اسرائيل تواصل استخدام الغذاء سلاحاً للحرب في غزة

"مصائد الموت" عنوان التواطؤ الأمريكي مع جرائم الإبادة الإسرائيلية

نقاط توزيع المساعدات التابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة السمعة والصيت، المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية” ويشرف على عملها قوات الاحتلال، أصبحت نقاطاً للقتل واستهداف المجوّعين الذين تفرض عليهم إسرائيل حصاراً طويلاً دون أن تكترث لنداءات المجتمع الدولي بعدم استخدام الغذاء كسلاح حرب.

وتستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي القذائف المدفعية وصواريخ المسيرات ومسيرات كواد كابتر لإطلاق الرصاص المتفجر على الفلسطينيين مباشرة وتتسبب بأبشبع المجازر الدموية أمام نظر العالم.

ومارست حكومة الاحتلال سياسة التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظلّ السكان يعانون من الجوع حتى وصل بهم الأمر إلى تناول أوراق الأشجار وأعلاف المواشي.

وتزامنت هذه السياسة مع إغلاق الاحتلال جميع معابر القطاع، ومنع دخول أي مساعدات إلى السكان، لا سيما بعد استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في مارس/آذار 2025.

كما حرض عدد كبير من القادة الإسرائيليين حكومتهم، لا سيما الإرهابيان إيتمار بن غفير الذي يشغل منصب وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية الفاشية، وبتسلئيل سموتريتش الذي يشغل منصب ووزير المالية في تلك الحكومة، على عدم إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة.

مؤسسة غزة

في فبراير/شباط 2025، أسست الولايات المتحدة الأميركية بدعم إسرائيلي شركة “مؤسسة غزة الإنسانية” بهدف زعمت أنه “لتخفيف الجوع في قطاع غزة” عبر إيصال المساعدات للفلسطينيين مع “ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة حماس. وبدأت تنشط أواخر مايو/أيار من العام نفسه.

وفي نهاية مايو/أيار 2025، أعلنت المؤسسة فتح مركزين لها لتوزيع المساعدات على الفلسطينيين، الأول يقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والثاني يقع بالقرب من وادي غزة وسط القطاع.

وفي اليوم الأول لفتح المؤسسة مراكزها، توجّه آلاف المجوّعين للحصول على المساعدات، لكن بدلا من ذلك أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي تجاههم، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم وإصابة العشرات، وتوالت بعد ذلك المجازر الإسرائيلية بالقرب من هذه النقاط حتى باتت تلقّب بـ”مصائد الموت الأمريكية“.

مئات الضحايا

وارتفعت حصيلة ضحايا المجازر الصهيونية بحق المجوعين الذين استهدفوا أثناء توجههم إلى مراكز توزيع المساعدات بقطاع غزة إلى أكثر من شهيدا.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان اليوم، بأن عدد شهداء المجازر الصهيونية بحق المجوعين في مراكز توزيع المساعدات ارتفع إلى نحو 600 شهيدا، مشيرا إلى أن عدد الجرحى بلغ 3799 إصابة، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين.

وعلى مدار الأيام الماضية، استهدفت قوات الاحتلال نقاط توزيع مساعدات، سواء في رفح أو وسط القطاع، ما أدى إلى وقوع مئات الشهداء والجرحى.

تحقيق فوري ومستقل

وقبل أيام، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن من غير المقبول أن يخاطر المدنيون بحياتهم ويخسرونها لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام في غزة.

وأضاف، “يواصل الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) الدعوة إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة”.

“يغامرون بحياتهم ولا يحصلون على شيء”

والسبت الماضي، قالت “الأونروا” عبر منصة “إكس”: “أُجبر أناس جياع على الزحف على الأرض، وسط إطلاق نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين طعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون دون أن يحصلوا على شيء”.

وأضافت: “يجب أن نعود إلى إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع إلى جميع سكان غزة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا”.

مصيدة للموت

بدوره، قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن توزيع المساعدات في قطاع غزة بات فخًّا مُميتًا.

وكتب لازاريني عبر حسابه على موقع إكس: «في غزة، أصبح توزيع المساعدات مصيدة للموت، استشهد وأُصيب المئات من المدنيين الجوعى صباح اليوم جرَّاء إطلاق النار، وذلك بحسب تقارير من مسعفين دوليين متواجدين على الأرض».

وأضاف: “وُضعت نقطة توزيع، بحسب الخطة الإسرائيلية الأميركية، في أقصى جنوب رفح، وقد أجبر هذا النظام المُهين آلاف الأشخاص الجوعى والمحتاجين للمساعدة على السير عشرات الكيلومترات إلى منطقة شبه مدمرة بسبب القصف العنيف من قبل الجيش الإسرائيلي”.

الإبادة الجماعية

وترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وتفرض حصاراً قاتلاً على نحو 2 مليون شخص عذّبتهم عمليات النزوح وأوامر التهجير الإسرائيلي، والقتل اليومي والمروع.

وحتى ظهر الجمعة، قالت وزارة الصحة بغزة إن الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 راح ضحيتها نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى