مكارثي يعلن فشل التوصل إلى اتفاق مع بايدن بشأن سقف الدين

وسط تحذيرات لوزارة الخزانة من أنَّ الأول من يونيو سيكون موعد التخلف عن سداد الدين الأمريكي، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، الاثنين، عدم التوصل إلى اتفاق بعد بشأن سقف الدين خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال مكارثي للصحافيين، “شعرت أننا أجرينا مناقشة مثمرة. ليس لدينا اتفاق حتى الآن، لكنني شعرت أن المناقشة كانت مثمرة في المجالات التي تختلف فيها آراؤنا”، مشيراً إلى أنه واثق من أن “بايدن يريد عقد صفقة”.

وأضاف: “إذا لم ألتق بايدن كل يوم، فأنا متأكد من أننا سنتحدث على الهاتف”، لافتاً إلى أنه وجه المفاوضين بالعودة للتفاوض لإيجاد أرضية مشتركة.

واستبعد مكارثي أي تخفيضات في الإنفاق العسكري، مشيراً إلى أن هذا الموضوع ليس مطروحاً على الطاولة.

وأكد أنه لا يؤيد تمديداً قصير الأجل للموعد النهائي لرفع سقف الدين، لكسب الوقت للجانبين، متعهداً باحترام قاعدة 72 ساعة لمنح أعضاء الكونجرس الوقت لقراءة أي اتفاق يتم التوصل إليه قبل التصويت على مشروع قانون.

وفي وقت لاحق، قال مكارثي، أن التخلف عن السداد سيأتي في غضون أيام، والرئيس جو بايدن هو الوحيد المسؤول عن ذلك.

وكتب مكارثي على صفحته في “تويتر”: “يحاول بايدن إعادة كتابة التاريخ من خلال الإصرار على قيامه بدوره فيما يتعلق بحد الدين الوطني ولا يمكن اتهامه بالتخلف عن السداد. في الواقع، لقد رفض المفاوضات لأكثر من مائة يوم”.

بايدن “متفائل”

بدوره، أوضح الرئيس بايدن عقب الاجتماع أنه عقد “اجتماعاً مثمراً” مع رئيس مجلس النواب بشأن الحاجة إلى منع الولايات المتحدة من التخلف عن سداد ديونها.

وقال بايدن في بيان للبيت الأبيض: “أكدنا مرة أخرى أن التخلف عن السداد غير مطروح على طاولة المفاوضات، والسبيل الوحيد للمضي قدماً هو اتفاق مجمع عليه من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)”.

وأكد بايدن وجود “اختلافات”، لكنه قال إنَّ الجانبين سيواصلان مناقشاتهما للمضي قدماً.

وانطلقت في البيت الأبيض، المفاوضات بين بايدن ومكارثي، بشأن أزمة سقف الدين الأميركي، وسط تحذيرات لوزارة الخزانة من أنَّ الأول من يونيو سيكون موعد التخلف عن السداد ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن رفع السقف.

وفي مستهل الاجتماع، قال بايدن إنه “متفائل” بأنه سيحقق مع رئيس مجلس النواب تقدماً في مفاوضات سقف الدين، مشيراً إلى أنَّ الجانبين في حاجة إلى اتفاق من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لتقديمه إلى ناخبيهما.

وأشار بايدن إلى أنَّ مجالات الخلاف “لا تزال قائمة” حول كيفية معالجة العجز في البلاد، وما إذا كان يتعين على الحكومة الفيدرالية، زيادة الإيرادات من خلال الضرائب للقيام بذلك.

تحذير وزيرة الخزانة

يأتي ذلك فيما أكدت وزارة الخزانة، الاثنين، مجدداً أنها لن تكون قادرة على سداد فواتير الحكومة الأميركية بعد الأول من يونيو ما لم يٌرفع سقف الدين، مما يمنح الجمهوريين في الكونجرس ومفاوضي البيت الأبيض مهلة أقل من 10 أيام فقط للتوصل لاتفاق.

وفي رسالتها الثالثة إلى الكونجرس في غضون ثلاثة أسابيع، قالت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، إنه “من الوارد جداً” أن تعجز الوزارة عن الوفاء بجميع التزامات الحكومة الأميركية حتى أوائل يونيو، مما سيؤدي إلى تخلف الولايات المتحدة عن السداد لأول مرة في تاريخها.

وأكدت وزيرة الخزانة، أنه يجب التوصل لقرار بشأن سقف الدين بحلول الأول من يونيو.

وحذرت من أنه “إذا فشل الكونجرس في رفع سقف الدين، فسيتسبب ذلك في معاناة شديدة للأسر الأميركية، ويضر بمكانتنا القيادية العالمية، ويثير تساؤلات حول قدرتنا على الدفاع عن مصالح أمننا القومي”.

وكانت الوزيرة قالت في مقابلة مع شبكة NBC NEWS الأميركية، إنَّ الولايات المتحدة حافظت على التزاماتها المالية منذ عام 1789 من خلال سداد فواتيرها في الوقت المحدد.

وأضافت الوزيرة: “لقد منع الكونجرس التخلف عن السداد 78 مرة. ومن الضروري أن يفعل ذلك مرة أخرى”.

مكاسب سياسية

والتقى مفاوضو البيت الأبيض مع ممثلين جمهوريين، صباح الاثنين، لمدة ساعتين ونصف الساعة في مبنى الكابيتول الأميركي.

وتتأرجح المفاوضات بين التقدم والجمود منذ أيام، حيث يتصارع الجانبان في آن واحد للحصول على مكاسب سياسية والتوصل إلى اتفاق، بحسب “بلومبرغ”.

ويختلف مسؤولو البيت الأبيض والجمهوريون في مجلس النواب حول مستوى ومدة الحدود القصوى للإنفاق التقديري، وشروط عملية التصريح الأسرع لمشاريع الطاقة، وما إذا كان يجب تضمين متطلبات العمل الموسعة للمستفيدين من برنامج الضمان الصحي للمعوزين “مديك إيد”، وبرنامج المساعدات الغذائية، وبرامج المساعدة النقدية.

“كانت إيجابية”

وفي وقت سابق الاثنين، تحدث رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب باتريك ماكهنري، وهو مفاوض عن مكارثي، بنبرة متفائلة، حيث أخبر الصحافيين أن مكالمة الأحد بين بايدن ومكارثي كانت “مثمرة” وساعدت في استئناف المحادثات.

وقال ماكهنري: “لقد أعادتنا إلى الغرفة معاً. لدينا نوع من الإحساس المحدث بواقعنا. نحن نعرف الموعد النهائي. يعمل الجانبان بحسن نية، لكن لدينا قضايا صعبة”.

وأفاد جو بايدن، أن المحادثة التي أجراها مع رئيس مجلس النواب بشأن رفع سقف الدين الأميركي، “كانت إيجابية”.

وقال بايدن عند وصوله إلى البيت الأبيض، الأحد، بعد اجتماع استمر ثلاثة أيام مع قادة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان: “الأمور تسير على ما يرام، سنتحدث غداً”.

تشريع مجلس النواب

وأقر مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون، الشهر الماضي، تشريعاً من شأنه أن يخفض جزءاً كبيراً من الإنفاق الحكومي بواقع 8% العام المقبل.

ويقول الديمقراطيون إن ذلك سيفرض تخفيضات بنسبة 22% على الأقل في المتوسط في برامج مثل التعليم وإنفاذ القانون، وهو رقم لم يشكك فيه كبار الجمهوريين.

ويشغل الجمهوريون أغلبية ضئيلة من المقاعد في مجلس النواب، بينما يتمتع الديمقراطيون الذين ينتمي إليهم بايدن بسيطرة بأغلبية ضئيلة كذلك على مجلس الشيوخ، لذلك لا يمكن إقرار أي اتفاق دون دعم من الحزبين.

تخفيضات حادة في الإنفاق

ويضغط الجمهوريون من أجل إجراء تخفيضات حادة في الإنفاق في العديد من البرامج المحلية مقابل زيادة حد الاقتراض الذي تفرضه الحكومة على نفسها، وهو أمر مطلوب بانتظام لتغطية تكاليف الإنفاق والتخفيضات الضريبية التي وافق عليها المشرعون سابقاً.

وشدد بايدن على أنه مستعد لخفض الإنفاق، مشيراً إلى أنه غير قلق من أن تؤدي هذه الخطوة إلى ركود، لكنه أضاف أنه لا يمكنه الموافقة على كل مطالب الجمهوريين.

وكانت المرة الأخيرة التي أوشكت فيها الولايات المتحدة على التخلف عن السداد في عام 2011 في وقت كان الرئيس فيه أيضاً ديمقراطياً والسيطرة على مجلس الشيوخ للديمقراطيين بينما قاد جمهوريون وقتها مجلس النواب أيضاً.

وتجنب الكونجرس التخلف عن السداد في النهاية وقتها لكن الاقتصاد تعرض لصدمات شديدة، منها تخفيض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني للمرة الأولى على الإطلاق وموجة بيع كبرى للأسهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى