لافروف يؤكد استعداد روسيا وبيلاروس “لأية تطورات” في مجال الدفاع

ميدفيديف يخاطب الناتو "القوى النووية لا تخسر أبداً في الصراعات الكبرى"

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده وبيلاروس مستعدتان “لأية تطورات” في مجال الدفاع، فيما قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، الخميس، أن “القوى النووية لا تخسر أبداً في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها”.

جاء ذلك خلال لقاء للوزير مع رئيس جمهورية بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، حيث تابع لافروف بأن الاتفاقات بين رئيسي البلدين فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو في مجال الدفاع والتعاون العسكري الفني جاءت في الوقت المناسب من حيث ضمان استعداد الدولتين “لأي سيناريوهات”.

وقال لافروف: “أتفق تماما بأن الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان (بوتين ولوكاشينكو) في مجال تعاوننا العسكري، الفني والدفاعي جاءت في وقت مناسب للغاية من حيث الاستعداد لأي تطور للأحداث. نحن شعب مسالم، لكن الدرع الواقي لابد أن يوجد حيث يتعين عليه أن يوجد”.

وفي إشارة إلى العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي موجها كلامة للوكاشينكو : “نحن وحلفاؤنا وأصدقاؤنا البيلاروسيون نتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية أنفسنا من التعديات المحتملة من جيرانكم الغربيين”.

موسكو تعرف خطط الغربيين

من جانبه قال الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو إن الغرب يحاول استخدام أوكرانيا ضد بيلاروس وضد روسيا على حد سواء، موضحا أن موسكو على علم بخطط “جيراننا الغربيين، وليس أوكرانيا فقط”، مؤكداً أن “بلاده تقوم بكل ما وعدت به روسيا في هذه الفترة الصعبة .

وأعرب لوكاشينكو عن دهشته من “صمت أوكرانيا” وعدم إثارتها أي استفزازات ضد بيلاروس، على الرغم من دفع الجيران الغربيين لها في هذا الاتجاه بنشاط، على حد تعبيره.

وتابع الرئيس البيلاروسي “في جميع اتصالاتنا الدولية التي نجريها مع الغرب ومع آخرين، نقول إن روسيا لم تكن أبدا ضد السلام وانفتحت على التفاوض”.

واستطرد لوكاشينكو “نحن على استعداد للمشاركة في الأمر، ولا يجب الشك في ذلك. فإذا اقتضت الحاجة شيئا من جانبنا يمكننا القيام به – وكنتم على علم بأننا يمكننا القيام به – صارحونا بذلك وسنعمل سوية”.

وأردف الحليف الوثيق لروسيا: “من المفروض علينا أن نصبر على هذه الفترة، غير أن عام 2022 أظهر أننا سنتمكن من ذلك. وموقفنا واحد إزاء ذلك”.

القوى النووية لا تخسر أبداً

 من جهة أخرى، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، الخميس، أن “هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حربا نووية”، في إشارة إلى الحملة العسكرية التي تشنها بلاده في أوكرانيا.

وفي منشور على تيليغرام للتعليق على دعم حلف شمال الأطلسي للجيش الأوكراني، كتب ميدفيديف حليف الرئيس الحالي فلاديمير بوتين: “القوى النووية لا تخسر أبدا في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها”.

وأضاف: “الجمعة يناقش القادة العسكريون الكبار في قاعدة رامشتاين التابعة لحلف (الناتو) التكتيكات والاستراتيجيات الجديدة، بالإضافة إلى إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة وأنظمة هجومية جديدة.

يأتي ذلك مباشرة بعد منتدى دافوس، حيث كرر جمع السياسيين من الحمقى شعارات على غرار: لتحقيق السلام، يجب أن تخسر روسيا”.

وتابع: “لا يخطر ببال أي من هؤلاء التعساء أن يستخلص الاستنتاج البدائي التالي: أن هزيمة أي قوة نووية في حرب تقليدية يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب نووية، ولم تخسر القوى النووية صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها”.

وذكر ميدفيديف: “يظن المرء أن هذا كان ينبغي أن يكون واضحا لأي شخص، حتى ولو كان سياسيا غربيا يحتفظ على الأقل ببعض بقايا وآثار العقل”.

وفي موضوع المفاوضات مع الغرب، قال ميدفيديف أن موسكو “ليست بحاجة للتفاوض مع الغرب، والآن لا يمكن الحديث عن الثقة”، معتبرا أن “محاولات توسع الناتو إلى الشرق كانت استعدادا للحرب مع روسيا”.

وأشار مدفيديف، إلى أن التباين بين روسيا والغرب أكبر بكثير مما يجمع بينهما، حيث “كان العام المنتهي نقطة تحول” في الصراع.

وأضاف المسؤول البارز: “ليس لدينا من نتحدث معه ونتفاوض معه في الغرب الآن، لا يوجد شيء نتحدث عنه وليس هناك ما نفعله”.

خيانة مباشرة

وأشار مدفيديف إلى كلمات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، عندما قالت إن اتفاقيات مينسك كانت “لمنح أوكرانيا الوقت لتصبح أقوى”، موضحا: “منحت أوكرانيا الوقت في الأصل من أجل التحضير لحرب دموية. ما فعله النازيون الجدد في كييف كان بالتواطؤ الكامل أو المساعدة المباشرة من الأوروبيين المتحضرين”.

وأشار إلى أن “الجانب الروسي في ذلك الوقت كان يثق بشركائه، ولا يتوقع خيانة مباشرة منهم وبدء العمل لتدمير روسيا”.

وأضاف: “أتذكر جيدا اجتماع موسكو مع الناتو في لشبونة عام 2010 الذي شاركت فيه بصفتي رئيس روسيا. أكد لنا أعضاء الحلف حينها أننا لا نشكل تهديدا لبعضنا البعض، وكانوا مستعدين للعمل معنا من أجل الأمن المشترك للمنطقة الأوروبية الأطلسية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى