جامعة كولومبيا تفرض عقوبات على طلاب مناهضين للإبادة الجماعية في غزة
23 يوليو، 2025
جامعة كولومبيا تفرض عقوبات على طلاب مناهضين للإبادة في غزة
فرضت جامعة كولومبيا عقوبات على أكثر من 70 طالباً لمشاركتهم في احتجاجين طلابيين مناهضين لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الجامعة في بيان، الثلاثاء.
وذكرت الجامعة أنها “قررت معاقبة الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاج الذي جرى داخل مكتبة بتلر، حيث تم احتجاز ما لا يقل عن 80 شخصاً، بالإضافة إلى احتجاج مماثل خلال عطلة نهاية الأسبوع السنوية للخريجين العام الماضي”، وفقاً لشبكة NBC News.
وأشارت الجامعة إلى أنها “لن تكشف عن نتائج العقوبات الفردية لأي طالب، لكنها أوضحت أنها شملت وضع الطلاب تحت المراقبة والتعليق المؤقت الذي يتراوح بين عام و3 أعوام، وسحب الشهادات والطرد من الجامعة”.
وفي مكالمة هاتفية مع شبكة NBC News، كشف المتحدث باسم الجامعة أن “ثلثي الطلاب الموقوفين تم تعليق دراستهم لمدة عامين”.
وقالت مجموعة “كولومبيا ضد الفصل العنصري وسحب الاستثمارات”، وهي مجموعة طلابية تطالب بقطع علاقات الجامعة مع إسرائيل في بيان صحافي، إن نحو 80 طالباً تلقوا إشعارات، الاثنين، تُبلغهم بتعليق دراستهم من عام إلى 3 أعوام أو طردهم النهائي؛ بسبب مشاركتهم في احتجاج مايو الماضي.
وأضافت المجموعة أن “خطابات العقوبة طالبت الطلاب بتقديم اعتذارات رسمية للجامعة كشرط للعودة إلى الحرم الجامعي، وإلا فسيواجهون الطرد النهائي”.
خضوع الجامعة لقرارات ترامب
ويأتي هذا التشديد في العقوبات بعد أشهر من قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب تقليص مئات الملايين من الدولارات من تمويل الأبحاث الفيدرالية المخصصة للجامعة.
وعقب تلك الخطوة، وافقت كولومبيا على تنفيذ قائمة طويلة من السياسات الجديدة بناءً على طلب الإدارة السابقة، من أجل استئناف المفاوضات لاستعادة التمويل الفيدرالي.
وشملت الإجراءات تعديل آليات الانضباط الطلابي، وحظر ارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات في معظم الحالات، وتوظيف العشرات من عناصر الأمن الجدد، وفقاً لوثيقة قالت الجامعة إنها شاركتها مع الحكومة الفيدرالية ونشرتها على موقعها الإلكتروني.
وجاءت هذه القواعد الجديدة، بعد موجة من الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية في الجامعة العام الماضي، التي أشعلها استمرار الحرب في غزة، وجذبت ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض في أنحاء العالم.
الاحتجاجات الأوسع
ويُذكر أن الاحتجاجات الأخيرة كانت الأوسع من نوعها منذ احتجاجات عام 1968 ضد حرب فيتنام، التي سمحت فيها جامعة كولومبيا للمرة الأولى، منذ ذلك الحين بتدخل الشرطة لفض مظاهرات داخل الحرم الجامعي، ما جعلها مركزاً لاحتجاجات مشابهة على مستوى الجامعات الأميركية.
وكان عدد من طلاب كولومبيا قد أعربوا سابقاً لـNBC News عن أن التظاهر داخل الحرم أصبح “أمراً خطيراً” بعد اتفاق الجامعة مع إدارة ترامب، واعتقال الناشط الطلابي محمود خليل من قبل سلطات الهجرة.
ويُشار إلى أن خليل، وهو طالب دراسات عليا قاد مفاوضات بين الطلاب والإدارة، احتُجز في مركز اعتقال للهجرة في ولاية لويزيانا لمدة تجاوزت 104 أيام قبل الإفراج عنه الشهر الماضي.
الاحتجاجات مستمرة
ورغم تصاعد المخاوف، لم تتوقف موجة الاحتجاجات، ففي مايو، اعتصم عشرات الطلاب قاعة في مكتبة “بتلر”، وارتدى المتظاهرون الكوفية الفلسطينية، ورددوا شعارات واصطدموا بقوات الشرطة والأمن الجامعي، حسبما أظهرت مقاطع فيديو نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبيّنت مقاطع الفيديو أن “الشرطة منعت المتظاهرين من مغادرة المكتبة، ما لم يُبرزوا بطاقاتهم الشخصية، ثم بدأت باعتقال الطلاب”.
وقالت شرطة نيويورك إن نحو 80 شخصاً تم احتجازهم خلال هذا الاحتجاج، بينما أشارت الجامعة إلى إصابة اثنين من أفراد أمنها خلال تدافع داخل القاعة.
وكانت الجامعة قد اتخذت إجراءات تأديبية مماثلة في مارس الماضي، بحق طلاب شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين العام الماضي، تخللتها السيطرة على مبنى “هاملتون هول” داخل الحرم الجامعي، حيث أصدرت حينها قرارات بالطرد المؤقت، وسحب الشهادات، والفصل النهائي.