خبراء ومختصون يعلقون على زيارة السيسي لدولة الإمارات

قال خبراء عسكريون ومحللون سياسيون، أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لدولة الإمارات، الأربعاء، تحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي، بأن أمن الإمارات والخليج من أمن مصر، و أن مصر تدعم الإمارات بقوة، وتتحد معها في مواجهة أي تهديدات خارجية تحيط بها، خاصة تلك التي تتعرض لها من قبل مليشيات الحوثي.

وعلق اللواء سمير راغب، الخبير العسكري المصري، على زيارة السيسي، في حديث صحافي، قائلا: “تأتي زيارة السيسي للإمارات كمحطة رئيسية في العلاقات المصرية الإماراتية لتؤكد استمرار زخم العلاقات وتميزها وتعد الزيارة التاسعة له للإمارات لتسجل المركز الثاني بعد السعودية في الدول التي زارها الرئيس”.

وأضاف: “يأتي لقاء السيسي مع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ليسجل اللقاء رقم 27 كأكبر معدل لقاءات ما بين مسؤولين، الذي يؤكد عمق العلاقات المصرية الإماراتية وخصوصية الزيارة في هذا التوقيت”.

مسافة السكة

وأوضح اللواء راغب، أن “التوقيت يؤكد ما يردده السيسي دائما أن الأمن القومي للأشقاء في الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”، وعبارة (مسافة السكة) بمعنى أننا لن نتأخر في الوصول إليكم لدعمكم، فالرئيس كان أول المتصلين عقب العملية الإرهابية الحوثية ضد أبو ظبي، ولم يكتف بالاتصال وحضر بنفسه في زيارة رسمية غير مخططة مسبقا”.

وتابع قائلا: “زيارة السيسي لأبو ظبي تحمل رسالة دعم من المصريين قيادة وحكومة وشعبا، للشعب الإماراتي، هذا الدعم غير نهائي وغير مشروط ويشمل كافة أنواع الدعم الذي يساهم في الحفاظ على الأمن القومي الإماراتي، والرسالة المختصرة أن المساس بالأمن القومي للإمارات “خط أحمر”.

من جانبه، قال الكاتب المتخصص فى شؤون الأمن القومي أحمد رفعت، إن “زيارة الرئيس السيسي للإمارات الشقيقة، أتت عقب انتهاء زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة ليحمل الرئيس معه إلي أبو ظبي خلاصة المباحثات المصرية الجزائرية وتتناول محاور الزيارة الهجوم الحوثي على الإمارات وملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية والأزمة الليبية المعلقة بلا حلول”.

ولفت إلى أن “مصر أرادت تجديد تضامنها مع الإمارات والتأكيد على وحدة أمن البلدين، أيضا إبقاء الأمر عربيا دون استدعاء أطراف أخرى وقطع الطريق على ذلك، وفي الثانية تقدمت الإمارات خطوة كبيرة تجاه العلاقات مع سوريا وصلت ذروتها بعد عودة العلاقات وإعادة فتح السفارة الإماراتية بدمشق مرتين، الأولى بالاتصال الهاتفي بين الرئيس بشار والشيخ محمد بن زايد ثم زيارة الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الي سوريا، في حين تتقارب رؤية مصر والإمارات مع الجزائر بشأن ليبيا التي تتفق علي ضرورة إجراء الانتخابات في أسرع وقت وخروج القوات الأجنبية وإنهاء الوجود المسلح للمليشيات وخطوات تشمل الانتخابات البرلمانية والرئاسية معا والحفاظ التام علي مؤسسات الدولة”.

العلاقة مع مصر استثنائية

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، الدكتور عبد الخالق عبدالله «العلاقة بين الإمارات و20 دولة عربية في أفضل الحالات، لكن العلاقة مع مصر استثنائية ومتميزة ومختلفة عن أي علاقة أخرى بين الإمارات وبقية دول المنطقة بل وبقية دول العالم». وأضاف في تصريحات خاصة «هذه العلاقة ممتدة على مدى أكثر من 50 عاماً، وأسسها راسخة، فأي تطور بعد ذلك مجرد إضافة لما أسس من العلاقات الأخوية بين قيادة البلدين، وهي علاقات استراتيجية بين الدولتين، والمحبة الفائقة التي يكنها شعب الإمارات لمصر، والشعب المصري للإمارات، فمثل هذه اللقاءات تأتي لتجمل هذه العلاقة المتميزة المختلفة».

وتابع «هذه الزيارة تأتي في توقيت محدد ومهم، بعد أن تعرضت الإمارات لهجوم حوثي إرهابي، فقد شاهدنا كل التضامن من مئة دولة وأكثر، واليوم يأتي الرئيس عبدالفتاح السيسي بشخصه، لكي يؤكد هذا التضامن المصري، الذي يعني الكثير للإمارات». واستطرد «إن التضامن الذي شهدته الإمارات الفترة الماضية كان مهماً وداعماً، لكن التضامن المصري كان الأهم على الإطلاق، والمحك الرئيسي، فقد وقفت الإمارات إلى جانب مصر في أصعب اللحظات، والآن مصر تبادل الإمارات الوقوف إلى جوارها في أصعب الأزمات، فلم تستهدف الإمارات في كل تاريخها، وقد استهدفت مؤخراً، فهذا التضامن المصري مهم وله دلالات، فما بين الإمارات ومصر ليس فقط تفاهماً على الملفات، وإنما هو تطابق كامل وتام تجاه ملفات المنطقة كافة».

دولة تحترم كل الأجناس والأعراق

أما عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، علاء عصام، فقال: “إن الرئيس في زيارة لبلد عربي شقيق تربطنا بشعبه أواصر نسب وعلاقات أخوة وصداقة كبيرة”، لافتا إلى أن الشعب الإماراتي أسس لبنية اقتصادية عملاقة، ودولة تحترم كل الأجناس والأعراق وتطبق القانون علي الجميع بشكل عادل.

وأضاف: “العمالة المصرية كانت وما زالت تعيش في أمان في الإمارات وساعدوا الدولة الشقيقة في بناء بنيتها التحتية وذلك منذ تأسيسها ولهذا فالمصريين محل تقدير في هذه الدولة”.

وأكد أن “الإمارات استطاعت أن تحقق تقدما تكنولوجيا كبيرا وتفاعلت مع علوم الفضاء عندما أطلقت صاروخها الفضائي منذ فترة قليلة”، مشددا على أن مصر من الممكن أن تستفيد بخبرات الإمارات في هذا المجال.

تحديات وفرص

ومضى الدكتور عبدالله يقول «المطلوب الآن النظر إلى المستقبل، فهناك تحديات وفرص قادمة، بعد هزيمة قوى الفوضى، فقد انتصرت الدولتان معاً، بعد 10 سنوات من ما يعرف بـ(ثورات الربيع العربي)، فمحور الاعتدال المصري- السعودي ـ الإماراتي – الأردني – البحريني، اتحد ونجح في القضاء على هذه القوى الإرهابية، وفي مقدمتها الإخوان وداعش، وجاء الوقت الحالي لتقف هذه القوى العربية أيضاً في مواجهة قوى إقليمية تحاول زعزعة المنطقة، في مقدمتها إيران، فأكثر دولة مزعزعة لأمن المنطقة هي إيران، ونرى الدليل على ذلك في اليمن، والعراق، ولبنان».

وأردف «نرى الآن ملفات ساخنة، وهناك فرصة واحدة لقوى محور الاعتدال، مصر والإمارات والسعودية، للتعامل معها، وطرحت هذه الملفات خلال حديث الرئيس المصري مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للوصول لرؤية إماراتية – مصرية مشتركة، تجاه هذه الملفات جميعاً».

وأشار إلى أن «العلاقات المصرية – الإماراتية – السعودية، تعيش أفضل أوقاتها، وتمثل فرصة لمواجهة الكثير من التحديات الحالية، التي تحيط بالمنطقة العربية، بعد النجاح في الانتصار على قوى الفوضى، فهذه الزيارة تصب في تقوية هذا الاتحاد المصري الإماراتي، وبلورة رؤية مشتركة لخمس سنوات قادمة».

تحولات إقليمية

أما المحلل السياسي الإماراتي الدكتور عبد العزيز المعمري، فقال «المنطقة العربية تمر بظروف حاسمة، وتغيرات كبيرة، فزيارة الرئيس السيسي للإمارات، تعطي رسالة مهمة للغاية، وهي أن مصر تقف إلى جانب الإمارات في القضايا كافة، خاصة في ظل ما تمر به المنطقة من تحولات إقليمية، وما تشهده من تهديدات، في ظل اعتداءات الحوثيين على الإمارات، وكذلك تشكيل الحكومة في العراق، وسيناقش الطرفان المصري والإماراتي خلال هذه الزيارة العديد من القضايا العربية».

وأضاف في تصريحات خاصة «مصر مع الإمارات قولاً وفعلاً، ووجود الرئيس السيسي بنفسه، وهو قمة هرم الدولة المصرية، على أرض الإمارات، مفضلاً الذهاب في هذا التوقيت، شمل رسالة قوية، بأن مصر مع الإمارات بشكل خاص، والخليج بشكل عام، فالعلاقات الإماراتية – المصرية نموذج للتكاتف أمام جميع العرب، ورسالة لهم لحثهم على ضرورة النظر للمصلحة العامة العربية بشكل عام، وللتحرك وفق مصالح الأمن القومي العربي». وتابع «هذا التحرك المصري، وتواجد الرئيس السيسي في هذا التوقيت في الإمارات، له تأثير دولي، كما يؤكد توحيد كلمة الدولتين، وأنهما معاً يد واحدة».

أبعاد كبيرة

كما قال المحلل السياسي الإماراتي، محمد خلفان الصوافي «زيارة الرئيس السيسي للإمارات في هذا التوقيت مهمة، لها أبعاد كبيرة، نظراً للتطورات الحادثة في الإقليم، وللإمارات تحديداً، فالعلاقات الإماراتية – المصرية ترسخت خلال الفترة الماضية، نتيجة لتداخل الملفات المشتركة بينهما، ولعل ملف الإسلام السياسي ومكافحته أبرزها، وبالتالي نتج عنه الكثير من التفاصيل، عمقت هذه العلاقة، وقدمت رؤية مشتركة لهما تجاه العديد من القضايا».

وفي تصريحات خاصة، أضاف قائلاً «هذه الزيارة تشير إلى موقف مصر الداعم لدول الخليج، والإمارات تحديداً، وأن إمكانيات مصر طوع الإمارات، وأنهما معاً يد واحدة في حماية أمن الإمارات وأمن الخليج، الذي هو من أمن مصر، وذلك في مواجهة أي تهديدات، خاصة تلك القادمة من مليشيات الحوثي».

الأمن القومي العربي

وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي للإمارات، تأتي بعد يوم من زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لمصر، وهو ما يحمل رسالة فيما يخص الأمن القومي العربي، فهذه التحركات العربية، والتباحث بين مصر والإمارات، لكون الإمارات إحدى الدول الفاعلة في النظام العربي، موضحاً أن الزيارة تهدف كذلك إلى التشاور بشأن العديد من القضايا المقرر طرحها خلال القمة العربية المقبلة.

وتابع «من أهم ملفات النقاش بين الرئيس المصري وولي عهد أبو ظبي، الملف العراقي، الذي هو «هم» مصري – إماراتي – سعودي، وهو ما يدفع نحو زيادة الدعم ليس فقط لعودة العراق إلى عمقه الاستراتيجي، وإنما لتشكيل ثقل عربي باتت الحاجة له حقيقية بعد أن تمددت قوى إقليمية غير عربية في الداخل العربي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى