حرب الإبادة في غزة تدخل عامها الثالث وسط ترقب لنتائج مفاوضات وقف النار

دخلت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة عامها الثالث، مخلفة أكثر من 67 ألف شهيد، وما يزيد عن 169 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً، بينهم 154 طفلاً.
وعلى مدار العامين المنصرمَين وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية إلى خارج القطاع الفلسطيني لتشمل أهدافاً في خمس عواصم إقليمية، بما في ذلك طهران.
وتمكّنت الدولة العبرية في عملياتها هذه من تصفية مسؤولين وقياديّين بارزين، من بينهم معظم قادة الصفّ الأول في حركة حماس، وكذلك أيضاً في حزب الله اللبناني ولا سيّما أمينه العام السابق حسن نصر الله.
غير أنّه وبعد عامين على السابع من أكتوبر، تجد إسرائيل نفسها وسط عزلة واضحة تعانيها عالمياً، وهي التي تجلت على نحو واضح في ما جرى خلال أعمال الجمعية العام للأمم المتحدة، إلى جانب استمرار خروج الملايين حول العالم في تظاهرات منددة بالحرب وبالعدوانية الإسرائيلية غير المسبوقة.
ورغم أن إسرائيل حاولت استخدام شماعة “معاداة السامية” لوصف أي تحرك ضد حرب الإبادة التي تقودها، فإن الوقائع تؤكد أنها خسرت معركة الوعي، ولم تنجح في محاولتها تصوير أن عملية طوفان الأقصى حدثت من فراغ، وأن الصراع بدأ عقبها.
مفاوضات شرم الشيخ
وبالتزامن مع الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، يسود ترقب بشأن مفاوضات شرم الشيخ حول خطة ترامب لأنهاء حرب غزة، إذ وصف قيادي في حركة حماس الموقف بـ”الصعب”، قائلاً إنّ “الكثير مما يُثار في دوائر رسمية أميركية وإسرائيلية يأتي للاستهلاك فحسب”.
وأضاف، أنّ ما أبلغته الحركة بوضوحٍ لا لبس فيه إلى الجانب الأميركي عبر الوسطاء في مصر وقطر هو استعدادها الكامل للابتعاد عن حكم القطاع وإدارته، مع الاستعداد أيضاً للدخول في هدنة طويلة، يجري بموجبها تجاوز المخاوف الإسرائيلية بشأن أسلحة المقاومة، دون الحديث عن التخلي عن هذا السلاح كلياً أو تسليمه أو القبول بنزعه.
وفي المقابل، أكد ترامب أن “حماس” وافقت على أمور وصفها بـ”المهمة للغاية”، متحدثاً عن إحراز “تقدم هائل”. كما توقع ترامب التوصل إلى اتفاق بشأن غزة “قريباً”، لكنه نفى أن يكون قد طلب من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ألا يكون سلبياً بشأن صفقة الرهائن”.
وعشية الذكرى، بدأت الإثنين في شرم الشيخ المصرية مفاوضات غير مباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل لبحث تفاصيل خطة ترامب.
أجواء إيجابية
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن الجولة الأولى من المباحثات انتهت “وسط أجواء إيجابية”، على أن تستأنف الثلاثاء بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين.
وفي واشنطن، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنه وضع “خطوطاً حمراء” في المفاوضات، مؤكداً: “إذا لم تتحقق أمور معيّنة فلن نمضي في الأمر”.
وأضاف: “الأمور تسير على ما يرام، وأعتقد أن حماس وافقت على أمور مهمّة للغاية”. وتابع: “أنا شبه متأكد أننا سنتوصل إلى اتفاق في غزة، رغم أن ذلك لم يتحقق منذ سنوات طويلة”.
ميدانياً، واصلت إسرائيل قصفها المكثف على مناطق متفرقة في القطاع المحاصر، مستخدمة الغارات الجوية والقصف المدفعي وتفجير العربات المفخخة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي الضفة الغربية المحتلة، شنّ الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واقتحامات واسعة شملت مدناً وبلدات عدة، بينها الخليل ورام الله وقلقيلية وسلفيت وطولكرم وجنين.
143 غارة جوية على غزة
وأمس الاثنين، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال نفذ منذ فجر السبت وحتى نهاية يوم الاثنين، أكثر من 143 غارة جوية ومدفعية استهدفت مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع وارتكب مجازر واضحة.
وأشار المكتب إلى أن هذه الغارات أسفرت عن استشهاد 106 فلسطينيين من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ومن بينهم 65 شهيدا في مدينة غزة وحدها.
وأكد أن “هذه الجريمة المتواصلة تندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني، وتؤكد أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية للتهدئة، ويصرّ على مواصلة القتل الممنهج للمدنيين وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة”.