مئات الآلاف حول العالم يشاركون في إحياء يوم القدس

14 أبريل، 2023

شارك مئات الآلاف من المواطنين في أرجاء العالمين العربي والإسلامي اليوم والذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان “يوم القدس العالمي“، حيث خرجت مسيرات حاشدة في إيران وسوريا والعراق واليمن والبحرين وإندونيسيا وترفع الأعلام الفلسطينية ولافتات تشيد بالقضية الفلسطينية.

وتوافد عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان المبارك بالرغم من القيود المشددة التي فرضتها الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس.

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب بيان صدر يوم الخميس، أكثر من 2000 عنصر بمدينة القدس الشرقية وخاصة البلدة القديمة، ونصب آلاف الحواجز العسكرية حول أسوار البلدة القديمة وداخلها.

وعقب انتهاء صلاة الظهر، خرج الآلاف في قطاع غزة المحاصر للمشاركة في مسيرة حاشدة اليوم الجمعة، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللبنانية والسورية وصورا للقدس وقبة الصخرة والمسجد الأقصى المبارك.

تظاهرات إيران

تظاهر آلاف الأشخاص في أنحاء إيران الجمعة لإحياء “يوم القدس” دعماً للقضية الفلسطينية. وجرت تجمعات في طهران وفي عدة مدن أخرى مثل تبريز (شمال غرب) وهمدان (غرب) ويزد (شرق) وبندر عباس (جنوب) وعبادان (جنوب غرب)، بحسب وسائل إعلام حكومية.

وهتف متظاهرون “الموت لإسرائيل وأمريكا” ملوحين بأعلام فلسطين وإيران وحزب الله اللبناني.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “تدمير إسرائيل قريب” أو “فلسطين هي محور وحدة العالم الإسلامي”.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، أن الرئيس ابراهيم رئيسي شارك في مسيرات اليوم جنبا الى جنب الجماهير الغفيرة التي خرجت في طهران نصرة للقدس ودعما للشعب الفلسطيني.

وبحسب ما نقلت “إيرنا”، قال الرئيس الإيراني في تصريح مقتضب إن “رسالة المشاركة في مسيرات يوم القدس تأتي كتجسيد لوحدة وتلاحم الامة الاسلامية، وأن تطبيع بعض دول المنطقة مع الكيان الصهيوني لم ولن يحقق الأمن والاستقرار”.

مسيرات في سوريا واليمن ولبنان والبحرين

وبمشاركة شعبية واسعة، جابت مسيرة حاشدة العاصمة السورية دمشق وعدد من المحافظات. وأحيا الفلسطينيون في مخيم اليرموك للاجئين أيضا هذه المناسبة، من خلال فعاليات تم تنظيمها خصيصا لهذا اليوم.

ورغم الجو الماطر، خرجت حشود جماهيرية غفيرة إلى عشرات الساحات في العاصمة اليمنية، صنعاء، للمشاركة في مسيرات انطلقت عصر اليوم الجمعة إحياء ليوم القدس العالمي. وحمل المحتشدون الأعلام اليمنية وأعلام فلسطين ولافتات يوم القدس العالمي.

وفي لبنان، تتقاطر في هذه الأثناء الحشود إلى مدينة صيدا والعاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في المسيرات الكبرى التي ستنطلق عصر اليوم إحياء ليوم القدس العالمي.

هذا وفي البحرين أيضا، انطلقت منذ فجر الجمعة تحركات في مختلف أرجاء البلاد، تأكيدًا على دعم الشعب البحريني للقضية الفلسطينية ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني بمواجهة إسرائيل، وصدحت أصوات المشاركين بشعار “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.

ماليزيا وإندونيسيا

ووصلت المسيرات الداعمة لفلسطين إلى العاصمة الماليزية كوالامبور ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات داعمة للقدس والاقصى ودعوا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.

واحتشد مثات المسلمين أمام السفارة الأمريكية في جاكرتا، إندونيسيا، لإحياء يوم القدس العالمي.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية عدة وسوم من بينها “يوم القدس العالمي” و”القدس في قلبي” و”محور القدس”.

مفاتيح الكنيسة

وكتب الإعلامي اللبناني روني ألفا في تغريدة نشرها عبر صفحتها الخاصة على موقع تويتر: “كنيسة القيامة والمسجد الأقصى أمانة في ضمير كل مسيحي ومسلم.لا تنسوا ان مفاتيح الكنيسة محفوظة عند عائلة مسلمة من آل الحسيني منذ ٨٠٠ سنة وهي تفتح قبر المسيح كل سنة في العيد وترافق شعلة القيامة وتحرس المكان وتحميه.يوم القدس العالمي يعنيني كمسيحي ويمثّلني”.

بدوره، غرد حسن الخطيب بهذه المناسبة بالكلمات التالية “في يوم القدس العالمي، تقف فلسطين شامخة ومعها ملايين من القلوب المحبّة والعقول الواعية، اليوم القدس لم تعد وحيدة تحت مرمى نيران الصهاينة، بل محتليها يقفون على “اجر ونص” تحت مرمى نيران محور تشكّل من أجل تحرير فلسطين قبل اي هدف آخر. إنما النصر العظيم قاب قوسين أو أدنى”.

ويعود تقليد إحياء هذه المناسبة لليوم السابع من أب/ أغسطس 1979، بعد أن دعا آية الله روح الله الخميني زعيم الثورة الإسلامية في إيران إلى إحياء يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان واعتبار هذا اليوم مناسبة للتظاهر “دفاعاً عن القدس ومكانتها لدى المسلمين ورفضا للاحتلال الإسرائيلي والاستكبار العالمي”، بحسب تعبيره ومنذ ذلك الوقت أصبح يوم القدس تقليداً سنويا تحييه الشعوب العربية.

وتعتبر معارضة إسرائيل ركيزة أساسية بالنسبة لإيران الشيعية التي تساند الفصائل الإسلامية المسلحة الفلسطينية واللبنانية المعارضة للسلام مع إسرائيل. وترفض إيران الاعتراف بإسرائيل.

وتحتلّ إسرائيل الضفّة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ العام 1967.

وتأتي هذه المناسبة، في أجواء من التوتّر الشديد تعيشها المنطقة يتمثل بدوامة عنف بين اسرائيل والفلسطينيين في كلّ من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

ومنذ بداية كانون الثاني/يناير، أودى التصعيد بما لا يقلّ عن 94 فلسطينيا و19 إسرائيلياً وامرأة أوكرانية ومواطن إيطالي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.