فرنسا تهدد بفرض المزيد من العقوبات على النظام التركي

هددت فرنسا بفرض المزيد من العقوبات الأوروبية على النظام التركي بسبب التوترات في شرق البحر المتوسط.
وفي مقابلة مع محطة (فرانس إنتر) الإذاعية، قال كليمنت بيون، وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، اليوم الخميس: “يمكن أن يحدث هذا الأمر في غضون الأيام المقبلة”، مشيرا إلى أن الموضوع متوقف على سلوك أنقرة.
يشار إلى تصاعد حدة الصراع منذ أسابيع بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشأن احتياطات محتملة للغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط.
وكان الاتحاد الأوروبي منح النظام التركي مهلة للتوقف عن التنقيب عن الغاز في المنطقة وهدد بفرض عقوبات إضافية على أنقرة.
وبعد أيام من انسحاب سفينة التنقيب التركية “أوروتش رئيس” والسفن الحربية المرافقة لها نحو ميناء أنطالياً مُبتعدة عن الساحل اليوناني، قال إبراهيم قالن المتحدث باسم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لا تستبعد التوقيع على قانون الأمم المتحدة للبحار كملاذ أخير من أجل حل النزاعات الإقليمية مع اليونان المجاورة، وهو القانون الذي كانت ترفض أنقرة توقيعه لغاية اليوم.
جاءت تصريحات قالن خلال ندوة عبر الإنترنت للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، حسبما ذكرت، الخميس، وكالة بلومبرج.
وفيما يتعلق بالقانون الدولي للبحار، أوضح “كما قلت، سيأتي عندما نستنفد كل احتمالات التوصل إلى حل بين البلدان في هذه المفاوضات، ولكننا لا نستبعد ذلك من حيث المبدأ “.
يشار إلى أن اليونان تقول إنه يجب أخذ الجزر في الاعتبار عند ترسيم الجرف القاري لأي بلد، بما يتماشى مع قانون الأمم المتحدة للبحار، الذي لم توقعه تركيا.

من جانبها، اتهمت الخارجية القبرصية النظام التركي، الجمعة، بالسعي لنسف جهود الأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام بين شطري قبرص.

وجاء اتهام قبرص لتركيا بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عزمه عقد اجتماع غير رسمي لزعماء القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، وكذلك القوى الضامنة – اليونان وتركيا وبريطانيا – بعد فترة وجيزة من انتخاب قادة القبارصة الأتراك في 11 أكتوبر.

ودعا غوتيريش إلى اتخاذ خطوات لتعزيز الثقة في الفترة التي تسبق الاجتماع، وحث الأطراف المعنية على “تجنب أي إجراءات أحادية يمكن أن تقوض النجاح المستقبلي” للمحادثات

من جانبها، تقول أنقرة أنه يجب قياس الجرف القاري لأي بلد من برها الرئيسي.
وكان جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي هدد بإمكانية إقرار القمة الأوروبية الطارئة والمقررة يومي 24 و25 من الشهر الجاري، عقوبات جديدة ضد تركيا في حال لم يتم تحقيق تقدم في الحوار بين الجانبين، ونوه إلى أن هذه التدابير ستشمل عقوبات اقتصادية.
واعترف بيون، المقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه ليس كل دول الاتحاد الأوروبي تنتهج سياسة واحدة حيال تركيا، لكنه قال إن هناك إجماعا أوروبيا على عدم إمكانية المضي قدما في التعاون في سياسة الهجرة والطاقة في ظل السلوك التركي الحالي.
وكانت قمة لدول متوسطية برئاسة ماكرون قد أعلنت في الأسبوع الماضي تضامنها مع اليونان وقبرص.
من جهته، وصف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الخميس نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه “عديم الكفاءة”، في تصعيد جديد للسجال الذي اتّخذ طابعا شخصيا بشكل متزايد بينهما.
وتبادل أردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية.
وأثار الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون حفيظة أنقرة الأسبوع الماضي عندما أشار إلى أن تركيا “تستحق شيئا مختلفا” عن طريقة تعاطي حكومة أردوغان مع الشؤون الخارجية.
ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل مسألة فرض عقوبات على النظام التركي ردا على إرسالها سفن تنقيب وسفنا حربية إلى مناطق في شرق المتوسط تطالب بها كل من اليونان وقبرص.
وقال أردوغان خلال اجتماع عبر الإنترنت لحزبه الحاكم “العدالة والتنمية” إن منطق ماكرون في تحميل تركيا مسؤولية مشاكل المنطقة غير مجدٍ.
وتساءل وهو يعدد الدول التي تدعم تركيا وفرنسا أطرافا متحاربة فيها “إذا انسحبت تركيا من سوريا، فهل سيتحقق السلام في سوريا؟”.
وأضاف “يتساءل البعض لماذا توجد تركيا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، إذا تخلّت تركيا عن كل شيء، فهل سيكون بوسع فرنسا التخلص من الفوضى التي أثارها الشخص الطموح وعديم الكفاءة الذي يترأسها، وتبني سياسة قائمة على المنطق؟”.
ويتفاقم العداء بين الرئيسين منذ حذّر ماكرون في نوفمبر من أن عدم رد حلف شمال الأطلسي على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا كشف أن الحلف يعاني من “موت دماغي”.
وتدعم أنقرة حكومة السراج غير الدستورية في طرابلس في حربها ضد قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا.
الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى