المؤسسات الدينية العربية تجرّم تنظيم الإخونجية وتعتبره منظمة إرهابية

واصلت المؤسسات الدينية العربية تجريم تنظيم الإخونجية، باعتباره منظمة إرهابية تهدد الاستقرار الإجتماعي، ويعمل على شق الصف وإشعال الفتنة وسفك الدماء.

وقد أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي خلال اجتماعه الدوري – عبر الاتصال المرئي – برئاسة العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه، الإثنين، بيانا أكد فيه تجريم تنظيم الإخونجية واعتباره منظمة إرهابية.

يأتي ذلك بعد 3 أيام من فتوى للدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أكد فيها أن الانتماء لتنظيم الإخونجية “حرام شرعا”.

هذه الفتوى جاءت بعد نحو أسبوع من فتوى للمفتي العام للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، بأن جماعة الإخونجية “ضالة ولا تمت للإسلام بصلة”.

واستبق الفتوى بيان لهيئة كبار العلماء في السعودية، بتاريخ 10 نوفمبر الجاري، أكد فيه أن جماعة الإخونجية تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، ودعا الجميع إلى “الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها”.

تأتي تلك الجهود في إطار حرب دعوية شاملة تستهدف التحذير من جماعة الإخونجية الإرهابية وكشف خطورتهم على المجتمع، تشنها مختلف المؤسسات الدينية في قلب الوطن العربي من النيل للخليج، ممثلة في مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ودار الإفتاء المصرية، إضافة إلى مختلف المؤسسات الدينية في السعودية من هيئة كبار العلماء، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.

تحمل تلك الجهود الدعوية أهمية خاصة كونها صادرة عن المؤسسات الدينية والجهات المخولة بالإفتاء في 3 من أهم الدول العربية والإسلامية، التي تحمل لواء نشر الإسلام الوسطي المعتدل، وتأخذ على عاتقها قيادة الحرب على التنظيمات الإرهابية بشكل عام وتنظيم الإخونجية بشكل خاص.

كما تأتي تلك الجهود الدعوية ضمن استراتيجية شاملة، تستهدف في جانبها التوعوي التحذير من خطر تلك الجماعات والتعريف بحقيقتها، وفي جانبها الشرعي حماية المنبر الدعوي من فكرها المنحرف ونشر الوسطية والاعتدال، وفي جانبها الأمني مساندة الجهود الأمنية في توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية، واجتثاث جذورها.

وأكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن “موقفه من هذه الفرق والجماعات والتنظيمات هو موقف ولاة الأمر في الدولة وأن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعواه”.

وأعلن المجلس تأييده الكامل للبيان الصادر عن هيئة كبار العلماء في السعودية، والذي يأتي تأكيدا لما سبق أن صدر عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة المملكة العربية السعودية من اعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، وذلك لما “عرف عن هذه الجماعة من منازعة لولاة الأمور وشق عصا الطاعة وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف”.

ودعا المجلس جميع المسلمين إلى “نبذ الفرقة والابتعاد عن الانتساب أو التعاطف مع مثل هذه الجماعات التي تعمل على شق الصف وإشعال الفتنة وسفك الدماء”.

وأكد أنه “لا تجوز بيعة لغير الحاكم ولا تجوز بيعة أمير سري”، وشدد على “أن الأدلة الشرعية ومذهب أهل السنة والجماعة تؤكد موالاة ولاة الأمر احتراما والتزاما وعدم الخروج عليهم انضباطا ونظاما.”

وتعرض مفتي الديار المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية الجمعة الماضية، إلى المواقف التي اتخذتها المؤسسات الدينية في السعودية لكشف خطر هذا التنظيم الإرهابي.

وقال في هذا الصدد إن “مفتي المملكة العربية السعودية قد أصاب في حكمه، وقد كان لدار الإفتاء المصرية فكر وحكم في هذا الشأن مسبقًا، حيث انتهت فيه إلى حرمة الانتماء لجماعة الإخوان كما انتهت السعودية الآن”.

وثمن مفتي الديار المصرية، البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء في السعودية، وموقف مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بشأن جماعة الإخونجية، ووصفه للجماعة بـ”الإرهابية التي لا تمت للإسلام بصلة”.

وأوضح الدكتور شوقي علام، أن الأدلة على تحريم الانتماء للجماعات الإرهابية مثل الإخوان كثيرة؛ حيث إن “اتجاهات هذه الجماعات لا تؤدي إلى الاستقرار والعمران بل تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول والحكم”.

وتابع: “وإذا لاحظنا مسيرة الإخونجية منذ عام 1928 والتنظير والتطبيق والفكر والفعل فلن نجد أي توأمة مع ما قاله القرآن الذي يدعو للعمران”.

وذهب مفتي الديار المصرية إلى أن فكرة الاستعلاء موجودة لدى الجماعة الإرهابية، وتعد إحدى الركائز الأساسية في دعوة الإخوان، حيث اعتبروا أنفسهم أنهم من يحتكرون الحق والإيمان، لذلك يدعون المجتمع إلى ما هم عليه وليس إلى ما عليه الإسلام، كما أن دعوتهم تبتغي الدعوة إلى مراكز القرار، أما الذي عليه الناس من الإسلام والتاريخ الرصين فلا يقيمون له وزنًا.

وكانت السعودية قد شهدت خلال الشهر الجاري جهود دعوية متنوعة ضمن استراتيجية شاملة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي واجتثاث جذوره.

وفي هذا الصدد، أصدر المفتي العام للسعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، فتوى في منتصف الشهر الجاري بأن جماعة الإخونجية “ضالة ولا تمت للإسلام بصلة”.

وأكد آل الشيخ، ردا على سؤال حول جماعات الإرهاب التي تدعي الانتساب للإسلام وعلى رأسها جماعة الإخونجية وداعش وجبهة النصرة، أن “جميع الفرق التي ظهرت مؤخرا (داعش أو النصرة أو الإخونجية) كلها ضلال سخروا الإسلام لأهوائهم”.

وأضاف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن هذه الجماعات الضالة “استباحوا الدماء وانتهكوا الأعراض ونهبوا الأموال وأفسدوا في الأمر”.

وشدد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي يتولى منصب الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، على ضرورة دعوة الشباب لعدم الانضمام لهذه الجماعات الضالة.

المدقق في تلك البيانات والفتاوى، يجد أنها تستند إلى عدة محاور لبيان خطورة تنظيم الإخوان الإرهابي.

المحور الأول؛ يختص بالتعريف بذلك التنظيم وتقديم توصيفا دقيقا لخطره، وفي هذا الصدد تم تعريف الإخونجية بأنها جماعة إرهابية، ضالة ولا تمت للإسلام بصلة، استباحوا الدماء وانتهكوا الأعراض ونهبوا الأموال وأفسدوا في الأمر، وأن اتجاهات هذه الجماعات لا تؤدي إلى الاستقرار والعمران بل تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول والحكم ونشر الفتنة.

المحور الثاني؛ التحذير من الانضمام لتلك الجماعات أو الدعوة للانضمام لها، أو حتى التعاطف معها، ومن يفعل ذلك فقد أخطأ وضل سواء السبيل.

أما المحور الثالث فيبرز الأخطار المركبة لتلك الجماعة، ويشير في هذا الصدد أن تلك الجماعة خرج من رَحِمها جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت فسادا في العالم، وأخيرا المحور الرابع؛ يتعلق بالبعد الشرعي وهو أن الانتماء لتنظيم الإخونجية “حرام شرعا”.

 

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى