عون يرفض التحقيق الدولي في انفجار مرفأ بيروت

حسن نصرالله ينفي سيطرة حزبه على المرفأ

أعلن الرئيس اللبناني، ميشال عون، في حديثه للصحفيين في قصر بعبدا، الجمعة، رفضه لإجراء تحقيق دولي في حادث انفجار مرفأ بيروت والذي أودى بحياة أكثر من 150 شخصًا وتسبب في إصابة الآلاف، قبل أيام، معتبرًا أن أي تحقيق دولي في الحادث “لا معنى له، وسيضيع الحقيقة”.

وأضاف عون،  أن السلطات اللبنانية تبحث في فرضية استهداف المرفأ، مشيرًا إلى أنه طالب الرئيس الفرنسي بتقديم أي صور جوية تتعلق باحتمالية مهاجمة الميناء، لافتًا إلى أنه في حالة عدم توفر تلك الصور لدى الفرنسيين فإنه سيطالب دول أخرى بذلك.

وأوضح عون، أن مسؤولية ما حدث تتوزع على 3 مراحل، تتعلق بكيفية دخول تلك المواد المتفجرة الى المرفأ، وحفظها لمدة 7 سنوات على الرغم من تعاقب عدة حكومات وعدد من المسؤولين.

وفيما يتعلق بسير التحقيقات، خاصة بعد أعلنت السلطات في لبنان احتجاز 16 شخصًا على ذمة التحقيق في الحادث، الخميس، قال الرئيس اللبناني، إن التحقيق يشمل 20 شخصاً، “ولكن لا يمكن القبض على أي أحد وادخاله السجن قبل التحقيق، وعندما تصل التحقيقات الى أي من المسؤولين تؤخذ إفاداته ثم تتخذ الإجراءات اللازمة بحقه”، بحسب تعبيره,

وأشار ميشال عون إلى أن الحكومة اللبنانية تدرس جهود إعادة الإعمار، مضيفًا أنه لا توجد أي مشكلات في المساعدات الغذائية والطبية، وتابع ” نعمل على وضع مخطط لإعادة إعمار بيروت أفضل مما كانت عليه، وهناك إمكانية لتعهد دول القيام بعمليات إعمار مباشرة لأحياء محددة، فتكون النتيجة أسرع”.

وعند سؤاله عن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي زار بيروت، الخميس، ودعا فيها إلى اتفاق سياسي جديد لنظام الحكم في لبنان، قال عون للصحفيين في بعبدا، “نحن أمام تغييرات وإعادة رؤية بنظامنا القائم على التراضي بعد أن تبيّن أنّه مشلول ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة، لأنه يجب أن تمر عبر عدة سلطات وتكون توافقية، وعندما يكثر عدد الأشخاص لا يمكن الوصول إلى توافق، ومن النادر بالتالي تحقيق أي إصلاح في مثل هذه الأجواء”، مضيفًا “إذا لم نتمكن من حكم أنفسنا، فلا يمكن لأحد أن يحكمنا.. والسيادة اللبنانية لن تُمس خلال عهدي”.

وقدم الرئيس اللبناني ميشال عون، التعازي لأسر الضحايا في الحادث، مؤكدًا “العزاء الحقيقي فهو بتطبيق العدالة، وأمام هذه العدالة لن يكون هناك كبير أو صغير لا يمكن مطاولته، ولن تكون العدالة كالعادة حيث الصغار يعلقون والكبار ينفذون”.

وتابع عون “هول الصدمة لن يمنعنا من التأكيد لأهل الشهداء والجرحى أولاً، ولجميع اللبنانيين، أننا مصممون على السير في التحقيقات وكشف ملابسات ما حصل في أسرع وقت ممكن ومحاسبة المسؤولين والمقصِّرين وإنزال أشد العقوبات بهم. وسنعلن بشفافية نتائج التحقيقات التي ستجريها لجنة التحقيق”.

وردًا على سؤال فيما يخص ما اعتبره أحد الصحفيين “حصارًا للبنان”، قال عون إن الانفجار أنهى الحصار المفروض على لبنان.

وفي سياق متصل، قال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن “حزبه لا يدير ولا يسيطر على مرفأ بيروت ولا يتدخل فيه ولا يعرف ماذا يجري أو ما يوجد فيه. نعم المقاومة تعرف ماذا يوجد في مرفأ حيفا أكثر مما تعرف ماذا يوجد في مرفأ بيروت لأنه ليس من مسؤوليتها”.

وأكد نصرالله أن الحقائق ستظهر سريعا لأن الموضوع ليس معقداً والتحقيق الجنائي يستطيع تحديد ما حصل بشكل سريع، داعيا اللبنانيين إلى التعبير عن موقف من وسائل الإعلام التي استغلت الانفجار سياسيا عبر التزييف.

وأكد نصرالله إصراره على أنه “أخلاقيا اللحظة اليوم هي ليست لحظة تصفية حسابات سياسية بل هي لحظة تعاطف ولملمة الجراح”.

وقال نصرالله إنه يجب أن يحصل تحقيق شفاف وإنزال عقاب عادل باللذين تسببوا بهذه الكارثة من دون حماية لأحد ومن دون أي حسابات حزبية أو طائفية.

وأضاف نصرالله أنه إذا كان الجيش اللبناني موضع ثقة جميع اللبنانيين فليتم تسليمه التحقيقات.

وأكد نصرالله أن “تعامل المسؤولين والطبقة السياسية مع ما حدث له تأثير مصيري على لبنان واللبنانيين لأنه سيحدد إذا بقي أمل في بناء دولة أم لا. إذا الدولة والطبقة السياسية أكانت في السلطة أو المعارضة لم تستطع الوصول إلى نتيجة في هذه الحادثة ومحاكمة الفاعلين عندها يمكن القول أنه لا يوجد أمل ببناء الدولة”.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى