عبر الجسر الذي تشرف عليه إسرائيل… وفداً سعودياً يزور الأراضي الفلسطينية المحتلة

في زيارة هي الأولى من نوعها، أعلنت القائمة بأعمال محافظ أريحا يسرى سويطي لوكالة فرانس برس، عن وصول وفداً سعودياً يرأسه السفير غير المقيم نايف السديري إلى الأراضي السلطة الفلسطينية، قادما من الأردن عبر جسر الملك حسين (اللنبي) الذي تشرف عليه إسرائيل من الناحية المقابلة للأردن.

وتأتي الزيارة في وقت تقود واشنطن محادثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية التي لا تعترف بالدولة العبرية، لتطبيع العلاقات بين البلدين.

واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الثلاثاء، السفير السعودي، وتسلم أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلاً عاماً في مدينة القدس.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن عباس استقبل السديري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ورحب به مشيداً “بزيارته المهمة” إلى فلسطين.

وجاء ذلك بعد أن سلم السفير السعودي نايف السديري، الثلاثاء، أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مقر الوزارة برام الله في الضفة الغربية.

وأُعلن في آب/أغسطس تعيين السديري سفيرا غير مقيم في الأراضي الفلسطينية وسيتولى أيضا منصب القنصل العام في مدينة القدس.

وتتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان تقليدا ملف الأراضي الفلسطينية.

ومنذ أشهر، يتكاثر الحديث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت في العام 2020 الى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب ضمن “اتفاقات أبراهام” بوساطة الولايات المتحدة.

خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية”، ما مهّد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي.

التطبيع يقترب

خلال خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الدولة العبرية على “عتبة” إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أن “مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وسيشجّع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

أما السعودية فأكدت على لسان ولي العهد محمد بن سلمان أنها “تقترب” من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشدّدة في الوقت ذاته على “أهمية القضية الفلسطينية” بالنسبة للمملكة.

وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في السعودية “المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن” و”نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط”.

خلال خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قال رئيس حكومة اليمين الفاشي في إسرائيل بنيامين نتنياهو إن الدولة العبرية على “عتبة” إقامة علاقات مع السعودية، معتبراً أن “مثل هذا السلام سيقطع شوطاً طويلاً نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وسيشجّع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

أما السعودية فأكدت على لسان ولي العهد محمد بن سلمان أنها “تقترب” من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشدّدة في الوقت ذاته على “أهمية القضية الفلسطينية” بالنسبة للمملكة.

وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في السعودية “المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن” و”نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط”.

طعنة في الظهر

العام الماضي، وصلت وفود إسرائيلية إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة. وشاركت إسرائيل الشهر الجاري في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عقد في الرياض.

واعتبر الفلسطينيون اتفاقيات التطبيع “طعنة في الظهر” وخروجاً عن الإجماع العربي الذي جعل من حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطاً لإحلال السلام مع إسرائيل.

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حذّر الرئيس الفلسطيني من أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون حصول الشعب الفلسطيني على “كامل حقوقه”.

وقال عباس في مستهل خطابه: “واهم من يظن أن السلام يمكن أن يتحقق من دون حصول شعبنا على كامل حقوقه”.

ومع مرور 30 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو الذي كان من المتوقع أن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فقد الفلسطينيون الأمل في ذلك، لا سيما في ظل تصاعد مستمر للعنف بين الجانبين.

ويتواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة في ظل الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتعاقبة، ما يعقد إقامة دولة فلسطينية.

وقتل منذ مطلع العام الجاري نحو 242 فلسطينيا و32 إسرائيليا في أعمال عنف، وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى