البيت الأبيض يتحدث عن هجوم روسي وشيك على أوكرانيا وموسكو ترد

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة، إن استنتاجات الاستخبارات الأميركية تظهر استعداد روسيا لهجوم وشيك على الشرق الأوكراني، فيما ردت السفارة الروسية على التصريحات الأمريكية بشأن توقيت “غزو” روسيا لأراضي أوكرانيا، بالمعلومات المضللة، واعتبرتها بمثابة ضغط إعلامي.

وأضافت المتحدة باسم البيت الأبيض: “نشعر بالقلق إزاء أن الحكومة الروسية تجهز لغزو في أوكرانيا، والذي ربما يتمخض عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وجرائم حرب حال فشل الدبلوماسية في تحقيق أهدافها”.

ولم يدل البيت الأبيض بتفاصيل حول مدى ثقته في التقييم.

موعد الهجوم

وفي السياق، قال مسؤول أميركي، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التعليق على المعلومات الاستخباراتية، إن كثيرا من المعلومات تم الحصول عليها عبر اعتراض اتصالات وملاحظات حول تحركات أشخاص.

أما الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فقد وصف هذه المعلومات الاستخبارية بأنها “موثوقة للغاية”.

وتقدر المعلومات الاستخبارية الأميركية، التي أزيلت عنها السرية وتم تشاركها مع حلفاء الولايات المتحدة قبل إعلانها، أن الغزو العسكري قد يبدأ ما بين منتصف يناير ومنتصف فبراير.

الرد الروسي

وفي معرض ردها على تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، وصفت السفارة الروسية في واشنطن، تصريحات البيت الأبيض بشأن توقيت “غزو” روسيا لأراضي أوكرانيا، بالمعلومات المضللة، واعتبرتها بمثابة ضغط إعلامي.

وأشارت السفارة الروسية، في بيان، إلى أن السلطات الأمريكية أخذت “توصف بالتفصيل سيناريوهات مثل هذه الاستفزازات، وتحدد تواريخ البدء النهائي لمثل هذه العمليات”، دون تقديم أي دليل.

وذكرت السفارة أن تقديم الموضوع بهذا الشكل “يؤكد الضغط الإعلامي المستمر” على روسيا، وبتكرار نفس السيناريو: يتم “ضخ السيناريوهات وتكرارها مرات عديدة في وسائل الإعلام، لتتحول في النهاية إلى أخبار رئيسية”.

ودعت السفارة، السلطات الأمريكية إلى العمل المفصل بشأن الضمانات الأمنية على أساس مسودة المعاهدات التي اقترحتها روسيا، وأكدت أن “موسكو تؤيد الحلول الدبلوماسية لجميع المشاكل الدولية”.

سيناريوهات مفتوحة

الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، قال أن روسيا لن تقدم أي تنازلات، وذهبت للمفاوضات لتهدئة الغرب مؤقتا لكن سيناريو ضم شبه جزيرة القرم وارد، لافتا إلى أن العدد الحالي من القوات غير كاف وحال تم رصد أي أعداد جديدة فهو تحضير كامل للحرب.

وأضاف الكاشف، إن كافة السيناريوهات باتت واردة بعد فشل المحادثات الدبلوماسية، خاصة في ظل رفض موسكو جولة ثانية من المفاوضات.

وأوضح أن موسكو تستميت للدفاع عن منطقة البحر الأسود، كونها رئة مهمة لها تحقق بها العديد من المصالح الاقتصادية في مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد، وما يحدث حاليا يأتي بعد محاولات أميركية لمزاحمة روسيا في المنطقة.

وحول دعم الغرب لأوكرانيا، أشار إلى أنه سيكون معنويا دون قوات على الأرض، وليس بيد الغرب غير استخدام العقوبات سواء عبر فصل النظام المصرفي الروسي عن نظام الدفع السريع الدولي أو إجراءات تستهدف صندوق الثروة السيادية الروسي، وكذلك وضع قيود على البنوك التي تحول الروبل إلى عملات أجنبية وكذلك هناك ورقة ضغط تتمثل في خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.

تصعيد محتمل

وعقب المباحثات، لوحت روسيا بالتصعيد بعد “فشل” مفاوضاتها مع الغرب، مؤكدة أنها “لن تسمح بتحميلها مسؤولية الاستفزازات المحتملة حول أوكرانيا”.

وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في مقابلة مع تلفزيون “آر تي في آي” الروسي، إن “الولايات المتحدة وحلفاءها من حلف الناتو ليسوا مستعدين لتلبية طلبات موسكو الأساسية بخصوص الضمانات الأمنية”.

ولفت ريابكوف إلى أن “روسيا لا ترى سببًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية في الأيام المقبلة بشأن مطالبات موسكو بالحصول على ضمانات أمنية”.

خطر الحرب

بدوره، قال المبعوث الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن على الغرب الاستعداد لاحتمال تصعيد التوتر مع موسكو وذلك بعد محادثات مع روسيا.

وأضاف مايكل كاربنتر خلال مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة لن تقبل بمناطق نفوذ أو قيود على حقوق الدول في اختيار تحالفاتها، في إشارة إلى مطالب روسيا بأن يوقف حلف شمال الأطلسي التوسع شرقا.

من جانبها، قالت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد في مستهلّ اجتماع المجلس الدائم “إن الوضع في المنطقة خطير، ومن الضروري ايجاد وسيلة، من خلال القنوات الدبلوماسية، لوقف التصعيد والبدء في إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون”، مشدّدة على “الحاجة الملحّة” للحوار.

بدوره، قال وزير الخارجية البولندي، زبيغنيو راو: “يبدو أن خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يكن أبدا عاليا كما هو الآن، خلال الثلاثين سنة الأخيرة”، مضيفًا “إنه تحدّ كبير للمنظمة التي تهدف على وجه التحديد إلى حظر الحرب من أوروبا”.

الحشد العسكري الروسي

وتشير التقارير الغربية إلى تمركز ما يقرب من 100 ألف جندي روسي ضمن الحشود العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، لكن التقديرات تؤكد أنه في حال كانت موسكو تنوي شن هجوم كامل، بحيث تسيطر على الأراضي الأوكرانية بالكامل، فإنها على الأقل بحاجة لمضاعفة هذا العدد من الجنود.

“طريق مسدود”

وقد انتهت المحادثات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وروسيا إلى “طريق مسدود” هذا الأسبوع، مع عدم وجود خطط حالية للاجتماع مرة أخرى بشأن نشر روسيا عشرات الآلاف من القوات على طول الحدود الأوكرانية.

وأعلنت موسكو أن المحادثات “لم تكن ناجحة”، مؤكدة أنها “لن تسمح بتحميلها مسؤولية الاستفزازات المحتملة حول أوكرانيا”، فيما هددت أميركا بعقوبات اقتصادية ورد فعل قوي إزاء احتمالية غزو أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى