جحيم على الأرض… المجاعة تدق كل الأبواب في غزة وأوروبا تتوعد إسرائيل

قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن قطاع غزة أصبحت جحيما على الأرض، ولا يوجد بها مكان آمن.
وأضاف أن الموظفين بالوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم بسبب الجوع والإرهاق.
وأوضح لازاريني في بيان، الثلاثاء، نقله المتحدث باسمه في مؤتمر صحفي بجنيف: “يحتاج مقدمو الرعاية، بمن فيهم زملاؤنا في الأونروا في غزة، إلى رعاية طبية عاجلة.
وتابع، الأطباء والممرضون والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني، ومنهم موظفو الأونروا، يعانون من الجوع. ويعاني كثيرون منهم من الجوع والإرهاق في أثناء تأدية واجباتهم”.
حالات إغماء ناجمة عن الجوع الشديد
وقد أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن سكان قطاع غزة يعانون فعليًا من حالات إغماء ناجمة عن الجوع الشديد، وسط استمرار الحصار وغياب الإمدادات الغذائية.
وأوضحت الوكالة في بيانها أن ذلك يحدث رغم وجود كميات كبيرة من الأطعمة والسلع على بُعد كيلومترات قليلة من القطاع، إلا أن الحصار يمنع وصولها إلى السكان.
وأشارت الوكالة، إلى أن الفلسطينيين يُجبرون على النزوح المتكرر داخل مساحة صغيرة جدًا لا تتجاوز عُشر مساحة غزة، حيث لا يجدون ملاذًا آمنًا، مؤكدةً أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة إنسانية عاجلة لا يمكن تأجيلها.
الحاجة إلى “تدخل فوري”
الأونروا والمنظمات الإنسانية أكدت أن إنهاء الأزمة لا يقتصر فقط على فتح المعابر، بل يتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار ورفع الحصار لضمان تدفق آمن ومستمر للمساعدات.
وأوضحت أن الجوع في غزة لم يعد مجرد تهديد وشيك، بل واقع مؤلم يقتل السكان يوميًا في صمت، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك العاجل قبل فوات الأوان.
المجاعة تدق كل الأبواب في غزة
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن سوء التغذية يتزايد والمجاعة تدق كل باب في غزة، واصفاً الوضع في القطاع الفلسطيني بأنه “فيلم رعب”.
وأضاف غوتيريش أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “نشهد حالياً الرمق الأخير لنظام إنساني مبني على المبادئ الإنسانية… حُرم هذا النظام من ظروف العمل. حرم من المساحة اللازمة لتقديم المساعدات. حرم من الأمان لإنقاذ الأرواح”.
“جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إن صور المدنيين الذين يُقتلون في غزة أثناء توزيع المساعدات الإنسانية “لا يمكن تحملها”.
وجددت الدعوة الصادرة من الاتحاد الأوروبي إلى إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وسرعة، وإلى احترام القانون الدولي.
وكتبت فون دير لاين، في منشور على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: “لا يُمكن استهداف المدنيين. أبداً. الصور الواردة من غزة لا يمكن تحملها.
وأضافت، يُجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى تدفق المساعدات الإنسانية بحرية وأمان وسرعة، وإلى الاحترام الكامل للقانون الدولي والإنساني”.
وجاء منشور فون دير لاين مصحوباً بإعادة نشر ما كتبته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، بأن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة” إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية في غزة.
على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية في غزة.
وكتبت كالاس، في منشور على منصة إكس: “قتل المدنيين وهم يسعون للحصول على المساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه”، مضيفة أنها تحدثت مع وزير الخارجية في حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي جدعون ساعر “للتذكير بتفاهمنا بشأن تدفق المساعدات.
وأوضحت أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع”.
التجويع “سلاح حرب”
بدوره، أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين خلال اجتماعه، الثلاثاء، ما وصفه بقيام إسرائيل بتحويل قطاع غزة إلى “منطقة مجاعة” واستخدام سياسة التجويع “كسلاح حرب”.
وأكدت الجامعة في بيان على أهمية “فرض إدخال قوافل مساعدات إغاثية إنسانية عربية وإسلامية ودولية ودخول المنظمات الدولية إلى القطاع وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)”.
كما دعا البيان المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة إلى “الضغط على إسرائيل، قوة الاحتلال غير القانوني، من أجل فتح كافة المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فوراً” إلى غزة.
واعتبرت الجامعة العربية أن سياسات وممارسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين “صورة من صور جريمة الإبادة الجماعية”.
المجاعة تقتل الأطفال
وكشفت مصادر طبية، الثلاثاء، أن المجاعة في قطاع غزة أودت بحياة 15 حالة حتى الآن منهم 4 أطفال خلال 24 ساعة.
وأوضحت المصادر، أن “مستشفيات القطاع سجلت 15 حالة وفاة بينهم 4 أطفال، بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية الثلاثاء إن 21 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع وصول الكارثة الإنسانية التي تطال سكان القطاع مستويات غير مسبوقة من الجوع.
كما أفادت مصادر في مستشفيات غزة بإن 63 فلسطينيا استُشهدوا، بينهم 26 من منتتظري المساعدات، بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الثلاثاء.
ومنذ مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من ألف فلسطيني بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي وعناصر الحراسة الأمريكية عند مراكز للتحكم بالمساعدات تديرها ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” المعروفة باسم “مصائد الموت الأمريكية“.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إن حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية على القطاع ارتفعت إلى 59 ألفاً و29 فلسطينياً، و142 ألفاً و135 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.