مباحثات أمريكية إماراتية بشأن اتفاق وقف النار في قطاع غزة

واشنطن تدرس مع تل أبيب خطة لتقسيم القطاع وتحذر من ضم الضفة الغربية

أجرى نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، مع مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، مباحثات حول آخر المستجدات المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تدرس الولايات المتحدة وإسرائيل خطة من شأنها تقسيم القطاع إلى مناطق منفصلة تسيطر عليها إسرائيل و”حماس”.

وناقش اللقاء الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لضمان تثبيت الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار خطة الرئيس الأميركي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وأشاد مستشار الأمن الوطني الإماراتي بجهود الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في غزة وسعيه لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مثمّناً الدور الذي يقوم به كل من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في هذا السياق.

كما تناولت المباحثات سبل تعزيز الاستقرار الإقليمي وضرورة الخروج من حالة التصعيد المستمر، بما يدعم فرص الازدهار والتنمية المستدامة في الشرق الأوسط.

خطة لتقسيم غزة

بالتزامن، تدرس الولايات المتحدة وإسرائيل خطة من شأنها تقسيم غزة إلى مناطق منفصلة تسيطر عليها إسرائيل و”حماس”، مع تنفيذ إعادة الإعمار على الجانب الإسرائيلي فقط كحل مؤقت حتى يتم نزع سلاح الحركة الفلسطينية وإبعادها عن السلطة، بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

ولخص جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، هذه الفكرة في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء في إسرائيل، حيث وصلا للضغط على الجانبين للالتزام بوقف إطلاق النار الحالي، والذي بموجبه سحبت إسرائيل قواتها بحيث تسيطر الآن على حوالي 53 بالمئة من القطاع.

وقال فانس إن هناك منطقتان في غزة، إحداهما آمنة نسبيا والأخرى خطيرة للغاية، والهدف هو توسيع المنطقة الآمنة جغرافيا.

من جانبه، قال كوشنر إنه حتى ذلك الحين (توسيع المنطقة الآمنة جغرافيا)، لن تذهب أي أموال لإعادة الإعمار إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة حماس، وسيكون التركيز على بناء الجانب الآمن.

وأضاف كوشنر: “هناك اعتبارات تجري الآن في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، طالما أمكن تأمين ذلك، لبدء البناء لغزة جديدة من أجل منح الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع مكانا يذهبون إليه، ويحصلون فيه على وظائف”.

ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، يشعر الوسطاء العرب بالقلق من الخطة التي قالوا إن الولايات المتحدة وإسرائيل طرحتها في محادثات السلام.

واشنطن تحذر من ضم الضفة الغربية

في سياق آخر، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، من أن تحرّك الكنيست الإسرائيلي، باتجاه ضم الضفة الغربية، من شأنه أن يهدد خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة، بعد نحو أسبوعين من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وقال روبيو في تصريحات للصحافيين في قاعدة “أندروز” المشتركة بولاية ماريلاند، قبل أن يغادر إلى إسرائيل: “لقد أقروا التصويت في الكنيست، لكن الرئيس ترامب أوضح أن هذا ليس أمراً سنكون داعمين له في الوقت الراهن”.

وأضاف روبيو: “نعتقد أن هناك إمكانية (أن يكون ذلك) مهدداً لاتفاق السلام”.

قانون يهدف لفرض القانون الإسرائيلي على الضفة

ووافق الكنيست الإسرائيلي مبدئياً، الأربعاء، على مشروع قانون يهدف لفرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، وهو إجراء يعد بمثابة ضم أراضٍ تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويطالب بها الفلسطينيون لإقامة الدولة الفلسطينية.

وهذا التصويت هو الأول من بين أربعة إجراءات تصويت لازمة لإقرار القانون، وجاء بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى إسرائيل.

والشهر الماضي، تعهد الرئيس الأميركي بأنه لن يسمح بهذه الخطوة، التي تواجه معارضة عربية واسعة.

وتابع روبيو: “إنها (إسرائيل) دولة ديمقراطية، والناس سيصوّتون وسيتخذون هذه المواقف، ولكن في هذا الوقت نعتقد… أن ذلك قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية”.

واتهم وزير الخارجية الأميركي، حركة “حماس” بـ”قمع” الفلسطينيين”، قائلاً إنه “أمر مروع”، في إشارة إلى المواجهات بين مقاتلي الحركة وعناصر مسلحة في القطاع، عقب وقف إطلاق النار.

وبشأن نشر قوات دولية في قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن “دولاً من خارج الشرق الأوسط (لم يسمها) مستعدة للمساهمة في قوة دولية من أجل القطاع”.

التزام أميركا الثابت بأمن إسرائيل

ويصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى إسرائيل، في وقت لاحق، ضمن جولة آسيوية، لـ”دعم التنفيذ الناجح لخطة الرئيس ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، التي حظيت بدعم دولي غير مسبوق”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن روبيو سيؤكد خلال زيارته “التزام أميركا الثابت بأمن إسرائيل، وسيتواصل مع الشركاء للبناء على الزخم التاريخي نحو السلام الدائم والتكامل في الشرق الأوسط”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى