مجلس الأمن يعتمد قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة

"حماس" تؤكد استعدادها للمشاركة في مبادلة فورية للسجناء والرهائن

وافق مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار، فيما حاولت روسيا إدخال تعديلاً على مشروع القرار وهو كلمة وقف نار “دائم”، إلا أنه لم يتم الموافقة على التعديل، وتم التصويت على النسخة الأساسية.

وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، فيما صوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس.

إلى ذلك طالب مجلس الأمن بإفراج فوري وغير مشروط عن جميع الرهائن، مشيراً إلى أن هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات إلى غزة، مطالباً بإزالة جميع العوائق أمام تسليم المساعدات.

وفور صدور القرار الأممي، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” استعدادها للمشاركة في مبادلة فورية للسجناء والرهائن.

وقالت حماس في بيان “نرحّب بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري لإطلاق النار، ونؤكد على ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها”.

وأضافت “كما نؤكد استعدادنا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين”.

وفيما يلى أهم بنود القرار:

  • يطالب المجلس “بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار”.يطالب “بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، فضلا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية” و”أن تمتثل الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم”.

 

  •  يؤكد المجلس على “الحاجة الملحة إلى توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وتعزيز حمايتهم في قطاع غزة بأكمله”.
  • يدعو القرار رفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وكذلك القرارين 2712 (2023) و 2720 (2023).

غوتيريش: يجب تنفيذ قرار وقف النار في غزة فوراً

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرار الذي طال انتظاره بشأن عزة، والذي يطلب بوقف فوري للنار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين فوراً ومن دون شروط.

وأصاف غوتيريش أن هذا القرار يجب أن يتم تنفيذه فوراً، وأي فشل في تطبيقه “لن يغتفر”.

مندوبة أميركا

بدورها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إنه “كان بإمكاننا الوصول إلى وقف إطلاق النار منذ أشهر لو قبلت حماس إطلاق سراح المحتجزين لديها، مؤكدة أن إطلاق سراحهم “هو السبيل الوحيد لوقف هذا النزاع”.

وأضافت أن بلادها تدعم وقف كامل للنار في غزة، مع إطلاق سراح جميع المحتجزين، مشيرة إلى أن بلادها تدعم هذه الأهداف، من خلال الجهود الدبلوماسية.

وطالبت المندوبة الأميركية من أعضاء المجلس “الضغط على حماس لقبول الاتفاق المطروح على الطاولة” في مفاوضات وقف إطلاق النار.

نتنياهو ينتقد أميركا

وفي تعليقه على قرار مجلس الأمن، قال رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، إن “عدم استخدام الولايات المتحدة للفيتو” لإفشال مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار  في غزة “يضر بالمجهود الحربي والإفراج عن المحتجزين”.

واعتبر نتنياهو أن “فشل أميركا في استخدام الفيتو خلال تصويت مجلس الأمن هو تراجع صريح عن موقفها السابق”.

وأكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في بيان لها، أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألغي زيارة الوفد الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة بسبب تغيّر الموقف الأمريكي”، مضيفة أن “تغير الموقف الأمريكي يضر بجهود الحرب وجهود إطلاق سراح الرهائن.

البيت الأبيض

وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن على قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، لا يمثل تحولاً في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل.

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت الفيتو في جميع مشاريع القرارات السابقة لوقف النار في غزة، ولكنها امتنعت عن التصويت في قرار الاثنين، مما مكن المجلس أخيراً من إقرار وقف لإطلاق النار.

مصر ترحب

ورحبت وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، باعتماد مجلس الأمن لقراره الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، والإفراج عن المحتجزين “رغم عدم توازنه وإطاره الزمني المحدود”.

وأضافت الوزارة في بيان بصفحتها على فيسبوك، أن القرار “خطوة أولى هامة وضرورية لوقف نزيف الدماء ووضع لحد لسقوط الضحايا المدنيين”، وأكدت أنها ستواصل جهودها الحثيثة بهدف وقف الحرب وإنهاء الأزمة.

وطالبت مصر بضرورة التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار، بما يفتح المجال للتعامل مع كافة عناصر الأزمة، وفق ما جاء في البيان.

مندوب الجزائر

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، إن القرار الذي تم إقراره في مجلس الأمن، الاثنين، سيضع حداً للمجازر المستمرة منذ خمسة أشهر في قطاع غزة.

وأضاف بن جامع: “لقد استغرق حمام الدم وقتاً طويلاً جداً، وأخيراً، يستجيب مجلس الأمن لدعوات المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة”.

وأكد أن هذا القرار، “يوجه رسالة واضحة للشعب الفلسطيني، بأن المجتمع الدولي برمته لم يتخل عنكم”، مضيفاً أن “تبني قرار اليوم هو لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، ولوضع حد لحمام الدم دون أي شروط”.

موقف الصين

أما الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة جانج جون، فقد قال إن قرارات مجلس الأمن ملزمة، ودعاً الدول المعنية إلى الوفاء بالتزاماتها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة واتخاذ الإجراءات اللازمة وفقاً للقرار.

ووجه جانج الشكر لمجموعة الدول العشر غير دائمة العضوية بالمجلس على جهودها بشأن مشروع القرار، وعقد مقارنة بين مشروع القرار الحالي ومشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وصوتت بلاده ضده.

وقال: “مشروع القرار الحالي واضح لا لبس فيه وصحيح في اتجاهه، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، في حين أن المشروع السابق كان مراوغاً وغامضاً”.

وأضاف أن القرار الحالي “يعكس أيضاً التوقعات العامة للمجتمع الدولي، ويحظى بدعم جماعي من الدول العربية”.

وأكد أن الصين “دفعت الولايات المتحدة لإدراك أنها ليس بإمكانها الاستمرار في عرقلة المجلس”. وأضاف أن “قرار المجلس اليوم جاء متأخراً جداً بالنسبة للأرواح التي أزهقت بالفعل، أما بالنسبة لمن لا يزالون يعيشون في القطاع، فإن القرار يمثل أملاً طال انتظاره”.

وشدد السفير الصيني على ضرورة أن يتوقف “كل الأذى الذي يلحق بالمدنيين فوراً، ويجب أن يتوقف هذا الهجوم”. ودعا إلى رفع فوري للحصار على غزة والحواجز التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية للمحتاجين، بصورة آمنة وفورية.

ووصف دور وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بأنه “لا غنى عنه، ولا يمكن الاستعاضة عنه بالنسبة للناس في غزة”، ودعا كل الأطراف إلى “استئناف دعم الأونروا فوراً”.

روسيا تعقب على القرار

بدوره، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن بلاده صوتت لصالح مشروع القرار الذي أعدته مجموعة الدول العشر غير دائمة العضوية بالمجلس، والذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار “حتى لو اقتصر ذلك على شهر رمضان”.

وأضاف: “لسوء الحظ، ما يحدث بعد ذلك لا يزال غير واضح، لأن كلمة دائم (في مشروع القرار) يمكن تفسيرها بطرق مختلفة”.

وذكر أن “أولئك الذين يوفرون الغطاء لإسرائيل ما زالوا يريدون إطلاق يدها”، معرباً عن أمله في أن يتم استخدام الصياغة الواردة في القرار “لصالح السلام بدلاً من تعزيز العملية الإسرائيلية غير الإنسانية ضد الفلسطينيين”.

وأضاف المندوب الروسي: “نعتقد أنه من المهم للغاية التصويت لصالح السلام”، وحض مجلس الأمن على مواصلة العمل من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى