قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل عشرات الفلسطينيين في غزة

27 دولة غربية تطالب إسرائيل بخطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول آمن وواسع النطاق للأمم المتحدة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتقوم بقتل للمحاصرين والمجوعين عند نقاط توزيع المساعدات المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية“، فيما طالب وزراء خارجية 27 دولة، إسرائيل بخطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول آمن وواسع النطاق للأمم المتحدة.

وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 59 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الثلاثاء، بينهم 6 من المجوعين الذين ينتظرون المساعدات.

وبشأن سياسة التجويع التي ينتهجها جيش الاحتلال، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيلها  5 وفيات بينها طفلان نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، مشيرة إلى ارتفاع عدد ضحايا التجويع إلى 227 شهيدا بينهم 103 أطفال.

ومن جانبه أعلن برنامج الغذاء العالمي أن الجوع وسوء التغذية بغزة في أعلى مستوياتهما، وأن أكثر من ثلث سكان القطاع لا يأكلون لأيام، محذرا من أن نحو نصف مليون شخص في القطاع يواجهون خطر المجاعة.

بيان مشترك لوزراء خارجية 27 دولة

وندد وزراء خارجية 27 دولة وكيانا غربياً، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، بالوضع الإنساني في قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بالسماح بإدخال جميع شحنات المساعدات الدولية غير الحكومية إلى القطاع، وشددوا على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح الرهائن.

ووقع على البيان وزراء خارجية كل من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وقبرص، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وأيسلندا، وإيرلندا، واليابان، وليتوانيا، ولوكسمبورج، ومالطا، وهولندا، والنرويج، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، بريطانيا.

وجاء في بيان مشترك أوردته الحكومة البريطانية عبر موقعها الإلكتروني: “لقد وصلت المعاناة الإنسانية في غزة إلى مستويات لا تُصدق. المجاعة تتكشف أمام أعيننا. لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة الآن لوقف المجاعة وعكس مسارها. يجب حماية المجال الإنساني، ويجب عدم تسييس المساعدات”.

وأضاف البيان: “يجب عدم استخدام القوة المميتة في مواقع توزيع المساعدات، ويجب حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي. يجب اتخاذ خطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول آمن وواسع النطاق للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين”.

وأوضح البيان، أنه “بسبب شروط التسجيل الجديدة التقييدية، قد تُجبر المنظمات غير الحكومية الدولية الأساسية على مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة قريباً، ما قد يزيد الوضع الإنساني سوءاً. ندعو حكومة إسرائيل إلى منح التصاريح لجميع شحنات المساعدات الدولية من المنظمات غير الحكومية، ورفع العوائق أمام الجهات الإنسانية الأساسية عن العمل”.

خطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول آمن وواسع النطاق للأمم المتحدة

وشدد البيان على ضرورة اتخاذ خطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول آمن وواسع النطاق للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والشركاء الإنسانيين، إضافة إلى استخدام جميع المعابر والطرق للسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والإمدادات الغذائية والمأوى والوقود والمياه النظيفة والأدوية والمعدات الطبية.

وأعرب المشاركون في البيان، عن امتنانهم لجهود الولايات المتحدة وقطر ومصر في الدفع نحو وقف إطلاق النار والسعي إلى السلام.

وتتسارع المواقف الدولية الرافضة للتصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما تتسع دائرة الدول العازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية

وطالبت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، باتخاذ “إجراءات عاجلة” بعد أن أعلنت مصادر طبية في غزة وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب على القطاع في أكتوبر 2023.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، عن مصادر طبية قولها إن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 227 فلسطينياً، من بينهم 103 أطفال.

خطة حكومة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة

وقبل أيام، أدانت دول عربية وغربية خطط رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، لـ”احتلال” القطاع، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني الصعب الذي وصفته وكالات أممية ومنظمات دولية بـ”الكارثي”.

وأعرب وزراء خارجية 9 دول غربية والاتحاد الأوروبي، عن رفضهم خطة حكومة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، وأكدوا أن القرار يفاقم “الوضع الإنساني الكارثي ويهدد حياة المحتجزين، ويزيد من خطر النزوح الجماعي للمدنيين”.

جاء ذلك في بيان مشترك لوزراء خارجية أستراليا، والنمسا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ونيوزيلندا، والنرويج، والمملكة المتحدة، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.

وذكر البيان، أن الخطط التي أعلنت عنها حكومة إسرائيل تُهدد بانتهاك القانون الإنساني الدولي، مضيفاً أن “أي محاولة لضم الأراضي أو توسيع المستوطنات تُمثل انتهاكاً للقانون الدولي”.

وحث الوزراء كافة الأطراف والمجتمع الدولي على “بذل كل الجهود لإنهاء هذا الصراع المروع فوراً، من خلال وقف إطلاق نار فوري ودائم يُمكّن من تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق وفورية ودون عوائق، في ظلّ أسوأ سيناريوهات المجاعة التي تلوح بالأفق في غزة”.

وجاء القرار بعد تعثر محاولات وساطة عدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وسط غضب دولي متنام بسبب صور الأطفال الفلسطينيين الجوعى، والتي تظهر تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

وتحتل إسرائيل 75% من مساحة القطاع، ومدينة غزة هي جزء من الـ25% المتبقية التي لا تسيطر عليها إسرائيل، إضافة إلى عدد من مخيمات اللاجئين في وسط غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً، جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، راح ضحيتها 61 ألفا و369 شهيد و152 ألفا و862 مصاب معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى