ناشيونال إنترست: الولايات المتحدة تدفع أوكرانيا إلى الغوص في مستنقع حرب خاسرة

رأت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن الولايات المتحدة تدفع أوكرانيا إلى الغوص في مستنقع حرب لا يمكنها تحقيق الفوز بها.

ولفتت إلى أن هذا السلام كان وشيكا في ثلاث جولات من المحادثات: الأولى في بيلاروسيا، والثانية التي توسط فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت، والأخيرة في إسطنبول.

في كل هذه الجولات الثلاث، كان من الممكن إنهاء الحرب بشروط ترضي أوكرانيا، شريطة أن تبدي أوكرانيا استعدادها للتخلي عن فكرة عضوية حلف شمال الأطلسي. ولم تشارك الولايات المتحدة في أي من الجولات الثلاث من المفاوضات.

وأوضحت المجلة “خلال الأسابيع الأولى من الحرب، كان السلام ممكناً قبل وقوع هذا الكم الكبير من الخسائر في الأرواح، والدمار الهائل للبنية التحتية، وخسارة أوكرانيا لمزيد من الأراضي”.

ووفقا للمجلة، كانت الشروط التي تم التفاوض عليها ترضي الأهداف الأوكرانية، إلا أنها لم تلب أهداف الولايات المتحدة، لتدفع الولايات المتحدة أوكرانيا لمواصلة القتال بدلاً من التفاوض ووعدت بتقديم الأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخبارية “مهما كلف الأمر”.

وأصبحت حرب الأيام الثلاثة التي كان من الممكن أن تنتهي في بيلاروسيا، والحرب التي استمرت أسابيع قبل اتفاق مبدئي في إسطنبول، أصبحت الآن حربًا مشتعلة منذ عام ونصف العام.

ووفق المجلة، دفعت الولايات المتحدة أوكرانيا إلى شن هجوم مضاد كارثي، رغم إدراكها أن كييف”لم تكن تمتلك التدريب اللازم أو الأسلحة ــ من القذائف إلى الطائرات الحربية ــ التي تحتاجها لطرد القوات الروسية”.

وبدلاً من ذلك، اعتمد المسؤولون الأمريكيون على “شجاعة وعزيمة الأوكرانيين”.

وبدأ الغرب يدرك أن الحرب لن تنتهي بانتصار عسكري لأوكرانيا، وأنها لن تنتهي بتحقيق الأهداف الضرورية لإرغام روسيا على التنازل عن المطالب الأساسية لأوكرانيا على طاولة المفاوضات، بحسب المصدر ذاته.

وقد مضى وقت طويل من أجل اللحظة التي تكون فيها أوكرانيا في أفضل وضع “في ساحة المعركة لتكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات”.

وبعد تبدد آمال تحقق السلام في إسطنبول، يبدو أن أوكرانيا قد تضطر إلى التوقيع على اتفاق بنفس الشروط – وربما أسوأ – من تلك التي كان يفترض أن توقع عليها في إسطنبول.

وكما هو الحال في إسطنبول، فسوف يظل لزاماً على أوكرانيا أن تضمن الحياد، ولكنها سوف تفعل ذلك من دون مناطق من دونباس، وخيرسون، وزابوريجيا على الأقل، والتي كان بوسعها الاحتفاظ بهم جميعاً في ذلك الوقت، على حد قول “ناشيونال إنترست”.

ومنذ إسطنبول، عانت أوكرانيا من خسارة الأرواح والأراضي، ثم وقعت على اتفاق كانوا على استعداد للتوقيع عليه في بداية الحرب.

هذه هي المأساة. أن تخوض الحرب برمتها لتنتهي بنفس الطريقة التي كان من الممكن أن تنتهي بها خلال أسابيع من بداية الحرب، ولكن بشروط إقليمية أسوأ وبخسائر أكبر في الأرواح، بحسب المصدر ذاته.

واختتمت المجلة تقريرها قائلة “كانت بداية الحرب خطأ روسيا. ونهاية الحرب ستكون خطأ أمريكا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى