قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا يعقدون اجتماعاً طارئاً لبحث التطورات المتسارعة في غزة

أستراليا وكندا تطالبان بوقف فوري لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية

يعقد قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، اليوم الجمعة، اجتماعاً طارئاً لبحث التطورات المتسارعة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، فيما أعربت أستراليا وكندا عن قلقهما الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع ، مطالبتين بوقف فوري لإطلاق النار.

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في بيان أن الاجتماع سيجمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدرش ميرتس، حيث سيُركّز القادة على “الخطوات العاجلة التي يمكن اتخاذها لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، وضمان إيصال المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين الذين يعيشون ظروفاً بالغة الصعوبة”.

وأضاف أن “تحقيق وقف لإطلاق النار في مرحلة قادمة قد يُسهم في فتح مسار دبلوماسي يؤدي إلى تسوية سياسية شاملة، تشمل مسألة الاعتراف بدولة فلسطين ضمن حل الدولتين”.

في سياق متصل، كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن 12 من السفراء السابقين لدى وزارة الخارجية وجهوا رسالة إلى وزير الخارجية يوهان فاديفول، أعربوا فيها عن “قلقهم البالغ من موقف الحكومة تجاه التطورات في غزة“، وتساءلوا عن سبب عدم انضمام ألمانيا إلى النداءات الدولية الداعية إلى وقف العمليات العسكرية.

وبحسب المجلة، فإن تزايد الخسائر البشرية في القطاع أثار تململاً داخلياً في أوساط الدبلوماسيين الألمان، حيث بدأت مجموعات عمل داخلية تتشكل في الوزارة للمطالبة باتخاذ موقف أكثر حزماً، ودفع الحكومة نحو إعادة تقييم سياستها الخارجية تجاه النزاع.

رسالة من 60 برلماني أوروبي

كذلك، وقّع 60 نائباً في البرلمان الأوروبي رسالة موجهة إلى مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، طالبوا فيها بعقد اجتماع طارئ لمجلس الشؤون الخارجية، داعين إلى اتخاذ إجراءات فورية على خلفية تفاقم الأزمة الإنسانية.

وشدد الموقعون على ضرورة النظر في فرض حظر شامل على توريد وشراء الأسلحة مع إسرائيل، ودراسة إمكانية فرض عقوبات على جهات تتولى إدارة المساعدات في غزة، يُعتقد أنها تتحمل مسؤولية جزئية عن أوجه القصور في توزيع المساعدات.

أستراليا وكندا

في تطور آخر للمواقف الدولية، أعربت كل من أستراليا وكندا عن قلقهما الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مطالبتين بوقف فوري لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، في بيان صدر الجمعة، إن “الوضع في غزة كارثة إنسانية بكل المقاييس”، مشددا على ضرورة “بذل كل جهد ممكن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء معاناة وجوع سكان القطاع”.

وأضاف: “لا يمكن تجاهل أو تبرير منع إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء بحثهم عن الماء والغذاء”.

من جهته، ندد رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، بتقاعس الحكومة الإسرائيلية عن السماح بوصول المساعدات إلى المدنيين، متهما تل أبيب بانتهاك القانون الدولي.

وقال كارني في منشور على منصة “إكس”: “تدعو كندا جميع الأطراف إلى التفاوض على وقف فوري لإطلاق النار بحسن نية”.

وأضاف: “نكرر دعواتنا لحماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وللحكومة الإسرائيلية باحترام سلامة أراضي الضفة الغربية وغزة”.

أوضاع كارثية

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة وشيكة في القطاع، وسط استمرار جرائم الإبادة الجماعية وتشديد الحصار الفلسطينيين وحظر دخول المساعدات الإنسانية.

ويشهد قطاع غزة تدهوراً حاداً في الظروف المعيشية والصحية، مع تقارير تشير إلى نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وشلل شبه كامل في قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات الأساسية.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 115 فلسطينيا استشهدوا بسبب المجاعة وسوء التغذية في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء.

وأضاف المكتب في بيان “مع تفاقم المجاعة في القطاع نطالب العالم بكسر الحصار فورا وإدخال حليب الأطفال والمساعدات لنحو 2.4 مليون محاصر”، محذرا من انتشار روايات زائفة بشأن دخول المساعدات.

وفاة الأطفال والرضع جوعا

من جانبه، قال سكوت ليا مدير مكتب لجنة الإنقاذ الدولية بالإنابة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنها تشعر بالفزع إزاء التقارير عن وفاة الأطفال والرضع جوعا في قطاع غزة.

وأضاف ليا أن ما نشهده في غزة أزمة جوع من صنع الإنسان مدفوعة بقيود صارمة وحصار شبه كامل على المساعدات، وطالبت بإدخال الغذاء والمياه والوقود لأكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إليها بقطاع غزة.

 التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية

وفي سياق متصل، قالت منظمة العفو الدولية إن إسرائيل تواصل استخدام التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بغزة.

وأضافت المنظمة في بيان أن معاناة الجائعين بغزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم سلاح حرب مدمرا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في غزة الآن.

وقالت إن على إسرائيل رفع القيود عن دخول المساعدات فورا، والسماح للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات، كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول على المساعدات دون قيود وبشكل آمن.

وأضافت المنظمة أن على الدول أن تخرج عن صمتها وتتحرك بشكل عاجل لضمان امتثال إسرائيل الكامل للقانون الدولي.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى