مصادر تكشف عن وجود تهديدات ورشاوى سياسية لأعضاء الحوار الليبي

كشف عضو في ملتقى الحوار الليبي، خالد الأسطى، عن وجود خلافات ظهرت في الحوار الليبي عند البدء بمناقشة صلاحيات القائد الأعلى والحكومة.

وقال الأسطى في حديث لوسائل إعلام محلية الأربعاء، إن الجدل في الملتقى وصل إلى درجة وكأنه يوجد صراع بين الأقاليم الثلاثة، مضيفاً: “تلقينا معلومات بوجود تهديدات مباشرة لأعضاء لجنة الحوار، إضافة إلى رشاوى سياسية”.

كما أوضح أنه تم إنجاز أكثر من 80% من الباب الخاص بالسلطة التنفيذية وخارطة الطريق.

إلى ذلك لفت إلى أنه تم تحديد موعد الانتخابات بتاريخ 24 ديسمبر 2021 لأنه يصادف ذكرى استقلال ليبيا.

يشار إلى أنه في وقت سابق الأربعاء أعلنت البعثة الأممية للدعم في ليبيا علمها بمزاعم محاولات دفع الرشى من قبل بعض الأعضاء المشاركين في الملتقى السياسي للحوار الليبي.

وقال الناطق باسم البعثة إن التحقيقات جارية لكشف الحقائق وعدم السماح للأطراف المعرقلة بأن تنسف الحوار، مؤكداً أنهم قد يتعرضون إلى عقوبات.

يذكر أن رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، كانت أعلنت انتهاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، دون تسمية حكومة انتقالية تشرف على إجراء انتخابات عام 2021.

وقالت وليامز، خلال مؤتمر صحافي عقدته في تونس مساء الأحد 15 نوفمبر: “لدينا الآن خارطة واضحة لإجراء الانتخابات”، مضيفة: “اتفقنا على الاجتماع مجدداً عبر الإنترنت خلال أسبوع”.

وفي نفس السياق، يحاول تنظيم الإخونجية في لجنة الحوار السياسي الليبي بتونس، الدفع بفتحي باشاغا لتولي منصب رئيس الحكومة الانتقالية لحين الانتخابات.

ويتخوف عدد كبير من الليبيين من أن مساعي التنظيم الإخونجي للسيطرة على الحكومة الانتقالية القادمة قبل الانتخابات المزمعة في 24 سبتمبر/أيلول 2021، قد يوئد التجربة الانتخابية قبل ميلادها.

خبراء سياسيون ليبيون أكدوا بدورهم، أن تنظيم الإخونجي جهز باشاغا لهذا المنصب من خلال إظهاره في ثوب المصلح وصديق الجميع.

ولا يؤمن باشاغا – رجل تركيا – بالديمقراطية وسبق وتورط في مقتل متظاهرين سلميين في مذبحة غرغور 2013، وأنه قد يوئد التجربة الديمقراطية في ليبيا قبل ميلادها إن لم تتوافق مع المخطط التركي الإخواني، بحسب الخبراء.

الخبير العسكري والاستراتيجي الليبي العميد الركن شرف الدين العلواني قال إن تنظيم الإخونجية سيستميت على الوصول للحكم في بلاده، خلال المرحلة الانتقالية، لوأد التجربة الانتخابية قبل ميلادها.

وأوضح العلواني، أن ليبيا تعد بالنسبة للإخونجية “البقرة الحلوب” وبوابة إفريقيا والمنطقة العربية ومن المستحيل أن تتجه بها إلى انتخابات، خاصة أن التجارب الانتخابية السابقة رفضتهم مثلما حدث في مجلس النواب 2014.

وأضاف أن إصرار تنظيم الإخونجية على الدفع بمرشحها للحكم لعام واحد انتقالي قبل الانتخابات، خاصة باشاغا يؤكد أنها لن توصل البلاد لهذا الحلم الذي ربما ينهي الأزمة.

وأشار إلى أن اختيار باشاغا عدو الديمقراطية المتهم في مذبحة غرغور ضد المتظاهرين العزل يؤكد ذلك، خاصة مع علاقته القوية مع تركيا.

وجرى تنفيذ حملة تلميع واضحة لباشاغا مؤخراً لهذا الغرض خاصة في محاربته لعدد من المليشيات المصنفة إجرامية وإرهابية، مستندة إلى مليشيات مصراتة الأكثر نظامية والموالية لتركيا، وكذلك القبض على المطلوبين الدوليين مثل عبدالرحمن ميلاد البيدجا.

واختتم أنه طالما الحوارات العسكرية بين لجنتي 5+5 تثير بشكل جيد فلا خوف من هذه المساعي الإخوانية، لأن هذا هو الحل الحقيقي في ليبيا.

محمد الترهوني المحلل السياسي والعسكري الليبي اعتبر أن المرحلة المقبلة “مفصلية” في تاريخ ليبيا سياسيا وعسكريا واجتماعيا، محذرا من استعداد تنظيم الإخونجية المنبوذ من الليبيين للتلون أو شراء الذمم أو أي شيء آخر للوصول إلى السلطة.

وأضاف أن الإخونجية لا يقتنعون بمشاركة السلطة بل يطمعون في السيطرة عليها وحدهم وبشكل كامل، ولذلك يريدون حجز مقعدا لهم تمهيدا لهذا الانقلاب على الجميع.

وتابع أن باشاغا أعد نفسه للطرح به في هذه المرحلة وارتدى صوب المصلح الذي يحاول فك المليشيات وهي المعدلة الأساسية في العاصمة طرابلس.

كما حاول أن يظهر في صورة صديق الجميع بداية من أنقرة، إضافة إلى زيارات الاسترضاء في فرنسا وغيرها من الدول التي تقف ضد التغول التركي.

ونوه إلى أن باشاغا لم يقترب من نظيرتها في مصراتة لأنه يعول عليه، في الانتخابات المقبلة، والجانب التركي أكبر الداعمين له.

ولم يستبعد ألا يوصل تنظيم الإخونجية ليبيا إلى الانتخابات المزمعة العام المقبل بأي طريقة إن لم تكن في صالحه أو أن ينقلب عليها كما فعل عام 2014 بانقلاب فجر ليبيا.

ومن جانبه، رأى الدكتور وليد الفارسي الخبير السياسي الليبي أن تنظيم الإخونجية يسعى لمشروع كبير بالمنطقة العربية ولذلك من الصعب أن يتخلى عن حكم ليبيا في الفترة الانتقالية.

وتابع ، أن الإصرار على الدفع بباشاغا كونه أفضل الموجودين لهم، بعلاقاته ودعمه من تركيا والبعثة الاممية لدوره في الوزارة.

وأردف أن الرشاوى الانتخابية في تصويت تونس وإن لم يكن مسؤولا عنها باشاغا، فإن مجموعات كثيرة تعمل على دفع المرشحين لديهم.

ونبه إلى أنه حال ثبتت الرشاوى التي وصفتها المبعوثة الأممية بالإنابة سيفاني وليامز “ديناصورات الفساد المالي” فسيجر هذه المحادثات في طرق أخرى.

ونوه إلى أن هذا العام الانتقالي يجب أن يتضمن توحيد المؤسسات والإعداد لمشروع الانتخابات الوطنية الشاملة، 2021، وإن المشروع الإخواني لن يترك لساحة فارغة في حوارات تونس بل سيذهب وبكل قوة لدعم مرشحيهم.

وأكد أن المرشحين لا بد أن يكون لهم معايير محددة ومشروطة، حتى يتم اختيار الأفضل لصالح الوطن، وليس لتنفيذ أجندات معينة خاصة أنه يتم الانتخاب عبر تقنية الزوم.

واختتم أن الداخل الليبي غير راضي عن تمثيل الـ75 شخصية في الحوار السياسي الليبي، خاصة أنه لم يتم اختيارهم عبر المرجعية الشعبية.

وأعرب عن تخوف الليبيين من إنشاء جسم تشريعي موازي يغلب عليه تنظيم الإخونجية في حال فشل مجلس النواب في إعطاء الثقة للحكومة، والعودة إلى القاعدة الصفرية.

 

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى