حزب أردوغان يتعرض لهزيمة كبيرة في الانتخابات البلدية التركية

أعلنت المعارضة التركية، الأحد، تحقيق “انتصار كبير” في الانتخابات البلدية في أنحاء البلاد، والحفاظ على إسطنبول وأنقرة، على حساب حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي قال إن حزبه “لم يحقق النتائج المرجوة من الانتخابات”.

النتائج أكدت أن “المعارضة لا تزال تمثل قوة سياسية في تركيا”، فيما وصف الرئيس رجب طيب أردوغان الانتخابات بأنها “نقطة تحول” لكنها “ليست النهاية”.

وأضاف أردوغان تعقيبا على الانتخابات: “سنحاسب أنفسنا بعد نتائج الانتخابات البلدية وسندرس الرسائل الصادرة عن الشعب”.

فيما أكد أن “الفائز في هذه الانتخابات هو ديمقراطيتنا وإرادتنا الوطنية بغض النظر عن النتائج”.

من لا يفهمون رسالة الشعب سيخسرون

وفي “أم المعارك” كما وصفها الحزب الحاكم، أعلن أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، فوزه في انتخابات رئاسة البلدية في إسطنبول، أكبر مدن تركيا، وأوضح أنه يتقدم بفارق تجاوز مليون صوت بعد إحصاء 96 بالمئة من بطاقات الاقتراع.

وقال إمام أوغلو في كلمة لأنصاره في وقت متأخر الأحد: “من لا يفهمون رسالة الشعب سيخسرون في نهاية المطاف”.

كما فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري بالانتخابات البلدية في أنقرة، إلى جانب فوز الحزب بتسعة مقاعد أخرى لرؤساء البلديات في مدن كبرى على مستوى البلاد.

وأرجع محللون نتائج الانتخابات إلى الأوضاع الاقتصادية وخاصة ارتفاع معدل التضخم، إلى جانب القبول الذي يحظى به إمام أوغلو في إسطنبول.

وقال إمام أوغلو (53 عاما)، وهو رجل أعمال سابق دخل مجال العمل السياسي في 2008 ويعتبره محللون الآن منافسا رئاسيا محتملا: “التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل”.

تقدم حزب الشعب الجمهوري

وفي العاصمة أنقرة، تجمع الآلاف ليلا وهم يلوحون بأعلام حزب الشعب الجمهوري انتظارا لخطاب سيلقيه رئيس البلدية منصور ياواش، الذي تغلب على منافسه من حزب العدالة والتنمية في ضربة أخرى لأردوغان.

ونظم أردوغان حملة انتخابية قوية قبل الانتخابات البلدية، التي وصفها محللون بأنها “مقياس لحجم الدعم الذي يحظى به الرئيس إلى جانب قدرة المعارضة على الاستمرار”.

وبعد ساعات من انتهاء التصويت، توجه الرئيس إلى أنقرة قادما من إسطنبول لإلقاء كلمة للشعب.

وتوقعت استطلاعات رأي تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول وخسائر محتملة لحزب الشعب الجمهوري في أنحاء البلاد.

لكن وكالة الأناضول التي تديرها الدولة نشرت نتائج رسمية بعد فرز بعض صناديق الاقتراع أظهرت خسارة حزب العدالة والتنمية وحليفه الرئيسي منصب رئيس البلدية في 10 مدن كبيرة منها بورصة وبالق أسير في الشمال الغربي للبلاد.

وأظهرت النتائج تقدم حزب الشعب الجمهوري على مستوى البلاد بنحو واحد بالمئة من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها ذلك منذ 35 عاما.

وبحسب ميرت أرسلانالب، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة بوجازيجي بإسطنبول لرويترز، فإن هذه “أشد هزيمة انتخابية” لأردوغان منذ وصوله إلى السلطة في 2002.

وأضاف “أظهر إمام أوغلو قدرته على تجاوز الانقسامات الاجتماعية والسياسية المتأصلة التي تميز المعارضة التركية حتى بدون دعمهم المؤسسي”.

وذكر “هذا يجعل (إمام أوغلو) المنافس الأكثر قدرة على المنافسة السياسية لأردوغان على المستوى الوطني”.

الاقتصاد هو العامل الحاسم

والعام الماضي، تمكن أردوغان من الفوز بفترة جديدة وبأغلبية برلمانية مع حلفائه القوميين رغم أزمة غلاء المعيشة المستمرة منذ سنوات.

وقال محللون إن سبب عزوف الناخبين عن تأييد حزب العدالة والتنمية هذه المرة يعود إلى “الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى ما يقرب من 70 بالمئة وتباطؤ النمو بسبب سياسة التشديد النقدي”.

وقال هاكان أكباس، وهو مستشار كبير في مجموعة أولبرايت ستونبريدج “كان الاقتصاد هو العامل الحاسم.. لقد طالب الشعب التركي بالتغيير، وأصبح إمام أوغلو الآن الغريم الأساسي للرئيس أردوغان”.

وقالت مجموعات مؤيدة لإمام أوغلو أمام مبنى بلدية إسطنبول إنهم يريدون رؤيته “يخوض الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان في المستقبل”.

وأعيد انتخاب إمام أوغلو على الرغم من انهيار تحالف المعارضة الذي فشل في الإطاحة بأردوغان العام الماضي.

وكان للناخبين من الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019. وقدم حزبهم، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول. لكن النتائج أشارت إلى أن العديد من الأكراد وضعوا الولاء للحزب جانبا وصوتوا لصالح إمام أوغلو مرة أخرى.

وفي جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية، أكد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب قوته وفاز بالانتخابات في عشر بلديات. وفي أعقاب الانتخابات السابقة، استبدلت الدولة رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد بأمناء معينين بسبب صلاتهم المزعومة بمسلحين.

واندلعت أعمال عنف في وقت سابق من يوم الأحد، واشتبكت مجموعات مع بعضها في جنوب شرق البلاد ببنادق وعصي وحجارة مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن مرشحا قُتل وأصيب أربعة في اشتباكات.

وأفادت وكالة ديميرورين للأنباء بأن شخصا قُتل بالرصاص وأصيب آخرون خلال الليل قبل الانتخابات في بورصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى