبر نشر فكر الإخوان في أوروبا الذي يشكل جوهر استراتيجيتها.

وأضافت أن “تلك الاستراتيجية تحولت من مجرد تمويل جمعيات ومؤسسات لأنشطة تتخذ المساعدات الإنسانية ستارا لها إلى أحزاب سياسية رسمية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى