سقوط ضحايا جدد جراء المجاعة الناتجة عن حصار إسرائيل لقطاع غزة
جيش الاحتلال يتلف آلاف الأطنان من المساعدات المخصصة للقطاع

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاراً قاتلاً على قطاع غزة تسبب باستشهاد 10 فلسطينيين، بينهم رضيعة، بسبب المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكرت مصادر طبية أن 21 شهيدا سقطوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي منهم 16 من طالبي المساعدات الإنسانية في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة إن “العدد الإجمالي لمن تُوُفُّوا بسبب المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 122، بينهم 83 طفلا”.
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، أفادت مصادر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد رضيعة فلسطينية تدعى زينب أحمد أبو حليب، بسبب سوء التغذية.
وقالت المصادر أن الرضيعة -البالغة من العمر 6 أشهر- استشهدت نتيجة نقص الغذاء والدواء الناجم عن الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة.
هذا، وحذر المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، من أن حالات الوفاة بسبب الجوع تتفاقم على نحو متسارع، لا سيما بين الأطفال.
وكشف البرش عن تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة إجهاض ووفاة داخل الرحم في غزة خلال الأشهر الماضية بسبب المجاعة وسوء التغذية.
وأضاف البرش أن العالم لا يستطيع إدخال علبة حليب واحدة لإنقاذ الأطفال الفلسطينيين الذين يتحولون إلى هياكل عظمية أمام أعين الأطباء العاجزين عن تقديم المساعدة.
نفادٍ وشيك للأغذية العلاجية المنقذة لحياة الأطفال
في هذه الأثناء، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من نفادٍ وشيك للأغذية العلاجية المنقذة لحياة الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد في غزة.
وحسب مسؤولين في اليونيسيف، فإن الإمدادات الحالية تكفي لعلاج 3 آلاف طفل فقط، ويتوقع نفادها خلال 3 أسابيع ما لم تصل إمدادات جديدة، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة، لا سيما على الأطفال المهددة حياتُهم أصلا بسبب سوء التغذية الحاد.
كما حذر المسؤولون الأمميون من أن يتسبب منع وصول المكملات الغذائية العالية السعرات في توقف البرامج التي تهدف لوقاية الفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية، مثل النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة.
غوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يحدث للفلسطينيين في قطاع غزة بأنه ليس أزمة إنسانية فحسب، بل “أزمة أخلاقية تهز الضمير العالمي”.
وأشار غوتيريش إلى أن “جهات ضغط قوية تصطف ضد حقوق الإنسان والنظام الدولي”. وأضاف: “نشهد هجوماً يستهدف المحكمة الجنائية الدولية، ومنظومة حقوق الإنسان الدولية وممثليها، إلى جانب الانتهاكات الصريحة للقانون الدولي”.
وقال: “لا شيء يمكن أن يبرر الموت والدمار الذي شهده العالم منذ 7 أكتوبر 2023”. ولفت إلى أن “حجم الدمار في غزة لا يمكن مقارنته بأي شيء تمت رؤيته في السنوات الأخيرة”.
وأعرب غوتيريش، عن عجزه في تفسير “اللامبالاة والتقاعس” الذي أبداه كثيرون في المجتمع الدولي. ووصف ذلك بأنه “انفصال عن الواقع وانعدام للإنسانية”.
إتلاف المواد الإنسانية
وفي وقت سابق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال أتلف عشرات الآلاف من مواد الإغاثة تشمل كميات كبيرة من الغذاء كانت مخصصة لسكان غزة، وسط حالة غير مسبوقة من المجاعة في القطاع المحاصر.
ونقلت الهيئة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن المساعدات المتلفة تشمل حمولة ألف شاحنة من المواد الغذائية والطبية.
وأضافت هذه المصادر أن “هناك آلاف الطرود تحت الشمس، وإذا لم تنقل إلى غزة فسنضطر إلى إتلافها”.
واعتبرت أن إتلاف المواد الإنسانية سببه خلل في آلية توزيع المساعدات في غزة، حسب زعمها.
ويأتي إتلاف جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطنان من المساعدات المخصصة لغزة، بينما يتضور القطاع جوعا، وتفتك المجاعة بسكانه البالغ عدهم نحو 2.3 مليون نسمة.
كما يأتي وسط مظاهرات ونداءات عالمية من قادة سياسيين ومنظمات دولية بالضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات للقطاع ووقف حربها على غزة التي تتواصل منذ نحو عامين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل مدعومة أمريكياً حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.