بوتين يرسم خارطة جديدة لروسيا الاتحادية ويضم 4 مناطق جرت فيها الاستفتاءات

"أريد أن تسمعني كييف وأسيادها.. سكان المناطق الأربع مواطنون روس من اليوم"

حدث تاريخي هام في تم تسجيله مراحل الصراع الروسي مع الغرب، حيث وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيه وخيرسون مراسيم الانضمام إلى روسيا الاتحادية، اليوم الجمعة.

أكد الرئيس الروسي خلال المراسم أن سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون سيكونون مواطنين روس إلى الأبد.

وألقى بوتين خطابا خلال مراسم توقيع اتفاقيات انضمام مناطق جديدة إلى روسيا الاتحادية في قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو.

جاء ذلك بعد صدور نتائج الاستفتاء في كل من دونيتسك ولوغانسك وزرابورجيه وخيرسون، التي أجمع فيها المواطنون بالموافقة على انضمام أراضيهم إلى روسيا.

وأعرب الرئيس بوتين عن ثقته في أن الجمعية الفيدرالية ستدعم القوانين الخاصة بانضمام أراض جديدة إلى روسيا، مؤكدا أن هذا حق المواطنين الشرعي بتقرير مصيرهم، وتقره الأمم المتحدة التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وأضاف بوتين، “أعزائي مواطنو روسيا، مواطنو جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، والمقيمون في مقاطعتي زابوروجيه وخيرسون، ونواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد الروسي، كما تعلمون، أجريت استفتاءات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومقاطعتي زابوروجيا خيرسون، وقد ظهرت النتائج… اختاروا طريقهم . وهو خيار لا لبس فيه”.

وتابع بوتين قائلا: “يجب على سلطات كييف اليوم التعامل مع هذه الإرادة الحرة للشعب باحترام ولا شيء غير ذلك”.

رسالة إلى كييف و”أسيادهم”

وقال بوتين: “أريد أن تسمعني سلطات كييف وأسيادهم الحقيقيون في الغرب، سكان دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه هم مواطنون روس من اليوم”.

وشدد بوتين على أن روسيا ستوفر الأمن لجمهوريتي دونباس ومقاطعتي خيرسون وزابورجيه وستساعدهم في إعادة إعمار البنية التحتية، داعياً نظام كييف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وجميع العمليات العسكرية، والحرب التي أطلقها في 2014، والعودة إلى طاولة المفاوضات”.

ونوه بوتين إلى أن “الولايات المتحدة لا تزال تحتل في الواقع ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وعددا من البلدان الأخرى، وتصفهم محليا على أنهم حلفاء”.

وأوضح بوتين، “يتم إلقاء الاتفاقية في مجال الأمن الاستراتيجي في سلة المهملات. تم الإعلان عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها على أعلى مستوى على أنها خيالية. الوعود الراسخة بعدم توسيع الناتو إلى الشرق، بمجرد أن تبناها قادتنا السابقون، تحولت إلى خدعة قذرة”.

التخريب في أوروبا

وأشار بوتين إلى أن أمريكا بدأت عملية التخريب في أوروبا وقال: “لقد انتقلوا إلى عملية التخريب، بعد مدهم بخط التيار الشمالي 2، في الواقع، بدؤوا في تدمير البنية التحتية للطاقة الأوروبية، الجميع يفهم من يستفيد من ذلك”.

وبين بوتين أن العالم دخل فترة التحولات الثورية، منوها إلى أن “روسيا تناضل من أجل طريق عادل وحر للتنمية دون إملاءات واستبداد”.

وفي السياق، أعلن الكرملين، في وقت سابق من الجمعة، إنه سيعتبر الهجمات ضد أي جزء من مناطق أوكرانية توشك روسيا على ضمها أعمالاً عدوانية ضد روسيا نفسها.

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن روسيا ستضم “بحكم القانون” أجزاء من أوكرانيا لا تخضع لسيطرة القوات الروسية ضمن تحركاتها لضم 4 مناطق في أوكرانيا.

بايدن سيواصل دعم أوكرانيا

ودان الرئيس الأميركي جو بايدن، إعلان روسيا انضمام المناطق الأوكرانية القائم على “الاحتيال”، مشيراً إلى أن موسكو تنتهك القانون الدولي وتدوس على ميثاق الأمم المتحدة، وتظهر ازدراءها للدول المسالمة في كل مكان.

وقال بايدن في بيان للبيت الأبيض، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستحترم دائماً حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً، وستواصل دعم جهودها لاستعادة السيطرة على أراضيها من خلال تعزيز قدراتها عسكرياً ودبلوماسياً، “بما في ذلك من خلال 1.1 مليار دولار من المساعدة الأمنية الإضافية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة هذا الأسبوع”.

زيلنيسكي سيطلب الانضمام للناتو

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن كييف ستوقع طلب انضمام عاجل إلى حلف شمال الاطلسي، وذلك بعد بضع دقائق من إعلان روسيا رسميا ضم أربع مناطق اوكرانية احتلتها.

وقال زيلينسكي في مقطع مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي “نتخذ قرارا حاسما عبر توقيع ترشح أوكرانيا بهدف الانضمام العاجل الى حلف شمال الاطلسي”.

وأكد زيلينسكي الجمعة أنه لن يتفاوض مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيسا لها. وقال زيلينسكي: “أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية. سنتفاوض مع الرئيس الجديد”.

قادة الاتحاد الأوروبي

وتعهّد قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة بأنهم “لن يعترفوا إطلاقا” بضم روسيا غير القانوني لأربع مناطق أوكرانية أخرى واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر.

وقال قادة الدول الـ27 في بيان “نرفض بحزم وندين بشكل قاطع ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوهانسك (لوغانسك) وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الجمعة إن قيام روسيا بضم المناطق الأوكرانية هو أمر غير قانوني وإن الأراضي المحتلة ستبقى جزءا من أوكرانيا.

وكتبت فون دير لاين على تويتر بعد ضم روسيا لمناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا إن “الضم غير القانوني الذي أعلنه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يغير شيئا”.

وأضافت “جميع الأراضي التي احتلها الغزاة الروس بشكل غير قانوني هي أراض أوكرانية وستظل دوما جزءا من هذه الدولة ذات السيادة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى