فرنسا تتهم مؤسسة غزة الإنسانية بـ”إراقة الدماء” وتطالب بوقف أنشطتها
ومنظمات المجتمع المدني في القطاع تطالب بملاحقة المؤسسة ومحاكمتها

اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الخميس، منظومة “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل في قطاع غزة بالتسبب في “إراقة الدماء” ووصفها بـ”المخزية”.
وقال للصحافيين بعد الاجتماع مع نظيره القبرصي في نيقوسيا: “أود أن أطالب بوقف أنشطة “مؤسسة غزة الإنسانية“، التوزيع المسلح للمساعدات الإنسانية الذي تسبب في إراقة الدماء في مراكز التوزيع في غزة فضيحة وأمر مخز ويجب أن يتوقف”.
محاكمة “مؤسسة غزة الإنسانية”
بدورها، دعت منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة إلى محاكمة ما يسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية“، وملاحقتها قضائيًا، متهمةً إياها بلعب دور خطير في تسهيل حرب الإبادة.
وقالت المنظمات، في بيانها، إن المؤسسة الأميركية التي تعمل تحت غطاء إنساني وإغاثي، متورطة في قتل أكثر من 1500 فلسطيني من طالبي المساعدات.
وأشار البيان إلى أن مراكز توزيع الطعام التي أنشأتها المؤسسة في المناطق المصنفة “حمراء” تحولت إلى “معسكرات موت واحتجاز”.
واعتبرت المنظمات أن “مؤسسة غزة الإنسانية” تمارس دورًا خطيرًا يمهد للتهجير والتطهير العرقي، باستخدام سلاح التجويع أداة ضغط وإخضاع.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس الأربعاء، أن نحو 51 فلسطينيا على الأقل استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب أكثر من 600 آخرين بجروح أثناء انتظار وصول المساعدات الإنسانية في محيط مصائد الموت الأمريكية.
كما أوضح أن الشهداء والمصابين سقطوا في أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات الغذائية شمال مدينة غزة.
ضحايا حرب التجويع
وفي سياق متصل، ارتفع عدد الوفيات جراء حرب التجويع في غزة إلى 159 منذ بدء الحرب بعد تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الساعات الـ 24 الماضية إحداهما لطفل، حسب ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الخميس.
وبحسب بيانات الوزارة، من بين عدد الوفيات 90 طفلا، في وقت لا تزال فيه الإمدادات الغذائية والطبية محدودة بشكل حاد بسبب استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
ويشهد القطاع أزمة إنسانية حادة في ظل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
منظمات دولية طالبت بإغلاق “مؤسسة غزة”
ومنذ تولي “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل توزيع المساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 800 فلسطيني وأصيب آلاف برصاص قوات الاحتلال ومتعاقدون مع المؤسسة في محيط مراكز مخصصة لذلك.
وقد تصاعدت أخيرا الدعوات الدولية والأممية بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوعين الذين يقتلون في “مصائد الموت” عند نقاط توزيع مساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وطالبت أكثر من 170 منظمة إغاثة دولية، مطلع يوليو/تموز الجاري، بإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية” فورا، لأنها تعرّض المدنيين لخطر الموت والإصابة.
وترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً منذ السابع من أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، راح ضحيتها نحو 60 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لآلاف المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد.