خطاب السيسي… رسائل ردع مصرية للنظام التركي

خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ألقاه السبت، خلال  زيارته للمنطقة الغربية العسكرية القريبة من الحدود الليبية، رافقه فيها قادة الجيش المصري، يعتبر رسائل ردع واضحة لتدخلات النظام التركي في ليبيا، ولكل من يهمه الأمر على المستوى العالمي أو الإقليمي، بحسب المراقبين.

ففي بداية خطابه حرص السيسي على طمأنة الداخل المصري، بالتأكيد على أن جيش مصر قادر على الدفاع عن أمنها القومى، وأنه أقوى جيوش المنطقة، وهو جيش رشيد يحمى ولا يهدد، ويقظ ومستعد لكل السيناريوهات.

رسائل الرئيس المصري للطمأنة شملت أيضاً دول الجوار، وبخاصة ليبيا، حيث أكد أن أمن واستقرار مصر مرتبط بأمن واستقرار دول الجوار.

وشدد على أن القاهرة حريصة منذ بداية الأزمة الليبية على التنبيه لمخاطرها، وضرورة سرعة استعادة الأمن، بجانب تواصلها مع دول المنطقة، وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي للتوصل لتسوية الأزمة الليبية.

وبالنسبة للنظام التركي، فقد كانت رسائل الرئيس المصري، واضحة لا لبس فيها، وهي أن مصر طرقت الأساليب الدبلوماسية فيما يتعلق بالملف الليبي بـ”وثيقة القاهرة”، ولن تتورع عن التدخل لحماية أمنها القومي.

كما أن حضوره لتفتيش حرب لفرقة مدرعة بالمنطقة الغربية العسكرية ثم قيادة القاعدة الجوية هناك، هي رسالة واضحة، أن الجيش المصري أقوى الجيوش العربية، وقادر على تأمين حدوده، وتنفيذ أي مهام مكلف بها لحماية الأمن القومي المصري.

وأضاف:” عمرنا ما كنا غزاة لأحد، ولا معتدين على سيادة أحد، لكن احترمناكم ولم نتدخل، لأننا لا نريد أن يذكر لنا التاريخ أننا تدخلنا في بلدكم، وأنتم في موقف ضعف، لكن الموقف الآن مختلف”.

وأشار إلى “الأمن القومى العربى والأمن القومى والمصرى والليبى يهتز، ولا نرغب في شيء إلا أمن واستقرار وسلامة ليبيا “.

وإستطرد الرئيس المصري:” إذا تحرك الشعب الليبى وطالبنا بالتدخل إشارة للعالم على أن مصر وليبيا بلد واحد ومصالح واحدة وأمن واستقرار واحد”.

وأكد الرئيس المصري أن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر لها الشرعية الدولية سواء بحق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب الليبى.

وأشار السيسي بوضوح إلى أن القوات التركية لو تقدمت “بالمرتزقة التي يبلغ عددهم 15 ألف إلى سرت أو منطقة الجفرة في محاولة للاستيلاء على حقول النفط، فهو لن يسمح بذلك، وسوف يتدخل فورا عسكريا بناء على طلب من البرلمان الليبي المنتخب، قائلاً:” إن الجفرة وسرت خط أحمر”.

وشدد الرئيس في رسائله لنظام رجب طيب أردوغان، على ضرورة سحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وبالنسبة للتدخل المصري في ليبيا عدد السيسي 5 أهداف، وهي تأمين الحدود الغربية من التهديدات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، وحقن دماء الأشقاء بتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار، وتأمين وقف إطلاق النار الفوري، بجانب إطلاق مفاوضات سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وشدد الرئيس السيسي على أن مصر مستعدة دائما لتقديم المساعدة في ليبيا لتحقيق الأمن والاستقرار فقط لا للتدخل في الشؤون الداخلية، مؤكدا أن القاهرة لم تعتد على سيادة أى دولة، ولا استقرار في ظل وجود المليشيات.

وأكد الرئيس المصري حرص القاهرة على دعم كافة جهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة الليبية، ودعم جهود الأمم المتحدة، والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار ، مؤكداً أن إرادة الشعب الليبي لن تخضع لجماعات مسلحة أو متطرفة.

ومن جانبه، قال اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تاريخية وهامة، وحملت عددا من الرسائل المهمة التي طمأنت الشعب المصرى، وفى نفس الوقت رسالة قوية لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومى .

وأشاد عامر في تصريحات صحفية، بما جاء في كلمة الرئيس المصري، بأن جيش مصر قادر على الدفاع عن الأمن القومى داخليا وخارجيا، ورسائل الردع التي وجهها لتركيا ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان.

وبدوره، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، لموقع ” مصراوي” المحلي، إن جيش أي دولة له مهمة واحدة؛ هي حماية وطنه ومصالحه القومية، والجيش يحمي وطنه بطريقتَين؛ الأولى أن يتصدى للعدو الذي يعتدي على الدولة بشكل مباشر، وهذا يتكلف قوات وضحايا، أما الطريقة الثانية فتعتمد على أسلوب الردع الذي يتمثل في منع العدو من التفكير في هذا الاعتداء مباشرة.

وأضاف سالم: “لابد أن تكون هناك رسالة ردع من مصر؛ ولكي تصل هذه الرسالة لابد أن يعلم العدو حجم الجيش وقوته، ولابد من إقناعه بجدية ردعنا، لافتًا إلى أن الجيش المصري يحمي ولا يهدد.

وبدوره، أشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء ناجي شهود،  إلى أن وجود الرئيس في وسط القواعد والتشكيلات العسكرية، يعد رسائل طمأنة لجميع القوات.

وتابع، أن التركيبة المصرية لا تفكر في أن تقترب من أحد، إنما الأمن القومي خط أحمر في الداخل والخارج، ورغم أنه توجد مشكلات في الداخل نتعامل معها، ومشكلات خارجية نراقبها ونتابعها؛ لكن لن يدفعنا أحد لاتخاذ أي قرار ليس في مصلحة مصر.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى