ترهيب طلاب الجامعات الأمريكية يفشل في وقف انتفاضة الداعمين للفلسطينيين

بعد حملة من الترهيب مارستها رئيسة الجامعة وجهات رسمية في الولايات المتحدة، اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 2000 طالب في الجامعات الأمريكية، منذ 18 أبريل/ نيسان الماضي، ليصبح طلاب جامعة كولومبيا هم حملة لواء النضال المؤيد للفلسطينيين في عيون الشباب الداعمين لفلسطين والمطالبين بمعاقبة إسرائيل ووقف جرائم الإبادة في غزة.

ذلك فيما تتواصل انتفاضة الطلاب في 30 جامعة أمريكية، رغم فض الاعتصام عدة مرات بجامعات ولايتي نيويورك وكاليفورنيا، فيما تتواصل الاعتصامات في عدد من الجامعات الأمريكية رفضا للحرب على غزة.

دو هي تشوي، طالبة دراسات عليا في السنة الثانية في كلية الصحة العامة بجامعة كولومبيا، وتشارك في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعي، تحدثت عن مشاركتها في الاحتجاجات، وقد اختارت عدم استخدام اسمها الحقيقي لحماية نفسها، حيث قامت إدارة الجامعة بقمع المتظاهرين الشباب وفصلهم وإيقافهم تعسفيا.

وقالت تشوي: “خلال احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا، ضد الحرب الدموية على غزة، التي يشنها الجيش الإسرائيلي والمستمرة منذ ما يزيد عن 6 أشهر، وأودت بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني، اعتقل الطلاب وتم إيقافهم عن الدراسة وتعرضوا للتهديد بالترحيل، بعد مشاركتهم في الاحتجاجات”.

وأضافت: “لقد تلقينا بريدًا إلكترونيًا من رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، قبل يوم تقول فيه إن الطلاب الذين احتلوا مبنى هاميلتون هول، سيواجهون الطرد”.

وأردفت تشوي، قائلة: “لذلك نحن لسنا متأكدين مما إذا كان هذا يعني أنه سيتم طردهم بالتأكيد.. ولكن هذا بالتأكيد شيء سيتعامل معه هؤلاء الطلاب عند إطلاق سراحهم من السجن.. ونحن نعلم أيضًا أن الطلاب الذين يحملون تأشيرات طلابية ويتم اعتقالهم أو سيتم معاقبتهم وإيقافهم عن الدراسة سيتعرضون لخطر إنهاء تأشيراتهم على الفور”، مؤكدة، بالقول: “لم أسمع عن أمثلة على ذلك حتى الآن، ولكن لسوء الحظ، نحن قلقون لأن هذا تهديد وشيك”.

نقطة تحول

ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، كان الاستيلاء على قاعة “هاميلتون” نقطة تحول جديدة في المظاهرات، التي استمرت لمدة أسبوعين في حرم جامعة كولومبيا.

وكان الطلاب المتظاهرون في جامعة كولومبيا، قد اقتحموا مبنى قاعة “هاميلتون هول” في الحرم الجامعي، وأعادوا تسميتها باسم قاعة “هند” تكريماً لهند رجب، الفتاة البالغة من العمر ستة أعوام، التي قُتلت في الهجوم الإسرائيلي على سيارة لعائلتها بعد أن توسلت إلى المسعفين لإنقاذ حياتها، في مكالمات مروعة نُشرت على شبكة الإنترنت.

لم يكن اقتحام قاعة “هاميلتون” حدثا جديدا على طلاب جامعة كولومبيا، فقد سار المتظاهرون الشباب على خطى المتظاهرين المناهضين للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذين استولوا على ذات القاعة في عام 1985، وكذلك أولئك الذين عارضوا حرب فيتنام، في عام 1968.

فيتنام وجنوب إفريقيا

وأضافت تشوي: “تحفزنا قصة اقتحام القاعة عام 1985، ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا التي يتحدث عنها الكثير من الطلاب، وتحكي عنها الكثير من وسائل الإعلام، واقتحامها في عام 1968، والتي كانت ضد حرب فيتنام، لقد ألهمتنا هذه القصص حقًا”.

فيما أشاد ثلاثة من قادة الطلاب السابقين في جامعة كولومبيا، في الثمانينيات، وهم عمر البرغوثي، وتاناكيل جونز، وباربرا رانسبي، بشجاعة الناشطين الطلابيين المتضامنين مع فلسطين، في مقالتهم الافتتاحية، في 3 مايو/ أيار الجاري، في صحيفة “الغارديان”، حيث تحدثوا دفاعاً عن المتظاهرين في الجامعة، وأكدوا حق مطلبهم في إنهاء حرب غزة والإبادة الجماعية.

وشدد الخريجون الثلاثة على أن “الشباب أصبحوا مرة أخرى ضمير الأمة والعالم”.

ومضت تشوي، في دحض الافتراضات التي عبّرت عنها سلطات مدينة نيويورك، وكذلك الصحافة الأمريكية الرئيسية، بأن الاحتجاجات قادها بعض “المحرضين الخارجيين”، وشددت على أن “الحراك طلابي بحت”، مشيرة إلى أن “الاعتقالات والقمع المستمرين من قبل سلطات الجامعة لا يؤدي إلا إلى تعزيز قوة التظاهرات”.

على عكس أسلافهم في عامي 1968 و1985، يتعين على طلاب جامعة كولومبيا التعامل مع برامج التعرف على الوجه والتشهير التي دفعت بعضهم إلى إخفاء هويته وارتداء الأقنعة لتجنب الانتقام، وعلى العكس من ذلك، يرى آخرون أن “التشهير من أجل فلسطين هو شرف”.

استمرار انتفاضة الطلاب

وتستمر انتفاضة الطلاب في الجامعات الأمريكية، رغم فض الاعتصام عدة مرات بجامعات ولايتي نيويورك وكاليفورنيا، فيما تتواصل الاعتصامات بعدد من الجامعات الأمريكية رفضا للحرب على غزة.

وشهدت ما لا يقل عن 30 جامعة أمريكية احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وأشارت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية إلى أن العدد الإجمالي للمحتجزين في الأسبوعين الماضيين يقترب من 2000.

وكان رد فعل السلطات الأمريكية قاسيا وقمعياً مع الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، حيث استخدمت الشرطة الأمريكية الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص المطاطي لفض الاعتصامات.

يشار أن بعض الجامعات في الولايات المتحدة بدأت بالخضوع لبعض مطالب الطلبة المحتجين الداعمين لفلسطين بعد اعتصامات استمرت عدة أيام.

وأكدت قناة “CNN” الأمريكية أن جامعة كاليفورنيا “ريفرسايد” توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء اعتصامهم مساء اليوم السبت.

وأوضحت القناة: “الاتفاق يتضمن تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج”.

بينما أعلنت شبكة “NBC” الأمريكية أن جامعة “فيرمونت” ألغت خطابا للمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة توماس جرينفيلد استجابة لمطالب الطلبة المحتجين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى