إيران تدرس إغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة الدولية

في خضم الحرب المفتوحة بين طهران وتل أبيب التي جاءت عقب العدوان الإسرائيلي على إيران، كشف المسؤول في الحرس الثوري الإيراني البرلماني إسماعيل كوثري عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني اليوم السبت، أن السلطات الإيرانية تضع “إغلاق مضيق هرمز أم حركة الملاحة الدولية قيد الدراسة”.
وأضاف كوثري بحسب مانقلته وكالة “فارس” الإيرانية المحافظة، أن بلاده “ستتخذ أفضل قرار بهذا الشأن بكل حزم”.
وتابع كوثري، أن “أيادينا مفتوحة جداً لمعاقبة العدو والرد العسكري هو فقط جزء من ردنا”.
تأتي هذه التصريحات بعد تصاعد دعوات من نخبة إيرانية محافظة بضرورة إغلاق المضيق لتداعيات ذلك على الاقتصاد الأميركي في ظل دوره في رفع أسعار الطاقة بشكل كبير.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران بإغلاق مضيق هرمز، فسبق أن توعدت بذلك أيضاً خلال السنوات الماضية عدة مرات.
وكان قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنغسيري، قد أكد خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني من الخليج أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقف بشكل قاطع أمام كل من يريد اللعب بالنار في المنطقة.
وأشار إلى أن القوات المسلحة الايرانية خلال الأعوام الماضية أعدت نفسها لأنواع التهدیدات، ملوّحاً بورقة مضيق هرمز بشكل غير مباشر، وقال إنه مضیق مهم جداً واستراتیجي یقع في جنوب إیران وهو یخصّ إیران والدول المجاورة.
مضيق هرمز يخضع لإشراف الحرس الثوري
يذكر أن السفن والقطع البحرية تعبر بشكل يومي من المياه الإيرانية في مضيق هرمز، والتي هي الأكثر عمقاً من مياه الجانب العماني من المضيق.
وتخضع هذه المياه لإشراف عسكري وأمني للحرس الثوري الإيراني الذي يوجه أسئلة اعتيادية لهذه السفن قبل عبورها. وخلال عامي 2019 و2020، تعالت أصوات سياسية وعسكرية في إيران طالبت بإغلاق مضيق هرمز بعد تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، التي هددت من جهتها بأنها سترد على الخطوة إن اقدمت عليها طهران.
وأمس، قالت القوة البحرية المشتركة متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة إن حركة الملاحة التجارية مستمرة في المرور عبر مضيق هرمز على الرغم من الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران الجمعة، إلا أن بعض ملاك السفن يرغبون في تجنب المنطقة.
وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الحيوي أمام حركة الملاحة البحرية ردا على الضغوط الغربية. ورأى محللون أن أي إغلاق للمضيق يمكن أن يقيد التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية.
وحسب رويترز، قالت القوة البحرية المشتركة في إرشاداتها: “مضيق هرمز لا يزال مفتوحا وحركة المرور التجارية مستمرة دون انقطاع”، مضيفة أن الأحداث التي وقعت خلال اليوم تزيد من احتمال نشوب صراع إقليمي إلى “احتمال كبير”.
وأظهرت وثائق اطلعت عليها الوكالة أن اليونان وبريطانيا نصحتا سفن الشحن التجاري التابعة لهما بتجنب الإبحار عبر خليج عدن وبتسجيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.