منظمة موالية لتركيا متهمة بالتطرف تخطب ودّ الألمان

بعد أن تورط الإتحاد الإسلامي التركي “ديتيب” في قضايا فساد مالي واتهامات بدعم خطاب التطرف الديني في عدد من البلدان الأوروبية باعتباره أحد أذرع النظام التركي وأحد المنظمات التي تشكل حاضنة لتنظيم الإخونجية في أوروبا، يحاول الاتحاد تبييض صورته السلبية التي لحقت به ووضعته تحت طائلة الرقابة الأمنية في ألمانيا.

أحد المبادرات التي تبناها الإتحاد هو تدريب وتأهيل الأئمة ورجال الدين في داخل ألمانيا مع المام بالقوانين والتشريعات واللغة الالمانية.

وبعد مرور عام تقريبا على إطلاق تدريب الأئمة في ألمانيا أعلن الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا “ديتيب” حاليا عن بيان مبدئي للوضع الراهن.

وقالت مديرة الأكاديمية زايدا كان لوكالة الأنباء الألمانية إن صدى المشروع يعد إيجابيا وإن هناك استفسارات عنه من دول أوروبية أخرى.

ومن جانبه قال أيوب كاليون، مستشار تدريب الأئمة، إنه صحيح أنه لم يتم تنفيذ كثير من الأشياء التي كانت مدرجة على الخطة التعليمية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن المشاركين أحرزوا أوجه تقدم جيدة.

الحكومة تتحفظ

يذكر أن اتحاد “ديتيب”، وهو أكبر مؤسسة إسلامية بألمانيا، أسس مركزا جديدا في بلدة “دالم” بولاية شمال الراين-فيستفاليا غربي البلاد يتم به حاليا تدريب جزء من الأئمة مباشرة في ألمانيا للمرة الأولى.

ويندرج على برنامج التدريب دراسة عدة أشياء من بينها الفقه الإسلامي مثلا وكذلك القانون الدستوري الديني الألماني والقرآن وموضوعات اجتماعية.

وكانت الحكومة والولايات أعربت عن تحفظها تجاه اتحاد “ديتيب” خلال الأعوام الماضية، وانتقدت تبعية الاتحاد لأنقرة وطالبت بانفصاله عنها.

يذكر أن بدء التدريب في مطلع عام 2020 شهد مراقبة كبيرة. وتحدث كاظم توركمان، الرئيس الاتحادي لـ “ديتيب”، عن “بداية جديدة” و”تطور تاريخي”.

يشار إلى أنه يتم تدريب 90 بالمئة من إجمالي 2500 إمام في ألمانيا -من بينهم 1100 مفوض ديني لاتحاد “ديتيب”- خارج ألمانيا.

وقال العالم الإسلامي مهند خورشيد من جامعة: “المسلمون صاروا جزءا من ألمانيا منذ فترة طويلة، ويجب أن يكون أئمتهم أيضا جزءا طبيعيا من ألمانيا”، مؤكدا أن وجود إسلام منفتح على العالم يجب أن يكون هدفا .

ومن جانبه قال المدير التنفيذي لمركز إرلانجن للإسلام والحقوق في أوروبا، يورن تيلمان: “البنية الأساسية للتدريب مفيدة”.

وكانت قد وجهت اتهامات الى  المجلس الأعلى للمسلمين بـِ “التكتم المفرط” على أعضائه وعدم الولاء لدستور البلاد، وبحسب الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا)، فإن الجمعية على مقربة من جماعة الإخوان المسلمين.

ويقدّر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 ملايين شخص، أي حوالي 6 % من إجمالي السكان، غالبيتهم أتراك أو من أصول تركية. ويزيد عدد العرب عن مليون، غالبيتهم من السوريين الذين بلغ عددهم حوالي 750 ألفاً نهاية العام الماضي.

وتذهب تقديرات المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى أنّ عدد المساجد في البلاد بلغ حوالي 2500 مسجد، كما وقدّرها خبراء في البرلمان الألماني (بوندستاغ): بين 2350 و2750 مسجداً.

وقد كثرت في الآونة الأخيرة عمليات إخلاء مساجد في ألمانيا بعد تلقيها تهديدات بوجود قنابل، في ظل تنماي ظاهرة الإسلاموفوبيا وصعود تيارات اليمين المتطرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى