موجة واسعة من الاحتجاجات والإضرابات ضد الغلاء تجتاح البلدان الأوروبية

العقوبات الغربية على روسيا تخلق واقعاً اقتصادياً صعباً على الأوروبيين

تجتاح معظم أنحاء أوروبا موجة واسعة الاحتجاجات والإضرابات تسببها التضخم الاقتصادي وما رافقه من ارتفاع في أسعار الطاقة والمواد الاستهلاكية الأخرى، الأمر الذي يمهد لحالة انفلات للاضطرابات السياسية.

وتجمع عشرات الآلاف من المحتجين في 6 مدن ألمانية، السبت، للمطالبة بالمزيد من العدالة في توزيع المخصصات الحكومية للتعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المعيشة وبالتحول سريعا نحو وقف الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري.

وخرج المحتجون في مسيرة في برلين ودوسلدورف وهانوفر وشتوتغارت ودريسدن وفرانكفورت، حاملين لافتات تحمل مطالبات واسعة تتضمن خفض التضخم وإيقاف محطات الطاقة النووية وزيادة دعم أسعار الطاقة للفقراء.

وذكرت منظمة “غرين بيس” المشاركة في تنظيم الاحتجاجات إن عدد المتظاهرين بلغ نحو 24 ألفا، لكن الشرطة قالت إن نحو 1800 محتجا تجمعوا في برلين.

رومانيا والتشيك

أما في رومانيا فقد نفخ المحتجون في الأبواق وقرعوا الطبول تعبيرا عن استيائهم، وفي فرنسا نزل الناس إلى الشوارع مطالبين بزيادة الأجور بما يتناسب ونسبة التضخم.

وفي تشيكيا تجمع المتظاهرون ضد طريقة تعامل الحكومة مع أزمة الطاقة. كذلك أضرب عمال سكك الحديد في بريطانيا والطيارون في ألمانيا من أجل تحسين الأجور، في وقت ارتفعت فيه الأسعار.

موجة واسعة من الاحتجاجات والإضرابات ضد الغلاء تجتاح البلدان الأوروبية
موجة واسعة من الاحتجاجات والإضرابات ضد الغلاء تجتاح البلدان الأوروبية

وفي وقت أجبرت فيه رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس على الاستقالة في أقل من شهرين من تسلمها لمنصبها، بعد أن أثارت خططها الاقتصاية الفوضى في الأسواق المالية وأضرت أكثر باقتصاد متعثر، فإن الخطر المحدق بالزعماء السياسيين أصبح أكثر وضوحا، في وقت يطالب الناس باتخاذ إجراءات فعلية.

تداعيات الحرب في أوكرانيا

بسبب العقوبات الغربية على روسيا، شهد الأوروبيون ارتفاعا لفواتير الطاقة وأسعار المواد الغذائية. ورغم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي من الارتفاع القياسي خلال الصيف، ودعم الحكومات للأسر ورجال الأعمال في مجال الطاقة بلغ 576 مليون يورو منذ أيلول سبتمبر 2021، فإن ذلك لم يكن كافيا لبعض المحتجين وفق مركز الأبحاث بروغل.

أدى ارتفاع سعر الطاقة إلى زيادة نسبة التضخم في 19 بلد داخل منطقة اليورو إلى مستوى 9.9%، ما جعل من الصعب على الناس أن يشتروا ما يريدونه، ولم يجد البعض من خيار سوى النزول إلى الشارع.

واليوم “يجد الناس أنفسهم مجبرين على ممارسة الضغط بهدف الحصول على زيادة”، بحسب المسعف رشيد أوشام، الذي كان من بين أكثر من مائة ألف شخص شاركوا في مسيرات احتجاجية نهاية هذا الأسبوع في عديد المدن الفرنسية.

وبحسب مؤسسة “فيريسك مابلوكروفت” للاستشارات، فإن تداعيات الحرب في أوكرانيا زادت من مخاطر وقوع انتفاضة مدنية في أوروبا.

لقد ساعد قادة أوروبا بقوة أوكرانيا، فأرسلوا إليها الأسلحة، وتعهدوا أو هم أجبروا على إبعاد اقتصاداتهم عن النفط والغاز الروسي الرخيص، ولكن العملية الانتقالية لم تكن سهلة، وتهدد بتآكل الدعم الشعبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى