صراع محتدم بين تنظيم الإخونجية وحلفائهم في تركيا

كشفت مصادر مطلعة، أن الأيام القليلة الماضية شهدت صراع محتدم بين تنظيم الإخونجية وحلفائهم، ممن يصفون أنفسهم بـ”المعارضة المصرية من الخارج” خاصة في تركيا، بسبب الخلاف الحاد حول مجموعة من الملفات.

ووفق المصادر القريبة من التنظيم، فإن الخلاف بين الإخونجية وحلفائهم قائم منذ سنوات، لكنه بلغ ذروته على مدار الأشهر الماضية لعدة أسباب، أولها محاولة الجماعة خوض التجربة التفاوضية مع مصر، بالضغط على أنقرة لوضعها على أجندة المناقشات المرتقبة مع القاهرة، وهو ما أفصح عنه المرشد العام للتنظيم أثناء ظهوره على إحدى القنوات الفضائية، فيما أبدت تجاهلا تاما للحلفاء المتواجدين على الأراضي التركية منذ 2014 ويواجهون مشاكل في العودة إلى بلادهم بسبب صدور أحكام قضائية ضدهم.

السبب الثاني وفق المصادر يتعلق بتخلي التنظيم الدولي تماما عن شبابه المقيمين في تركيا من دون أوراق رسمية، بعد أن حصل العدد الأكبر منهم على وعود بإنهاء إجراءات إقامتهم أو استخراج أوراق ثبوتية تمكنهم من السفر إلى خارج البلاد.

وأشارت المصادر إلى قلق أكثر من ألفي شاب من هؤلاء، خشية ترحيلهم إلى بلادهم في ظل التقارب المصري التركي.

وأفاد أحد المصادر إن 130 شابا حاولوا لقاء قيادات التنظيم على مدار الأشهر الماضية عدة مرات من دون جدوى، ثم لجأوا لأيمن نور مدير قناة الشرق التي تبث من تركيا خطابا معاديا لمصر، وبعد محاولات عدة نجحوا في لقائه، وقال لهم إن “الأمور متوترة مع السلطات التركية مؤخرا لكنه سيحاول إيجاد حل”.

أما السبب الثالث فهو وقف التمويلات الضخمة التي قدمها التنظيم الدولي للمتحالفين مع الإخونجية مقابل الهجوم على مصر، سواء من خلال الإعلام أو الكتائب الإلكترونية، وأكدت المصادر أن التغييرات السريعة التي تشهدها الساحة الإقليمية، وفشل التنظيم في تحقيق أي أهداف تتعلق بأجندة عمله ضد القاهرة، دفعته لمراجعة حساباته خلال الفترة الماضية، وبإعادة تقييم الموقف رأى أن هؤلاء “المتحالفين” يمثلون عبئا عليه.

ويصف الكاتب المصري ثروت الخرباوي العلاقة بين التنظيم وحلفائه بأنها “نفعية”، تعتمد بالأساس على تبادل المصالح، ففي الوقت الذي قدمت به بعض الشخصيات المحسوبة على التيار المدني الليبرالي في مصر غطاء شرعيا لتحركات الإخوان في الخارج خاصة أمام المنظمات الغربية، حصل هؤلاء بالتأكيد على تمويلات وامتيازات عديدة مقابل خدماتهم المقدمة للتنظيم.

ويقول الخرباوي، الذي انشق قبل سنوات عن تنظيم الإخوان، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الجماعة وظفت بعض العناصر السياسية والإعلامية التي هربت من مصر عقب عام 2013، لتصدير ملفات وقضايا تتعلق بالحريات وحقوق الإنسان أمام المنظمات الدولية، خاصة بعد تصنيف الجماعة إرهابية في عدة دول، وهو ما جعلها في حاجة لأشخاص للعب دور الوسيط بينها وبين المجتمع الدولي، وكذلك تصدر المشهد الإعلامي الذي أدير من الخارج بهدف الإضرار بمصر.

ويؤكد الخرباوي أن تحالفات الجماعة لم تقتصر على الهاربين في الخارج، بل امتدت إلى بعض العناصر السياسية في الداخل المصري، باستخدام بعض النشطاء والسياسيين لتنفيذ أجندة الإخوان، وتوفير ممرات آمنة للتدفقات المالية الواردة من الخارج التي استخدمت بشكل أساسي في تمويل العمليات الإرهابية، كما عمل بعض السياسيين والكتاب خلال السنوات الماضية على تبني الخطاب الإخواني ومحاولة “تبييض وجه الجماعة” في الداخل.

ويتوقع الخرباوي أن تشهد تحالفات الإخوان مزيدا من التصدع والتفتت خلال الفترة المقبلة، نظرا لتجفيف منابع التمويل، وفشل كافة المخططات التي جرى الترتيب لها خلال الفترة الماضية، مع فقدان أي شعبية للتنظيم أو المتحالفين معه في الشارع المصري، وكذلك نجاح مصر في التصدي لكافة المؤامرات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.

 وعقب سقوطها عن الحكم في عام 2013، أبرمت الجماعة عدة تحالفات متتالية مع قوى مختلفة بعضها إسلامية، أو ما سمي “تحالف دعم الشرعية”، والبعض الآخر تحالفات مدنية مع قوى تختلف معها ظاهريا في الأيديولوجيا، لكنها تتفق معها في المصالح.

وعلى مدار نحو 7 سنوات فشلت كل هذه التحالفات في تقديم أي جديد للجماعة، بل بالعكس زادت من أزمتها.

ومع الإجراءات التركية التي تستهدف التقارب مع مصر، تعيش الجماعة حالة من الارتباك والترقب، خشية أن يتم تسليم قياداتها المقيمين على الأراضي التركية والمطلوبين لدى القضاء المصري إلى بلادهم، الأمر الذي يدفعها لمحاولة إنقاذ القيادات وتنحية جميع الملفات الأخرى جانبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى