حداد في الضفة الغربية على شهداء مخيم جنين والفصائل تتوعد الاحتلال

مصر تدين اقتحام المخيم وتدعو إلى وقف الاعتداءات على المدن الفلسطينية

شهدت منطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، إضراباً شاملاً، حداداً على أرواح الفلسطينيين الـ9 الذين استشهدو برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية إلى 9 بينهم سيدة.

ونقلت مصادر محلية، صباح اليوم الخميس، عن الوزارة الفلسطينية وجود إصابات بحالة حرجة جدا بالرصاص الحي داخل المخيم، إلى جانب عشرات الإصابات بالاختناق نتيجة اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مشفى جنين الحكومي.

مصر تدين الاقتحام

ودانت مصر اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين في الضفة الغربية، الذي أسفر عن سقوط 9 قتلى إضافة إلى المصابين.

جاء ذلك بيان لوزارة الخارجية المصرية، حصلت “سبوتنيك” على نسخة منه، بشأن اقتحام المخيم، صباح اليوم الخميس.

وذكر البيان أن مصر دعت إلى وقف الاعتداءات على المدن الفلسطينية فورا، محذرةً من خروج الأوضاع عن السيطرة.

وقالت الخارجية المصرية إن الاعتداءات سيكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الأراضى الفلسطينية المحتلة وعلى المنطقة، مشيرةً إلى أنها تقوض جهود إعادة إحياء عملية السلام وإقامة دولة فلسطينية علي حدود يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ودعت مصر المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤلياته لنزع فتيل العنف ووضع حد للاعتداءات على الشعب الفلسطيني وحماية المدنيين وفقا لقواعد القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية المتعلقة بالحقوق الفلسطينية المشروعة وتحميل إسرائيل المسؤولية باعتبارها الدولة القائمة بالاحتلال.

إدانات فلسطينية

ووصفت الرئاسة الفلسطينية على لسان نبيل أبو ردينة، المتحدث باسمها، ما تشهده جنين ومخيمها من قبل القوات الإسرائيلية بـ “المجزرة”، التي يراقبها العالم بصمت مريب.

وقال أبو ردينة: “حكومة الاحتلال الإسرائيلية تنفذ مجزرة في جنين ومخيمها”.

ولفت المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إلى أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب مجزرة ضد الفلسطينيين على مرأى من العالم.

دعوة لتحرك المجتمع الدولي

بدورها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية، “بالتحرك ووقف الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي” في محافظة جنين ومخيمها.

وأشارت إلى أن “قوات الاحتلال حاصرت المخيم وأغلقت مداخله كافة وأطلقت الرصاص الحي بهدف القتل بدم بارد، ومنعت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، وتركتهم ينزفون وهم على الأرض حتى الموت، والاعتداء بقنابل الغاز المسيل على مستشفى جنين، في صورة تعبر عن عنجهية الاحتلال وإصراره على تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع بما يهدد بتفجيرها بالكامل”.

 

وتساءلت الوزارة “إذا لم يتحرك المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية الآن، وفي ظل هذه الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال فمتى يمكن أن يتحرك لينتصر لمبادئه ومواقفه ويحافظ على ما تبقى من مصداقيته؟”.

مخطّط مسبق الإعداد

من جانبه، قال رئيس تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، محمد دحلان، إن “جنين المجدُ والشّرف، تصدت اليوم بما لديها من وسائل محدودة لهجوم إسرائيلي عدواني مخطط، وواسع، وقدّمت كوكبة كبيرة من الشـهداء والجرحى؛ كوكبة هم خيرُ مَن فينا، فتيةٌ أبطال تُركوا لوحدهم يقاتلون بلا غطاء سياسي، وشهيدة فلسطينية ارتقت برفقتهم للقاء ربهم الكريم”.

وأضاف القيادي الفلسطيني دحلان في منشور له عبر حسابه «فيسبوك»، أن “الجـريمة الإسرائيلية في جنين اليوم ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ هي حلقة في مخطّط مسبق الإعداد، ومتفق عليه مع أطراف داخل السلطة الفلسطينية «للأسف الشديد»”.

وتابع، أنه “مخطط كشفت الصحافة الإسرائيلية النقاب عنه منذ حين، وجوهره أن تطهّر قوات الاحتلال جنين الباسلة من المـقاومين، على أن تتولّى تلك الأطراف الفلسطينية ضبط وردع المـقاومة في نابلس، وسائر الضفة، وهذا الاتفاق الضمني يفسر الغياب التام لأجهزة السلطة عن أمكنة الجرائم الإسرائيلية؛ مرة تلو مرة، تلو أخرى”.

وأردف، أن” الشعب الفلسطيني العظيم لن يسكت، ولن يكون ساكنًا إزاء هذه الجـريمة الجديدة، وغيرها؛ لأنه شعب يدرك جيدًا أبعاد هذا المخطط، ويعلم أن الاحـتلال يعمل حثيثًا على نقل المعركة وحصْرها داخل المدن الفلسطينية؛ كي يفعّل هو «الاحـتلال» مخططات تهـويد القدس، وتوسيع رقعة الاستيـطان في عموم الضفة الغربية بتسارعٍ، وعنف مفرط”.

وأكد دحلان أن الشعب سينتصر، ويفرض إرادته، ويفرض وجوده البطولي، وإن لم ننتــصر بحل الدولة الفلسطينية، كما نريدها، ونرضاها، دولة على كامل حدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، دولة خالية من الاستـيطان تمامًا.

 وختم القائد دحلان بقوله، “سوف ننتصر بحل الدولة الواحدة، وكما ردّد الزعيم الراحل الشهيد «أبو عمار» لنردّد معًا «يرونها بعيدة ونراها قريبة.. وإنّا لمنتصرون بإذنه تعالى»”.

تشكيل حكومة وحدة وطنية

وأصدر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بيان جدد فيه دعوته لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تعيد توحيد المؤسسات وتنهي الانقسام، والاتفاق على برنامج نضالي موحد، والبدء في حراكٍ سياسيٍّ على كل المستويات عنوانه إنهاء الاحتلال ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد “التيار الإصلاحي” في بيان صحفي، اليوم الخميس، على ضرورة ببناء معادلة وطنية قوامها الندّية والاستعداد للمواجهة، وتصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية عبر حكومةٍ تعزز صمود المواطن ولا تستجدي التفاوض ولا تقدس التنسيق مع المحتل.

ونعى تيار إصلاحي فتح، شهداء جنين الذين ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على المخيم اليوم الخميس، مؤكدا أن جنين تتصدى بعزمٍ وإرادة لعدوان الاحتلال، وتكسر بثباتها وبسالتها مخططات الحكومة الفاشية في تل أبيب، وتعيد صياغة معادلة الصراع مع حكومة المجرمين على أسس كفاحية.

وأكد على “وجوب احتضان الفعل النضالي في جنين وفي كل بقاع الوطن، رَسْمِيًّا وَفَصَائِلِيًّا وَشَعْبِيًّا، بحيث لا يُترك أبطالنا في جنين وسواها من محافظات الوطن وحدهم في ساحة المواجهة”.

وطالب تيار الإصلاحات كافة القوى الوطنية إلى الإسراع في مؤازرة جنين وأهلها، وفضح جرائم الاحتلال، ومحاولات حكومته الفاشية الهروب من أزماتها الداخلية على حساب الدم الفلسطيني.

ودعا تيار الإصلاح في حركة فتح، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ التدابير التي تسمح بحماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وتجريم قادة دولة الاحتلال الذين ينبغي محاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية.

تصعيد المقاومة

ودعت فصائل فلسطينية، اليوم الخميس، إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة والقدس والتصدي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، إن الاحتلال يتوهم باعتقاده وقف هذا المد الثوري عبر إمعانه بالقتل والإجرام في مخيم جنين وباقي مدن وبلدات الضفة

وأضاف “جنين تقود ملحمة خالدة في محطة تاريخية فاصلة في مواجهة الاحتلال، وما يجري في جنين هو جزء من حسم المعركة مع الاحتلال”، مشددًا على أن الاحتلال لن يفلح في كسر إرادة أبناء شعبنا الفلسطيني.

في سياق متصل أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنّ جماهير شعبنا تبنت خيار المقاومة وترفض الاستسلام.

وذكرت أنّ الاشتباكات في جنين تؤكد أنّ المواجهة سبيلاً وحيداً لصد العدوان، وهو ليس بغريب على مخيم جنين القسام الذي كان دائماً يجسد ملاحم بطولية ضد الاحتلال”.

وشددت على أن جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني يجب ألا تمر بدون عقاب.

ودعت الجبهة جميع القوى وأذرعها العسكرية إلى مقاومة الاحتلال وضرب مواقعه وثكناته، وتبني خيار المواجهة العسكرية والسياسية الشاملة لدحره عن أرضنا ووقف عدوانه المتواصل.

الوحدة الميدانية

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، إن صمود وبسالة المقاومة في مخيم جنين دلالة واضحة على التمسك بالحق والدفاع عنه مهما بلغت التضحيات.

وأشاد سلمي بالوحدة الميدانية التي تشهدها ساحة المواجهة والاشتباك في مخيم جنين.

وذكر أن المقاومة في كل مكان وجاهزة ومستعدة للمواجهة القادمة في حال استمرت الحكومة الإسرائيلية الفاشية وجيشها المجرم في العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

وشدد على أن حركة الجهاد لن تدخر جهداً في إسناد جنين، “وكل الشعب الفلسطيني اليوم كالجسد الواحد في معركة الصمود التي تتصدرها جنين وكتيبتها الباسلة ومقاومتها الشجاعة”.

أما حركة فتح فقالت:” فلينتفض شعبنا في كل مكان وليتحمل الجميع مسؤوليته في ردع العدوان ولتكن شوارعنا ساحات مواجهة مع المعتدين والمستوطنين”.

وأضافت “إن هذه الدماء التي تراق في جنبات مخيم جنين رسالة لاستنهاض جذوة الثورة في كل منا ووضع نصب أعيننا كل طرق الرد على هذا الاحتلال، ولزاما علينا أمام هذا التضحيات أن نتحرك في كل الاتجاهات”.

ودعت للإعلان عن إضراب شامل وتصعيد مستمر في كل بقعة يطأها الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى