ويتكوف يقترح تسوية شاملة تنهي الحرب على غزة
حماس تتعامل بايجابية مع المقترح وتنتظر رد إسرائيل

أعلن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأربعاء، عن مقترح معدل يتعلق بطرح “حل شامل” للحرب على قطاع غزة المحاصر، من المقرّر تسليمه إلى الرئيس الأميركي لمراجعته قبل الإعلان الرسمي عنه.
وأعرب ويتكوف، في تصريحات من البيت الأبيض اليوم، عن تفاؤله الكبير بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و”حل طويل الأمد وسلمي للصراع”، مشيراً إلى أن الوثيقة تُعد خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
بدوره، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة “تتعامل مع الوضع في غزة، حيث يتم تقديم الطعام إلى السكان”، مضيفاً: “نحن نبلي بلاءً حسناً في غزة وإيران، ويتعين على الأطراف أن توافق على الوثيقة التي قدمها ويتكوف”.
تفاصيل المقترح:
وتتضمن أحدث مقترحات المبعوث الأميركي، إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، و18 من الجثامين على مرحلتين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بهدف تسهيل المفاوضات لإنهاء الحرب.
وبحسب الورقة الأميركية، التي قُدمت لإسرائيل و”حماس”، سيتم في اليوم الأول، إطلاق سراح 5 أسرى أحياء و9 جثامين، ثم في المرحلة الثانية سيتم إطلاق سراح 5 أسرى أحياء و9 جثامين، وفق مصدر إسرائيلي نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
وسيسمح الاقتراح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية إذا فشلت المفاوضات خلال الهدنة في التوصل إلى اتفاق. وبدلًا من ذلك، يمكن أن تستمر المفاوضات مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، وفق “قناة 12” الإسرائيلية.
توزيع المساعدات الإنسانية
وضمن الشروط المقترحة، ستعود إدارة توزيع المساعدات الإنسانية إلى الأمم المتحدة بدلاً من “مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، ستنسحب القوات الإسرائيلية من مناطق غزة التي احتلتها منذ انطلاق عملية “القوة والسيف” في 18 مارس الماضي (استئناف الحرب).
ومقابل الإفراج عن الأسرى العشرة الأحياء، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيراً فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و1111 معتقلاً من قطاع غزة، اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023. أما بالنسبة للجثامين الـ18، فستفرج إسرائيل عن 180 جثماناً لسكان غزة، على دفعتين.
بموجب هذه الشروط، ستوقف إسرائيل فوراً جميع العمليات العسكرية الهجومية على غزة.
وفي اليوم العاشر، ستقدم “حماس” قائمة كاملة بأسماء الأسرى الإسرائيليين، بالإضافة إلى تقارير طبية مفصلة عن حالاتهم.
وتلقى المسؤولون الإسرائيليون، الاقتراح في الساعات الأخيرة، لكنهم لم يردوا عليه رسمياً بعد. مع ذلك، تشير التقييمات الأولية إلى أن إسرائيل لن ترفضه على الأرجح، لأنه يعكس خطة المبعوث ويتكوف السابقة، والتي تضمنت إطلاق سراح 10 أسرى على مرحلة واحدة، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وقالت مصادر تحدثت مع ويتكوف، إن الولايات المتحدة عازمة على التوصل إلى اتفاق “حتى لو تضمَّن لغة إبداعية”، مع فهم أن ويتكوف سيضغط على إسرائيل لإظهار المزيد من المرونة بشأن الضمانات لإنهاء الحرب، وهو مطلب قديم لـ”حماس” أدى إلى رفض المقترحات السابقة.
الإرهابي سموتريتش يرفض تخفيف حدة القصف على غزة
وفي إسرائيل، رفض الإرهابي بتسلئيل سموتريتش الذي يشغل منصب وزير المالية في حكومة الاحتلال، تخفيف حدة القصف على غزة، بعد الأنباء عن المقترح الأميركي.
وقال، إنه “من الحماقة الشديدة تخفيف الضغط في غزة الآن وتوقيع صفقة جزئية مع حماس تمكنها من التعافي، وأنا لن أسمح بذلك”. من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنه “عندما تكون هناك فرصة لاستعادة الرهائن فعلينا فعل ذلك”.
ويأتي هذا المقترح في ظل تعثّر المحادثات السابقة، وتعنت حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي التي تواصل عملياتها العسكرية المكثفة في قطاع غزة، رغم الضغوط الدولية والوساطات المتكررة لوقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من التصريحات الأميركية المتكررة بشأن ضرورة التهدئة وتسهيل دخول المساعدات، فإن إسرائيل تمضي في استراتيجيتها القائمة على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتضييق الإنساني، ما عقّد الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق دائم.
غموض إسرائيلي
ويحافظ المستوى السياسي الإسرائيلي على حالة من الغموض بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، وذلك بعد نحو يومين من تصريحات رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، التي أعرب فيها عن أمله في إمكانية الإعلان عن بُشرى في ما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، “إذا لم يكن اليوم، فغداً”، قبل أن يتراجع ويوضّح لاحقاً أنه لم يقصد الكلام حرفياً، وإنما في الفترة القريبة.
واعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تصريحات نتنياهو تلاعباً بمشاعرها، فيما تواصل، اليوم الأربعاء، نشاطاتها الاحتجاجية ومطالباتها بإعادة الأسرى.
حماس تنتظر رد إسرائيل
وفي وقت سابق، أعلنت حركة حماس، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، على “إطار عام” يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
وقالت الحركة، إنها تبذل جهوداً كبيرة لوقف الحرب التي وصفتها بأنها همجية على غزة.
وأوضحت أن الاتفاق يتضمّن إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثامين، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، لافتة إلى أنها تنتظر الردّ النهائي على هذا الإطار.
فيما بعد، أكدت حركة حماس أنها تسلّمت المقترح الجديد للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مضيفة، في بيان اليوم الخميس، أنها تعكف على دراسته “بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع”، فيما ادعت وسائل إعلام عبرية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وافق عليه.