50 جامعة إسبانية تقرر مقاطعة إسرائيل

انتفاضة الجامعات ضد الإبادة الجماعية في غزة مستمرة وتتسع

مع استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، قررت 50 جامعة حكومية و26 جامعة خاصة في إسبانيا قطع علاقات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية وربطت عودة التعاون بتنديد الجامعات الإسرائيلية باجتياح جيش الاحتلال لقطاع غزة.

وطالبت الجامعات الإسبانية بوقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، كما تعهدت بتكثيف التعاون مع المنظومة التعليمية والجامعية الفلسطينية.

واكتسبت الاحتجاجات الطالبية زخماً في جميع أنحاء أوروبا الغربية خلال الأسابيع الأخيرة حيث طالب المتظاهرون بوقف إراقة الدماء في غزة وقطع العلاقات مع إسرائيل، مستلهمين في تحركهم التظاهرات التي اجتاحت الجامعات الأميركية.

وأدان مجلس الجامعات الإسبانية “كرو”، في بيان أعمال العنف، معلناً عن دعمه للاحتجاجات التي اندلعت مؤخراً.

وتأسس مجلس الجامعات عام 1994 وهو يضم ما مجموعه 76 جامعة إسبانية، 50 عامة و26 خاصة.

وطالب المجلس بوقف فوري للأعمال الإسرائيلية في غزة، متعهداً بـ”مراجعة العلاقات، وإذا لزم الأمر، تعليق التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لم تعرب عن التزامها الراسخ بالسلام واحترام القانون الإنساني الدولي”.

لكن البيان دبلوماسي اللهجة لم يذهب إلى حد استرضاء الطلاب في العديد من مخيمات الاحتجاج التي أقيمت بجميع أنحاء إسبانيا ولا تزال سلمية حتى الآن.

وقال سيباستيان جونزاليس (28 عاماً) وهو طالب في القانون والعلوم السياسية بجامعة كومبلوتينسي في مدريد لوكالة “فرانس برس”: “ما نريده حقاً هو أن تلبي الحكومة ورؤساء الجامعات مطالبنا وقطع العلاقات مع إسرائيل”.

وأضاف جونزاليس المتحدث باسم المحتجين: “عندما تلبى مطالبنا سنفض المخيم. وحتى ذلك الحين سنواصل المقاومة هنا وفي جميع أنحاء إسبانيا”.

وفي إسبانيا، بدأ الاحتجاج الأول في 29 أبريل بجامعة فالنسيا في شرق البلاد، حيث نصب الطلاب حوالى 20 خيمة للمطالبة “بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة”.

وأعقب ذلك احتجاج مماثل بالخيام في جامعة برشلونة، قبل أن تمتد المعسكرات هذا الأسبوع إلى مدريد وإقليم الباسك شمالي البلاد وأليكانتي شرقاً ومنطقة الأندلس جنوباً.

صفقات الجامعات الأميركية

يشار إلى أن الطلاب المحتجون في عدد من الجامعات الأميركية تمكنوا من عقد صفقات مع إداراتها لسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقة بإسرائيل مثل جامعة نورث ويسترن بولاية إلينوي الأميركية وجامعة براون في رود آيلاند وجامعة روتجرز في نيوجرسي، وجامعة كاليفورنيا ريفرسايد “يو سي آر”.

توسع انتفاضة الجامعات

ويأتي ذلك في ظل توسع الحركات الطلابية الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة لتشمل جامعات أوروبية وأميركية عديدة، رغم محاولة قوات الأمن في كثير من تلك الجامعات فض الاعتصامات وإزالة المخيمات التي أقامها الطلبة في حرم جامعاتهم.

ففي بريطانيا، يواصل طلاب جامعة كامبريدج لليوم الرابع اعتصامهم المفتوح دعما لفلسطين، ورفضا لما يصفونه بتواطؤ جامعتهم على جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

كما اتسع نطاق الاعتصام، الذي ينظمه طلاب جامعة أكسفورد تضامنا مع سكان قطاع غزة، حيث انضم إليه طلاب جدد في يومه الرابع. ويقول الطلاب إنهم مصممون على الاستمرار في احتجاجهم حتى تلبية إدارة الجامعة مطالبهم بوقف الاستثمارات مع الشركات التي تساعد ما يصفونه بنظام الإبادة الجماعية في إسرائيل.

كما يواصل طلبة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن اعتصامهم أيضا في الحرم الجامعي -لليوم الرابع على التوالي- تضامنا مع فلسطين وسكان قطاع غزة.

وتعهد طلاب جامعة لندن بمواصلة اعتصامهم المفتوح، حتى تستجيب الجامعة لمطالبهم بفك جميع ارتباطاتهم المالية والأكاديمية مع المؤسسات والشركات التي تدعم الاحتلال.

الشرطة تستخدم العنف لفض الاحتجاجات

في المقابل تمكنت الشرطة الهولندية الأربعاء، من فض اعتصام بالقوة أقامه طلاب رافضون للجرائم الإسرائيلية على قطاع غزة في حرم جامعة أمستردام في العاصمة، واعتقلت 32 منهم.

وفي العاصمة الأميركية فضت الشرطة أمس اعتصاما طلابيا داعما لغزة في جامعة جورج واشنطن، وفككت خيام المحتجين المؤيدين لفلسطين واعتقلت 33 طالبا منهم، قبل أن يعلن منظمو الاعتصام في وقت لاحق أنه تم الإفراج عن جميع المعتقلين.

وانضم طلاب كلية الفنون وتصميم الأزياء التابعة لجامعة نيويورك إلى الاعتصامات المتضامنة مع غزة، حيث اعتقلت الشرطة الأميركية عددا من الطلاب أثناء محاولتها إزالة مخيم أقاموه أمام الجامعة.

كما تدخلت الشرطة -الثلاثاء الماضي- بناء على استدعاء من جامعة برلين الحرة بألمانيا لتخلي باحة الجامعة من الخيام التي نصبها متظاهرون قبل أن تعلن -أمس الأربعاء- عن اعتقال 79 شخصا مع تحرير مخالفات إدارية والبدء في تحقيقات جنائية.

وأمس الأربعاء، بعث نحو 100 محاضر جامعي في ألمانيا رسالة لجامعات في برلين دعما للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وطالبوا إدارات جامعات برلين بالعدول عن الاستعانة بالشرطة ضد طلابها ووقف المزيد من الملاحقات الجنائية.

ومنذ 18 أبريل/نيسان الجاري، اندلع حراك طلابي واسع في جامعات أميركية عديدة منددا بالحرب الإسرائيلية على غزة ويرفض استثمارات هذه الجامعات في الشركات الداعمة لإسرائيل، ولاحقا امتد زخم الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين من الولايات المتحدة إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا وإسبانيا وغيرها من دول العالم.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين ونزوح نحو مليون ونصف فلسطيني عن بيوتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى