ولي العهد السعودي يدعو إلى تعزيز الشراكة بين الدول العربية والصين

الرئيس الصيني يعتبر انعقاد القمة العربية الصينية "حدثاً مفصلياً"

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الجمعة، أن العلاقات العربية الصينية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، داعيا إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين الدول العربية والصين، فيما اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة “حدثاً مفصلياً في تاريخ العلاقات الصينية العربية” وأكد دعمه لبناء منظومة أمن مشتركة في الشرق الأوسط.

وأضاف ولي العهد السعودي في كلمته بافتتاح القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية التي تستضيفها الرياض، أن المملكة تعمل على تعزيز التعاون من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي، معرباً عن تقديره لموقف الصين في دعم التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

وقال إننا نسعى إلى تعزيز مستوى التعاون والتطلع إلى مرحلة جديدة من الشراكة.

 17 آلية تعاون

من جانبه اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ، القمة “حدثا مفصليا في تاريخ العلاقات الصينية العربية” مؤكداً  دعمه لبناء منظومة أمن مشتركة في الشرق الأوسط.

وأضاف شي: “نتحد ونتقدم معا بهدف تحقيق طموحات دولنا”، مشيرا إلى “إنشاء 17 آلية تعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي”.

وتابع الرئيس الصيني: “على الجانبين الصيني والعربي تعزيز التضامن والتعاون وبناء مجتمع لمستقبل أوثق”.

وشدد على أن “ما يجمعنا هو الاهتمام بالسلام والانسجام والسعي وراء الحق والدعوة إلى الحوار بين الحضارات”، معلناً رفضه لمبدأ صدام الحضارات وتصارعها.

وأوضح الرئيس الصيني، أن العلاقة بين الدول العربية والصين متجذرة منذ طريق الحرير القديم، مشيداً بالحضارة العربية ودورها في العالم عبر التاريخ، مضيفاً أن القمة الصينية العربية ستقود إلى مستقبل أكثر إشراقا، مشدداً على أنها تسعى إلى تعاون شامل يعزز المصالح المشتركة الصينية.

تبادل تجاري بـ 300 مليار دولار

وكشف أن التبادل التجاري بين الدول العربية والصين تجاوز 300 مليار دولار، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تغيرات كبيرة وعميقة، مؤكداً أن الشعوب العربية تنشد التنمية الاقتصادية والرخاء.

كما اعتبر أن على الجميع صيانة المصالح المشتركة ودعم جهود التنمية للدول العربية.

كذلك شدد على ضرورة دعم مبدأ عدم التدخل بشؤون الدول الداخلية، مؤكداً وجوب تعزيز المواءمة بين التنمية ومبادرة الحزام والطريق.

ورأى أن على الجميع التعاون الفعال، خصوصا في مسائل أمن الغذاء والطاقة، حيث يجب الحفاظ على سلام المنطقة وتحقيق الأمن المشترك.

أيضاً دعم الجهود العربية للتوصل إلى حلول سياسية للمسائل الملحة في المنطقة، حيث يجب زيادة التفاهم وتعزيز الثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية لمواجهة الإسلاموفوبيا ومكافحة التطرف.

وأكد أن القمة العربية الصينية أجمعت على السعي لبناء مستقبل مشترك لعالم جديد، حيث لا يجب ربط الإرهاب بدين أو بعرق معين.

وذكر أنه لا يمكن استمرار الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن التطلع إلى دولة فلسطينية أمر لا يمكن رفضه.

نظام عالمي أكثر عدالة

بدوره، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته، اليوم الجمعة، خلال القمة العربية الصينية، على ضرورة السعي لإقامة نظام عالمي أكثر عدالة.

وقال السيسي، أنه من بين أخطر ما يواجهه العالم اليوم هو أزمة الغذاء وتبعاتها، موضحاً أن الأزمات أثقلت كاهل دولنا وموازناتها مما يتطلب حوكمة الاقتصاد الدولي ليكون أكثر عدالة.

واعتبر الرئيس المصري القمة العربية الصينية بمثابة نقطة انطلاق جديدة للتعاون العربي الصيني.

وأشاد السيسي بالسياسات الصينية المتوازنة تجاه القضايا العربية، مؤكداً أنها محل تقدير واحترام بالغين في العالم العربي، داعياً إلى وضع قضية الأمن المائي العربي على رأس الأولويات.

تحديات استثنائية

وكان ولي العهد السعودي قد قال خلال القمة الخليجية الصينية، إن القمة تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة في التعاون الخليجي الصيني، معبرا عن تطلع المملكة للتعاون مع الصين في مختلف المجالات ونقله لآفاق أرحب.

وأوضح في كلمة افتتاحية للقمة الخليجية – الصينية في الرياض، بحضور الرئيس الصيني “نجتمع في ظل تحديات وظروف استثنائية تحتم علينا التعاون”.

كما تابع “القمة تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الخليجي الصيني”، مشيدا بقصة نجاح بكين.

منطقة تجارة حرة خليجية صينية

وأضاف ولي العهد السعودي، “بحثنا إنشاء منطقة تجارة حرة خليجية صينية، ونستكشف فرص التعاون مع الصين في مجالات الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد”، مؤكداً على الاتفاق مع الصين على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية.

كما قال إن دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد على استمرار دورها كمصدر موثوق للطاقة لتلبية احتياجات العالم والصين، مشدداً على أن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بخروج “الميليشيات” من المنطقة، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها.

كما تابع “القمة تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الخليجي الصيني”، مشيدا بقصة نجاح بكين.

وأضاف “بحثنا إنشاء منطقة تجارة حرة خليجية صينية، ونستكشف فرص التعاون مع الصين في مجالات الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد”.

وأكد ولي العهد السعودي على الاتفاق مع الصين على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية.

وأكد ولي العهد السعودي على رغبة دول مجلس التعاون الخليجي في استمرار دورها كمصدر موثوق للطاقة لتلبية احتياجات العالم والصين، مشدداً على أن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بخروج “الميليشيات” من المنطقة، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها.

أمن الخليج

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ ” قد أكد خلال كلمته بالقمة الخليجية الصينية، سنواصل دعمنا الثابت لأمن دول الخليج، وسنواصل استيراد النفط بكميات كبيرة من دول الخليج”.

وتابع من الرياض “مجلس التعاون الخليجي نجح في تخطي التحديات العالمية”، مشيرا إلى أن الدول الخليجية والصين يمكنها تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي، “نعمل سويا على تحقيق مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى”، مثمناً جهود السعودية لاستضافة أول قمة خليجية صينية.

يشار إلى أنه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رأس الأمير محمد بن سلمان “قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية”، بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية الصين الشعبية، وذلك في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.

ويزور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وصل إلى السعودية، الأربعاء، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يعقد خلالها لقاءات ثنائية، ويشارك في قمة سعودية – صينية برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني، ومشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقمة خليجية – صينية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وقمة عربية – صينية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى