عباس يفقد نفوذه الفلسطيني ومكانة دحلان تتعزز لقيادة المرحلة القادمة

تؤكد أوساط فلسطينية إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فقد نفوذه فلسطينياً بعد تأجيل الانتخابات دون أسباب مقنعة، وإن هذه الخطوة كان لها تأثير كبير على حركة فتح التي صارت مقسومة إلى أجنحة وتكتلات بعد عجز رئيس السلطة عن استيعاب خصومه ولجوئه إلى فصل المناوئين لها، وهو ما زاد من منسوب الغضب بين كوادر الحركة ودفع إلى نقاشات للبحث عن بدائل عاجلة.

 

وأشارت هذه الأوساط إلى أن تغيير عباس بات قرارا متفقا عليه فلسطينيا داخل فتح ولدى بقية الفصائل الأخرى، خاصة بعد أن فقد الشرعية الانتخابية، مشددة على أن هذا الاتفاق دفع إلى البحث عن شخصية فلسطينية لديها مقبولية داخليا وخارجيا، وخاصة على المستوى الإقليمي من أجل إعادة تحريك الدور الفلسطيني، وهو ما قاد إلى إعادة طرح اسم القيادي الفلسطيني محمد دحلان للعب هذا الدور.

ويمتلك زعيم إصلاحي فتح محمد دحلان ثقلا كبيرا داخل فتح، ولديه علاقات جيدة مع حماس والجهاد وبقية الفصائل المعارضة، ويحظى باحترام على المستوى العربي. وكل هذه العناصر تؤهله لإنقاذ صورة السلطة الفلسطينية ومختلف مؤسساتها مما وصلت إليه من فوضى وبيروقراطية وعزلة خارجية.

ويستطيع دحلان أن يعيد إحياء الأدوار التي كانت تلعبها منظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح والحكومة الفلسطينية وبقية مؤسسات السلطة في الداخل كما في الخارج، بعد أن فقدت تأثيرها مع الرئيس عباس.

مشروع سياسي مختلف

ولكن الأهم أن الرجل يمتلك كل المقومات التي تمكّنه من قيادة اختراق سياسي نشط يحظى بدعم عربي ودولي في ظل وفاة حلّ الدولتين، وانعدام فرص التسوية السياسية مع حكومة اليمين الفاشية في إسرائيل.

يشار إلى أن دحلان قد تحدث في أوقات سابقة عن مشروع حلّ الدولة الواحدة، لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الأمر الذي يحظى باهتمام أوروبي ودولي، مؤكداً فشل مسار اتفاق أوسلو بفعل التنصل الإسرائيلي من الالتزامات التي ترتبت عليه.

ويقود دحلان جهودا لتسوية الخلافات الداخلية داخل فتح وإنهاء الانقسامات بين الفصائل إلى جانب تحركه باتجاه تخفيف معاناة أهالي القطاع المحاصرين منذ سنوات طويلة وبات يحظى بدعم قويّ منذ تأسيسه لتيار الإصلاح في العام 2017 في مواجهة هيمنة عباس الذي يفترض أن ولايته انتهت منذ العام 2009، لكنه مدّدها متذرعا بالانقسام الفلسطيني.

كسر الجمود

وكانت بحثت الفصائل الفلسطينية خلال لقائها الأخير في القاهرة كسر حالة الجمود التي يعيشها الفلسطينيون في ظل سلطة الرئيس محمود عباس ووسط إجماع على ضرورة إحداث التغيير، ما يفتح الباب لعودة زعيم التيار الإصلاحي في حركة فتح محمد دحلان إلى الواجهة.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر فلسطينية أن الفصائل التي اجتمعت مؤخرا في القاهرة تناولت مسألة تثبيت الهدنة في غزة لفترة مدتها 10 سنوات، وكذلك حل الخلافات بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي بعد جولة القتال الأخيرة. كما بحثت دور إصلاحي فتح الذي يتزعمه دحلان في كل ما يتعلق بإعادة الإعمار”.

وأشارت نقلا عن مصدر فلسطيني آخر إلى أن المرحلة القادمة ستشهد دورا فعالا لدحلان الذي يتمتع بدعم إقليمي وهو الذي قد يكون حال دون انجرار حماس للمشاركة في جولة القتال بين إسرائيل وحركة الجهاد.

ولم توضح المصادر الدور المحوري الذي سيقوده دحلان في الفترة المقبلة، لكن ما يرجّح لعبه هذا الدور هو أنه عمل على جسر هوة التباينات بين تياره وبقية القوى الفلسطينية الأخرى وامتلاكه قنوات تواصل دائمة مع الفصائل، وخاصة قدرته على خدمة الفلسطينيين من خلال حشد الدعم والتمويلات الخارجية على وجه الخصوص لقطاع غزة.

وأصبحت حماس تراهن على دحلان وعلاقاته الخارجية لمساعدتها على الخروج من الأزمة خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع. كما أنه يمكن أن يؤمّن لها الاعتراف عربيا ويخرجها من العزلة.

وسبق أن قدم دحلان الكثير من الوعود لمساعدة غزة، بينها وعد إماراتي ببناء محطة توليد كهرباء بمبلغ 100 مليون دولار يمكن أن توفر حلا دائما لقضية انقطاع الكهرباء، وهي إحدى أبرز أزمات غزة المزمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى