حزب الشعوب يتهم أردوغان بالشراكة مع المنظمات الإرهابية في المنطقة

ويعلن عن المرحلة الثالثة من الاحتجاجات في تركيا

اتهمت أبرو غوناي، المتحدثة باسم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض في تركيا، “نظام أردوغان بالتحرك في المنطقة مع تنظيمات داعش، والنصرة، وجماعة الإخونجية، والمسلحين المرتزقة، وأن هذه الفصائل شريكة للنظام في سياساته التي يتبناها حيال المنطقة بأسرها”.

 وأعلنت غوناي، الجمعة، إن “برنامج نضال من أجل الديمقراطية” الذي أعلنه الحزب في وقت سابق، دخل مرحلته الثالثة، داعية للخروج للشوارع بكل من إسطنبول، وماردين (جنوب شرق) يوم 19 أغسطس/آب الجاري.

وفي يونيو/حزيران الماضي، كان الحزب الكردي قد أعلن عن هذا البرنامج، على أن يمتد 3 أشهر بين الأول من الشهر نفسه والأول من سبتمبر/أيلول”.

وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “آرتي غرتشك” التركية المعارضة، عقدت غوناي، مؤتمرًا صحفيًا، الجمعة، تناولت خلاله العديد من القضايا والتطورات على الساحة السياسية التركية.

وأضافت غوناي قائلة بخصوص برنامج الحزب المذكور “سنواصل نضالنا في إسطنبول وماردين يوم 19 أغسطس/آب الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لإقالة رؤساء البلديات المنتخبين من الأكراد في ذلك اليوم من العام الماضي، عقب الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد في 31 مارس/آذار من العام نفسه”.

في سياق متصل قالت غوناي، إن أحد أهم أسباب الهاوية التي تنجر إليها تركيا، هي إصرار النظام على تبني الحرب كحل للقضية الكردية، مضيفة “لم يعد أمام نظام أردوغان أي مسار ليذهب إليه بهذه الحرب المستمرة منذ نحو 40 عامًا”.

وأشارت إلى أن ظهور القضية الكردية مجددًا على الأجندة السياسية، ينبع من أنها قضية تحتاج إلى حل عاجل، مضيفة “سنحل هذه القضية، التي ليس لها سبيل سوى الحوار لا غير”.

وشددت على أن “حل القضية الكردية لن يعود بالنفع على تركيا فحسب، بل على المنطقة بأسرها، ونحن مستعدون لأي حوار يهدف للحل دون إقصاء الأكراد أو تهميشهم”.

ومنذ الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا في 31 مارس/آذار 2019 قامت سلطات النظام التركي بعزل 51 رئيس بلدية كردي منتخب من أصل 65 بلدية فاز بها حزب الشعوب الديمقراطي في تلك الانتخابات.

ويحكم رؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي كثيرا من المدن في محافظات جنوب شرقي تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد، في حين يصف الحزب إجراءات نظام أردوغان بأنها مخطط حكومي ممنهج للنيل من صفوفه، كما تشهد تلك المحافظات، انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني.

في سياق آخر، تطرقت غوناي إلى أزمة شرق المتوسط، والتوتر الذي تشهده تلك المنطقة بسبب إصرار نظام أردوغان على عمليات البحث والتنقيب بشكل غير قانوني.

وقالت في هذا الصدد “التحالف المكون من حزبي العدالة والتنمية، الحاكم، والحركة القومية المعارض، أثبت أنه تحالف قائم على النهب والسرقة واستغلال ما ليس حقًا لهم، تحالف قائم على فلسفة الحرب والمشاكل مع كافة الجيران”.

وأضافت قائلة “لما جاء حزب العدالة والتنمية للحكم قبل 19 عامًا، كان يتبنى سياسة صفر مشاكل مع الجيران، وكانوا يقولون إنهم جاءوا لمحاربة الفساد، والفقر، والقيود والمحظورات، لكن الآن هم في حرب مع كل جيرانهم، وباتوا عاجزين عن الخروج من مستنقع الحرب والنهب، والدماء الذي انغرسوا به”.

وذكرت غوناي كذلك أن نظام العدالة والتنمية يتحرك في المنطقة مع تنظيمات داعش، والنصرة، وجماعة الإخونجية، والمسلحين المرتزقة، مضيفة “فكل هذه الفصائل شريكة للنظام في سياساته التي يتبناها حيال المنطقة بأسرها”. 

في سياق آخر جددت غوناي إدانة حزبها للعملية العسكرية التي تشنها القوات المسلحة التركية شمالي العراق، مشيرة إلى أن “كل الدول العربية تقريبًا أدانت تلك العملية الغاشمة، وحذرت تركيا من التمادي في هذا الجرم، ونحن منذ أشهر نقول إن مثل هذه العمليات لا يمكن أن تكون حلًا أو علاجًا لما يزعمه النظام”.

وأضافت مخاطبة نظام أردوغان “من أين أتيتم بهذه العقلية التي تجرون بها البلاد إلى الهاوية؟.. وماذا تنتظرون كي تتأكدوا من حجم الكارثة التي تتسببون فيها بمثل هذه السياسات الهوجاء”.

وعن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا منذ فترة، ووصلت لأبعاد خطيرة مؤخرًا، قالت غوناي في تصريحاتها “لا شك أن هذه نتيجة متوقعة وحتمية لسياسة الحروب التي يشنها نظام أردوغان في الداخل والخارج”.

وأضافت قائلة “ملايين الأتراك باتوا عاطلين عن العمل، ولا يجدون ما يسدون به رمقهم”، متابعة “وبعد انهيار الليرة مؤخرًا أمام العملات الأجنبية خرج الوزير المسؤول عن وزارة الخزانة والمالية (براءت ألبيرق صهر أردوغان) ليدلي بتصريحات مستفزة، إذ لم يقول سبب هذا الانهيار، وإنما قال على سبيل السخرية للمواطنين: هل تتقاضون رواتبكم بالدولار لتتأثروا من انهيار الليرة؟”.

وأضافت قائلة “وحقيقة الأمر أن هؤلاء لو كان عندهم ذرة من ضمير لاستقالوا من مناصبهم بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أوصلوا البلاد إليها”.

واستطردت غوناي قائلة “هذا النظام الذي دفع تركيا للاستدانة بالدولار، يسخر من المواطنين بعد أن انهارت العملة المحلية أمام الدولار، ليقول لهم: ما شأنكم أنتم والدولار”.

وأشارت إلى أنه “بسبب ارتفاع قيمة الدولار مؤخرًا أمام الليرة بنسبة 7%، زادت رسوم عبور الجسور لتصل إلى 20 ليرة”، مضيفة “ووزير الخزانة والمالية يعرف ذلك جيدًا؛ لكن لأنه لا يدفع نقودًا لخبز أو بنزين يعتبر خزينة الدولة ملكًا خاصًا له”.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية، تعتبر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الممثل في البرلمان بـ65 نائبًا، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى