سكان الغابون يحتفلون بتولي العسكريين السلطة في البلاد

حذر دولي وترقب لتطورات الأحداث في الغابون

خرج سكان الغابون إلى الشوارع للاحتفال بتولي العسكريين السلطة في البلاد، وذلك وفقاً للقطات نشرتها وسائط الإعلام الغابونية للمظاهرات.

ونزل سكان العاصمة ليبرفيل وكذلك ثاني أكبر مدن البلاد بورت جنتيل، إلى الشوارع حاملين أعلام البلاد ويحيون الجيش على الدبابات، وتصاعدت هتافات “برافو!”، “يعيش الجيش!”، “الغابون حرة” كما يتضح من مقاطع الفيديو التي نشرتها بوابة معلومات 241 الغابونية على تطبيق “إكس” (تويتر سابقا).

وتداولت مشاهد خروج الآلاف في المظاهرات الداعمة والمؤيدة للجيش الذي تولى السلطة في الغابون، وسط احتفالات مصحوبة بأداء النشيد الوطني.

إعلان العسكريون

وفور إعلان فوز بونغو رسميا بحصوله على 64,27 % من الأصوات ليل الثلاثاء الأربعاء، ظهرت مجموعة تضم نحو 12 عسكريا عبر شاشة محطة “غابون 24” من القصر الرئاسي.

وقال الضباط إن تنظيم الانتخابات “لم يحترم شروط اقتراع يتمتع بالشفافية والمصداقية ويشمل الجميع كما كان يأمل الشعب الغابوني” منددين بـ”حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى”.

وأعلن العسكريون حل كل مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود “حتى إشعار آخر”، داعين المواطنين إلى الهدوء ومجددين تمسكهم “باحترام التزامات الغابون حيال الأسرة الدولية”.

وقرابة الساعة 6,00 ت غ، كانت شوارع وسط المدينة في ليبرفيل خالية، وفق صحافيين في “فرانس برس”. وقد أفاد شهود عن رؤية عدد قليل من الآليات في الشارع الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة، بما فيها مدرعة تقل جنودا.

وفي حي بلان سييل الشعبي في ليبرفيل، القريب من وسط المدينة، شوهد نحو 100 شخص على جسر، بعضهم مشاة والبعض الآخر في السيارات، يهتفون “إنه التحرير!” و”بونغو اخرج!”. وعلى صوت أبواق السيارات، صفقوا لشرطة مكافحة الشغب التي حضر عناصرها ملثمين.

وحسب الوكالة، فإن جنودا كانوا في سيارة نقل رفعوا أذرعهم تعبيرا عن النصر، وسط تصفيق الحشود.

وفي منطقة أكاندا الغنية، على مقربة من منزل علي بونغو، وقف سكان على عتبات منازلهم، من دون أن يجرأوا على الخروج، حسب مراسل في “فرانس برس”، فيما كان جنود من وحدة خاصة يطلبون منهم دخول منازلهم.

وفي بور جانتي، عاصمة البلاد الاقتصادية، في ساحة دو شاتو دو في حي شعبي ومعقل تقليدي للمعارضة، خرج مئات الأشخاص في سياراتهم وأطلقوا الأبواق وهم يهتفون “لقد تحررت الغابون”.

ردود أفعال دولية

وظهر الرئيس الغابوني علي بونغو، في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه محتجز مع عائلته في مقر إقامته، و”لا يعرف ما يحدث في الخارج”.

ونددت حكومة فرنسا على لسان المتحدث باسمها أوليفييه فيران بالانقلاب العسكري في الغابون، وقال إن باريس تطالب باحترام نتيجة الانتخابات هناك.

ودعت الخارجية الصينية إلى “حل الموقف في الجابون سلمياً”، وقالت إنه “يجب الحفاظ على السلامة الشخصية للرئيس بونجو”، الذي زار الصين في أبريل الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانج وين بين: “الصين تتابع عن كثب تطورات الوضع في الجابون، وتدعو الأطراف المعنية في الجابون إلى التركيز على المصالح الأساسية للبلاد والشعب، وتسوية الخلافات سلمياً من خلال الحوار، واستعادة النظام في أقرب وقت ممكن. وكذلك ضمان السلامة الشخصية للرئيس بونجو، والحفاظ على السلام الوطني والاستقرار والتنمية الشاملة”.

موسكو تراقب

وفي روسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا للصحافيين “استقبلت موسكو بقلق تقارير عن تدهور بالغ في الوضع الداخلي بالدولة الإفريقية الصديقة. نواصل مراقبة تطور الأوضاع عن كثب ونأمل في الاستقرار سريعاً”.

وصرح ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن موسكو تراقب الوضع عن كثب.

وتتطلع روسيا لبناء علاقات دبلوماسية وتجارية مع إفريقيا مع استضافة الرئيس فلاديمير بوتين قمة للقادة الأفارقة الشهر الماضي.

من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن وزراء دفاع دول التكتل سيبحثون الموقف في الغابون، وإذا تأكد وقوع انقلاب هناك فسيودي ذلك لمزيد من الاضطرابات في المنطقة.

وأضاف بوريل متحدثاً أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد في توليدو بإسبانيا: “إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلاباً عسكرياً آخر يفاقم عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها”.

وتابع قائلاً: “المنطقة بأكملها بدءاً من جمهورية إفريقيا الوسطى، ثم مالي، ثم بوركينا فاسو، والآن النيجر، وربما الجابون في موقف صعب للغاية، وبالتأكيد الوزراء.. سيبحثون بتعمق فيما يحدث هناك، وكيف يمكننا تحسين سياستنا المتعلقة بتلك الدول.. هذه مشكلة كبيرة لأوروبا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى