ماكرون وشولتز يبحثان عن “رد سريع” على خطة واشنطن التجارية

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، إنه اتفق مع المستشار الألماني أولاف شولتز، على وجوب ردّ أوروبي “طموح وسريع”، على المساعدات الأميركية للشركات في مجال الانتقال الى الطاقة النظيفة وخطتها التجارية.

وأضاف الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شولتز، أن هذا الإجراء يجب أن يستند إلى “البساطة ورؤية أكثر وضوحاً وأنظمتنا (داخل أوروبا) لتقديم المساعدة”، و”توفير الأدوات المناسبة للتمويل العام والخاص”.

وفي وقت سابق، الأحد، دعا ماكرون، خلال احتفال في “جامعة السوربون” بباريس بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع “معاهدة الإليزيه”، إلى أن تكون فرنسا وألمانيا “رائدتين من أجل إعادة تأسيس” أوروبا، فيما أكد شولتز أن المستقبل الأوروبي يعتمد على التعاون بين برلين وباريس.

ويسعى ماكرون منذ أشهر لإقناع الدول الأوروبية وعلى وجه الخصوص ألمانيا، بإطلاق خطة ضخمة مثل خطة الولايات المتحدة لتجنب تراجع الصناعة في أوروبا.

ويرغب رئيس فرنسا، الذي دان نهاية نوفمبر في واشنطن الخطة الأميركية، أن يتخذ الاتحاد الأوروبي تحركاً بالحجم نفسه لمنع انتقال الشركات الأوروبية التي ستجتذبها المساعدات الأميركية.

و”قانون خفض التضخم”، الذي أقرته واشنطن العام الماضي، يتضمن تقديم إعانات بقيمة 369 مليار دولار لقطاع التكنولوجيات الخضراء بهدف جذب الاستثمار إلى الولايات المتحدة، وهو التشريع الذي قالت عنه بروكسل إنه يضر بالقاعدة الصناعية للاتحاد الأوروبي.

 رؤية واضحة للحرب في أوكرانيا

وقال ماكرون، إنه أكد مع شولتز مواصلة تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، مشدداً على أن أوروبا “في حاجة إلى رؤية واضحة بشأن الحرب في شرقي أوكرانيا”.

وأضاف خلال بيان مشترك بين البلدين، أن عودة الحرب إلى أوروبا (في إشارة إلى العملية الروسية في أوكرانيا) “ساعدت في تقريب وجهات النظر مع برلين”.

في المقابل، قال شولتز، إن الرد على هجوم روسيا على أوكرانيا سيكون عبر تقديم الدعم المالي والعسكري لكييف، مشيراً إلى أن أوروبا ما زالت تشعر بالغضب تجاه العملية الروسية في أوكرانيا.

وأضاف شولتز أن بلاده تعمل على توفير مصادر بديلة للطاقة في ألمانيا، في محاولة للاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية، مشدداً على العمل لإعادة اندماج أوروبا لمواجهة التحديات. فيما أكد ماكرون “الرغبة في تحقيق السيادة في مجال التكنولوجيا”.

تعزيز “سيادة” الاتحاد الأوروبي

وتحدث ماكرون عنم انضمام ألمانيا إلى مشروع خط أنابيب هيدروجين جديد، يربط إسبانيا وفرنسا.

وقال ماكرون، إن مشروع خطّ أنابيب “H2Med” (هيدروجين المتوسط)، والذي يهدف إلى زيادة استخدام الهيدروجين في أوروبا، سيمتدّ من دول من الجنوب الغربي الأوروبي إلى ألمانيا.

وأضاف ماكرون: “قررنا توسيع مشروع (H2Med) الذي سيربط، بفضل تمويل أوروبي، البرتغال وإسبانيا وفرنسا (…) بألمانيا، التي ستكون شريكة في استراتيجية البنى التحتية هذه في مجال الهيدروجين”.

والجمعة، دعا شولتز وماكرون إلى تعزيز “سيادة” الاتحاد الأوروبي، في مقال مشترك نشر قبل يومين من انعقاد مجلس الوزراء الألماني الفرنسي المشترك.

وكتب المسؤولان في صحيفة “فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج” مع اقتراب الذكرى الـ60 لتوقيع معاهدة الإليزيه، أن الاتحاد الأوروبي أمام تحدٍّ أساسي يقضي “بضمان أن تصبح أوروبا أكثر سيادة وتملك القدرات الجيوسياسية لإرساء النظام الدولي”.

واعتبرا أن على أوروبا استثمار المزيد في قواتها المسلحة وصناعاتها الدفاعية، كما شددا على أن “قدرات أوروبية معززة ودعامة أوروبية أقوى في الحلف الأطلسي ستجعلان منّا كذلك شريكاً أقوى تجاه الضفة الأخرى من الأطلسي والولايات المتحدة، الأفضل تجهيزاً والأكثر فاعلية وقوة”.

ولفت المسؤولان إلى أن هذا الاتفاق أتاح “التغلب على عقود بل قرون من الخصومات المريرة والحروب الدامية بين بلدينا في قلب أوروبا”.

وأوضحا أن السيادة الأوروبية ينبغي ألا تقاس بالمعايير العسكرية فحسب، بل كذلك بالقدرة على “الصمود والتحرك بصورة استطلاعيّة في المجالات الاستراتيجية”، وهذا يتطلب برأيهما “تنويع منتجات الإمداد الاستراتيجية ويحتّم على أوروبا بذل كل ما بوسعها حتى تصبح أول قارة محايدة على صعيد المناخ في العالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى