ليبيا: استمرار الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات في طرابلس
مجلسا النواب والدولة يتهمان حكومة الدبيبة بـ"افتعال" التصعيد المسلح وتعطيل جهود تشكيل حكومة موحدة جديدة

وتجددت الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة المتصارعة في طرابلس ليلا وتواصلت، اليوم الأربعاء، لتمتد إلى مناطق متفرقة من العاصمة الليبية، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وكانت مواجهات مشابهة في الأيام الأخيرة قد أسفرت عن مقتل ستة أشخاص.
ولاحقا، خيم هدوء حذر على المدينة ما دفع أوساطاً سياسية ليبية إلى إعادة طرح مسألة تشكيل حكومة موحدة كمدخل لإنهاء الانقسام المؤسساتي، وتهيئة البلاد للاستحقاقات الانتخابية.
رغم توقف أزيز الرصاص إلا أن المشهد لا يزال متوتراً، وسط ترقب لمآلات التهدئة الهشة التي جاءت دون إعلان رسمي لاتفاق واضح بين الأطراف المتصارعة، ما يفتح الباب أمام تجدد العنف في أي لحظة، في ظل التعقيدات العميقة في بنية التشكيلات المسلحة داخل العاصمة.
“أواخر النفق”
في أول تعليق له على الاشتباكات، اعتبر مجلس النواب الليبي أن ما جرى يهدد المسار السياسي الذي بات ـ بحسب وصفه ـ في “أواخر النفق”.
واتهم البرلمان حكومة الدبيبة منتهية الولاية بـ”افتعال” التصعيد المسلح، بهدف التشبث بالسلطة وتعطيل جهود تشكيل حكومة موحدة جديدة.
وطالب البرلمان المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا باتخاذ موقف أكثر صرامة، من خلال سحب الاعتراف الدولي بالحكومة الحالية، ودعم مساعي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة لتشكيل سلطة تنفيذية جديدة، ذات ولاية واضحة تنهي الانقسام وتعيد ترتيب البيت الليبي تمهيداً لانتخابات برلمانية ورئاسية
مجلس الدولة يحمّل الحكومة المسؤولية
من جهته، حمّل المجلس الأعلى للدولة حكومة الدبيبة المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ”القرارات المتهورة والعبثية” التي أدت إلى تفجر الاشتباكات، متهماً إياها بتهديد سلامة طرابلس وسكانها، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
وأكد المجلس دعمه لتشكيل حكومة موحدة بالاتفاق مع مجلس النواب، داعياً إلى تسريع الخطوات اللازمة لإنقاذ البلاد من حالة الفوضى والاقتتال المستمر.
ورغم أن طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ يونيو/حزيران 2020، إلا أن العاصمة تشهد من حين لآخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب تتعلّق بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.