عباس ينتهك ميثاق الشرف الذي وقعته الفصائل في القاهرة

ويقيل مسؤول كبير من رئاسة مؤسسة ياسر عرفات

رغم أن الفصائل الفلسطينية وقعت قبل يومين في القاهرة على ميثاق شرف لضمان الحريات والديمقراطية واحترام نتائج العملية الانتخابية المزمع تنظيمها في شهر مايو المقبل، إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أقدم مساء الخميس، على إقالة مؤسس “الملتقى الوطني الديمقراطي”، ناصر القدوة من رئاسة مجلس إدارة “مؤسسة ياسر عرفات” وعضوية مجلس أمنائها في أول انتهاك بعد توقيع الميثاق الفصائلي.

ووفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، فقد كلّف عباس عضو مجلس إدارة “مؤسسة ياسر عرفات”، علي مهنا بأعمال رئيس مجلس الإدارة لمدة ثلاثة أشهر.

وكانت مصادر سياسية، قد أكدت يوم الاثنين، أنّ عباس أوعز لوزارة المالية من خلال الصندوق القومي الفلسطيني بوقف المخصصات المالية إلى “مؤسسة الشهيد ياسر عرفات” التي يرأسها القدوة.

وقف المخصصات المالية عن مؤسسة عرفات

ووفق المصادر، فإنّ مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري خاطب وزير المالية في الحكومة الفلسطينية شكري بشارة، بكتاب جاء فيه “نرجو الإيعاز بالتكرم للإخوة المعنيين بوزارتكم الموقرة بإيقاف صرف أية مخصصات مالية أو تغطية أية نفقات تخص مؤسسة الشهيد ياسر عرفات”.

وأكدت مصادر قريبة من ناصر القدوة، أنّ مرافقه معتقل منذ يومين، بعدما تم استدعاؤه من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لعباس.

وأوضحت المصادر إلى أن مرافق ناصر القدوة رافقه منذ عدة سنوات، حيث تخصص اللجنة المركزية لحركة “فتح” مرافقاً لكل عضو لجنة مركزية.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد أبو مهادي على قرار اقالة القدوة بالبلطجة السياسية، يجري ممارستها تحت سمع ونظر الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني!
وتساءل أبو مهادي، مؤسسة ياسر عرفات التي يرأسها القدوة، وعمل على تطويرها، ولها مجلس أمناء فلسطينيين وعرب، وتعتبر مؤسسة غير حزبية، لماذا يتعرض رئيسها لكل هذا الترهيب السياسي في وقت اتفقت فيه الفصائل على اطلاق الحريات في الحياة السياسية وخلق مناخ ملائم للانتخابات؟
وتابع أبو مهادي، قبل يومين كانت الفصائل قد وقعت “ما يسمى بميثاق الشرف”، ألا تعتبر ما يجري مع ناصر القدوة خرقاً لهذا الميثاق، ألا يطعن ذلك في صدقية كل اتفاقات الفصائل بما فيها تلك التي تتحدث عن احترام نتائج الانتخابات؟
هل الفصائل الفلسطينية خائفة لهذه الدرجة، أم تتواطأ عن سبق اصرار مع كل سلوك الاستبداد الذي يمارسه عباس ولا تسلم منه؟

فصل القدوة

وكانت اللجنة المركزية لحركة “فتح”، قررت، قبل أكثر من أسبوع، فصل ناصر القدوة، من الحركة، ومن عضوية المركزية، بعد انتهاء مهلة تم منحها للقدوة، للتراجع عن مواقفه المعلنة “المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها، وبعد فشل الجهود كافة التي بذلت معه من الإخوة المكلفين بذلك، والتزاماً بالنظام الداخلي، وبقرارات الحركة، وحفاظاً على وحدتها فإنها تعتبر قرارها بفصله نافذاً من تاريخه”، وفق بيان لمركزية “فتح” في حينه.

وجاء هذا بعد إعلان القدوة نيته الترشح بقائمة منفصلة عن الحركة في الانتخابات التشريعية المرتقبة في مايو/ أيار المقبل. في المقابل ردّ القدوة على فصله بالقول: “سأبقى فتحاوياً”، مؤكداً حرصه “على مصلحة الوطن والحركة”.

كانت مصادر مقربة قد أكدت لـ”العربي الجديد”، يوم الاثنين، أنّ عباس أوعز لوزارة المالية من خلال الصندوق القومي الفلسطيني بوقف المخصصات المالية إلى “مؤسسة الشهيد ياسر عرفات” التي يرأسها القدوة.

ووفق ما حصل عليه “العربي الجديد”، فإنّ مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري خاطب وزير المالية في الحكومة الفلسطينية شكري بشارة، بكتاب جاء فيه “نرجو الإيعاز بالتكرم للإخوة المعنيين بوزارتكم الموقرة بإيقاف صرف أية مخصصات مالية أو تغطية أية نفقات تخص مؤسسة الشهيد ياسر عرفات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى